نشر بتاريخ: 01/10/2021 ( آخر تحديث: 01/10/2021 الساعة: 14:23 )
القدس- معا- قال جمال زحالقة رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي، إن إحياء ذكرى هبة القدس والأقصى كل عام له أهمية في إنعاش الذاكرة التاريخية للجميع خاصة الجيل الصاعد، الذي لم يعايش الحدث.
وأضاف زحالقة أنها مناسبة للتأكيد لأنفسنا وللعالم، أن شعب فلسطين هو شعب واحد وشعبنا بالداخل شريك كامل في النضال من اجل تصحيح الغبن التاريخي، الذي لحق بشعب فلسطين، وهبة القدس والأقصى هي منارة في هذا الدرب.
وأشار: تصادف اليوم الذكرى الحادية والعشرين لهبّة القدس والأقصى المجيدة، ويؤكّد التجمع الوطني الديمقراطي بهذه المناسبة الالتزام بالوفاء لذكرى الشهداء ال 13 الذي ضحّوا بأرواحهم في هبّة وطنية دفاعا عن القدس والأقصى وعن فلسطين وقضية فلسطين، وذلك من خلال مواصلة النضال من اجل القضية العادلة التي فدوها بأرواحهم.
وناشد التجمع جماهير شعبنا في الداخل إلى المشاركة في زيارات أضرحة الشهداء وفي كافة النشاطات والفعاليات وفي مقدمتها المظاهرة القطرية في سخنين، الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم السبت 2.10.2021، التي تنظمها لجنة المتابعة العليا، بمشاركة كافة الأطر الشعبية والوطنية.
وبين: لقد تأكد مرّة أخرى هذا العام أن جرائم أكتوبر 2000، التي ارتكبتها قوّات الأمن الإسرائيلية بحق مواطنين عزّل، ليست من الماضي. إذ لم تتغير لا السياسة ولا العقلية التي قادت إلى ارتكابها. والدليل ما حدث في هبة الكرامة، حيث استشهد شاب من أم الفحم بنيران شرطة الاحتلال، واغتال المستوطنون في اللد شابا فلسطينيا. وما قامت به شرطة الاحتلال هو محاولة التغطية عن المجرمين لا الكشف عنهم ومعاقبتهم، بالضبط كما فعلت بعد هبة القدس والأقصى حيث كان عدد الذين عوقبوا بسبب جريمة قتل 13 من المواطنين العزّل وجرح المئات منهم هو "صفر"، والجريمة بلا عقاب هي دائما ضوء أخضر للجريمة التي تليها.
وقال إن السياسة التي أدت إلى جريمة أكتوبر 2000 وجريمة أيار 2021، هي نفس السياسة العنصرية التي تبيح استفحال الجريمة والعنف في المجتمع العربي، التي لم تعد قضية مدنية فحسب، كما يروّج المروّجون. فإذا كانت قضية مدنية ما الحاجة إلى حشر جهاز "الشاباك" فيها؟ وما الداعي لإدخال وحدات "المستعربين" إليها؟ لن تجلب مداهنة السلطة والشرطة إلّا المزيد من العنف والجريمة، ولا يمكن أن يحدث تغيير بهذا المجال إلّا عبر نضال شرس ومتواصل، فحقوقنا لم نحصل عليها يوما بالاستجداء بل انتزعناها بالكفاح المرير.
وأكد: لقد اندلعت هبة القدس والأقصى لأسباب وبدوافع وطنية أولا وقبل كل شيء، وفيها كسر شعبنا في الداخل حاجز الخوف، وألقى إلى سلّة المهملات مفهوم "العربي الإسرائيلي"، الذي انهار وقضى أمام الأمواج الوطنية العارمة. ولكن المؤسسة الإسرائيلية لا زالت تراهن على عودته المشؤومة لأنّها غير ناضجة للتعامل مع المواطن الفلسطيني في الداخل إلّا وفق هذا المفهوم. علينا أن نقف جميعا لمنع عودة هذا النموذج الذي صنعه الحكم العسكري وسياسات الحكم العسكري، وأن نسد كل الثغرات التي من الممكن أن يتسلّل منها من جديد وأن ننزع أقنعة الزيف عن كل من يتبنّاه أو يتقمّصه.
وأشار: إنّ الزحف لدعم حكومة اليميني العنصري نفتالي بينيت، بيمينها العنصري ويسارها، الذي لا يقل عنصرية، هو سلوك مناقض تماما لروح هبّة أكتوبر ودروسها التاريخية. والمعنى الذي نريد له أن يبقى من الهبّة هو أن الروح الوطنية أقوى من كل محاولات التدجين، سواء الذي يحاولون أن يفرضوه علينا أو ذلك الطوعي الذي لا يقل خطورة.