وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

من أسس القبول عند الناس أن تربط بين العلم والتصرفات

نشر بتاريخ: 03/10/2021 ( آخر تحديث: 03/10/2021 الساعة: 17:24 )
من أسس القبول عند الناس أن تربط بين العلم والتصرفات

د. سهيل الاحمد

لأن مراعاة التطبيق العملي لما تتعلم يعد قبيل جوهر العلم وأسس نجاحه، ومن عرف حقيقة الربط بين العلم والسلوك فقد فهم المراد من الإقبال على طلب العلم وضبط فلسفة القدوة المراد اتباعها والاقتداء بها، حيث لا يقبل منك في هذا المقام أن تنه عن خلق وتأتي مثله، عار عليك إذا فعلت عظيم، وحتى يقبل علم العالم والمتعلم وقولهم لابد وأن يظهر أثر للعلم على سلوكهم، لأن العلم يؤثر في الكلام كما يؤثر في المواقف والتصرفات، وإن لم يكن له أي أثر يذكر، أو يلحظ فلا نفعًا مرجوًا منه ولا مصلحة معتبرة، وهذا ما جعل أمهات بعض العلماء أن تقدم لهم بعض النصائح التي منها: "يا بني خذ عشرة دراهم وتعلم عشرة أحاديث فإذا وجدتها تغير في جلستك ومشيتك وكلامك مع الناس، فأقبل عليّ، وأنا أعينك بمغزلي هذا، وإلا فاتركه فإني أخشى أن يكون وبالاً عليك يوم القيامة"، ومن وصاياهن كذلك لأبنائهن؛ بأن يأخذ عمن يتعلم منه الأدب قبل العلم، وصدق الله تعالى حيث يقول: "يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون"، وقد قيل بشأن الربط بين القول والفعل والوقوف على أهمية ذلك: يا واعظ الناس قد أصبحت متهمًا إذا عبت منهم أموراً أنت تأتيها أصبحت تنصحهم بالوعظ مجتهداً فالموبقات لعمري أنت جانبها تعيب دنيا وناسًا راغبين لها وأنت أكثر منهم رغبة فيها وقيل أيضًا: نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا وَنَهجو ذا الزَمانِ بِغَيرِ ذَنبٍ وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا مع أهمية تقرير حقيقة أن الجهل مضرة حيث قيل: من عمل على غير علم كان يفسد أكثر مما يصلح، فلا يمكن أن يحترم جاهل أو يعظم لمنظره أو شكله ولباسه، والعلم بحق لا ينال إلا بالإقبال والتواضع، وإلقاء السمع وإمعان النظر والتأمل، ومن ثم زيادة التفكر، والفهم العميق، وهذا لإقرار فلسفة تقضي بتطبيق المتلقى سلوكًا وفعلًا، وبيان أن هذا المنهج في العلم والتعلم لا يتوقف ولا ينقطع أبداً، بل يبقى ويستمر من المهد إلى اللحد، حيث سئل أحد العلماء: إلى متى تبقى تطلب العلم وقد بلغت منه ما بلغت فقال: "مع المحبرة إلى المقبرة". مع أهمية احترام العلم والعلماء والتواضع في أخذ العلم ونقله إلى الأقران والمقبلين، لأن التواضع في ذلك رفعة، الذُل له عز، والخضوع له فخر، حيث قيل: "ولو أن أهل العلم صانوه صانهم، ولو عظموه في النفوس لعُظِّما".