|
نكشة ... نقشة
نشر بتاريخ: 04/10/2021 ( آخر تحديث: 04/10/2021 الساعة: 17:22 )
الصديق الصدوق أمجد فرج !! عندما سافرت يا صديقي دون استئذان .. ورحلت عبر حدود اللامنتهى إلى حيث أنت .. لم أستوعب ذاك الرحيل إلا بعد حين .. لم أستوعب حينها تغيير خط سير رحلتك .. وكنا نخطط سويا لدمغ جواز سفرك بتأشيرة أخرى .. وإلى مكان آخر حيث نشترك بالعطاء !! لم أكن أعرف حينها أن رحلتك الأخيرة تلك .. لا تحتاج إلى تأشيرة من هذا النوع .. بل لا تحتاج إلى جواز سفر بهذا الشكل .. بل تحتاج الى تأشيرة عاطفية قلبية ممزوجة بدموع الفراق والألم .. والى اجتياز حدود زمكانية غير مكتشفة اينشتاينيا حتى الإن !! الآن والآن فقط .. استوعبت لماذا كنت مصرا على حجز تذكرة للسفر باتجاه واحد .. دون عودة إلى حيث نحن .. فعودتك لن تكون جسديا .. بل روحيا إلى داخل قلوبنا وأفكارنا .. فقد كنت تؤمن بان الخلود هو بالذاكرة وليس بالجسد !! وأن لا خلود دون فكرة يؤمن بها من مثلك !! أعترف بأنني لم أدرك حينها .. بأنك وبهذه الرحلة التي اخترت ..كنت تنوي احتلال قلوبنا .. واستيطان عقولنا ... والاستيلاء على مشاعرنا وعواطفنا ... رغم غيابك الجسدي .. ولم أكن أدرك بفطنتي التي أحترم .. بأنك تمتلك تلك الناصية باختيارك الأجمل .. فلماذا لم تبح لي بذلك أيها الصديق ؟؟؟ عتابي الأخير لك أيها الصديق الوفي .. لماذا تركت لي هذا الجواز ؟؟ أمن أجل أن أعيش ألما يوميا كلما نظرت اليه ؟؟ أعدك صديقي العزيز بأن أحافظ على ما تركت لي .. دون عبث أو تشويه .. لأضيف هذا الجواز الى أعز ممتلكاتي وبجانب جواز سفري الذي أمتلك .. وفي ركن فسيح ومضيء داخل بطين قلبي .. استعدادا لدمغه بتأشيرة شبيهة لتأشيرتك .. برحلتي .. بل برحلتنا الجميلة الحتمية الى حيث أنت !!! وإلى حين ذلك .. أبلغك بأننا لسنا بخير .. ولسنا كما كنت وكنا .. ولسنا كما حلمت وحلمنا .. ولسنا كما تركتنا !!!!!!!! |