وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

استطلاع جديد: نتنياهو يعود بقوة للمشهد السياسي

نشر بتاريخ: 07/10/2021 ( آخر تحديث: 07/10/2021 الساعة: 10:52 )
استطلاع جديد: نتنياهو يعود بقوة للمشهد السياسي

مائة يوم مرت على تشكيل حكومة نفتالي بينت التي وصفت منذ اليوم الاول لتشكيلها " بالضعيفة تارة والمشلولة تارة اخرى" وذلك بسبب عدد احزاب الائتلاف الحكومي في حكومة بينت التي وصلت الى ثمانية احزاب ومن ضمنها القائمة العربية الموحدة بزعامة منصور عباس وحتى هذه اللحظة مازال الاعلاميون والباحثون في اسرائيل يرون ان حكومة بينت لم تقدم شيء جديد يختلف عن سياسة نتنياهوولكن المهم عشية افتتاح جلسة للكنيست بكامل هيئتها قام مركز ( وكالات استشارية ) ونشرته ايضا القناة 13 و شارك في الاستطلاع (700) شخص من الجمهور الاسرائيلي و كان السؤال المهم بعد هذا الاستطلاع:

ما هي اهم الرسائل التي قدمتها نتائج الاستطلاع؟ ولمن تلك الرسائل ؟ وكيف يمكن قراءة تلك الرسائل؟

ولعل اهم تلك الرسائل المتعلقة بحزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو " فيما لو جرت الانتخابات هذه الايام سوف يفوز حزب الليكود ب "34- 35" مقعدا في الكنيست وفقا للاستطلاع وممن صوتوا في هذه الاستطلاع اي بزيادة خمسة مقاعد لحزب الليكود عن الانتخابات السابقة . والرسالة الثانية اظهرها الاستطلاع وهي ان غالبية الاسرائيليين غير راضية عن اداء حكومة نفتالي بينت – لبيد .

وهناك رسالة هام الى حزب يمينا الذي يتزعمه نفتالي بينت وحصوله على خمسة مقاعد وبالتالي خسارته مقعدين عن الانتخابات السابقة والرسالة الاخيرة ان حزب " امل جديد" ويتزعمه جدعون ساعر لم يتجاوز نسبة الحسم وبالتالي سقط حزب جدعون ساعر المشارك في الائتلاف الحكومي الحالي برئاسة بينت- لبيد.

ومن خلال نتائج الاستطلاع تظهر النتائج ان حزب يمينا فقد مقعدين لصالح حزب الليكود مما يعني عدم قناعتهم من سياسة بينت والبرامج التي يقودها بينت خاصة في مجال الاستيطان و التوسع و الضم مما يزيد المجنمع الاسرائيلي اكثر تطرفا ويعكس توجه ناخبي يمينا الى حزب الليكود برئاسة نتنياهو لاعتبارات ايديولوجية وسياسية.

وفي نفس الوقت عدم تجاوز حزب جدعون ساعر نسبة الحسم يعني ايضا توجه عدد من مؤيدي جدعون ساعر الى البيت الليكودي الاول حيث نتنياهو ويعكس ايضا عدم رضاء مؤيدي جدعون ساعر عن سياسته ومشاركته في الحكومة الحالية ورفضهم البقاء في حزب جدعون ساعر وربما في المستقبل تظهر نتائج استطلاعات جديدة وتؤكد هذه النتائج او قريبة منها ربما يعود جدعون ساعر بكامل حزبه الى حزب الليكود ضمن اغراءات او حوافز او وزارة مهمة لجدعون ساعر وهذا يعني ان حزب الليكود يعزز من قوته وسوف يصبح الحزب الذي يتمكن من تشكيل حكومة بدون منصور عباس وحزب العمل.

ونتيجة الى هذا الاستطلاع فان غالبية الجمهور الاسرائيلي غير راضي عن اداء الحكومة الاسرائيلية وهذا يعكس مدى تطابق سياسة هذه الحكومة مع حكومة نتنياهو السابقة وان حكومة بينت – لبيد لم تقدم فلسفة جديدة ولم تقدم استراتيجية جديدة خاصة فيما يتعلق بالملف النووي الايراني وفيما يتعلق بالملف الفلسطينية و عملية السلام في الشرق الاوسط.

وعلى الرغم من التغيرات في النظام السياسي الفلسطيني وتقدم 36 قائمة فلسطينية للانتخابات التشريعية في الاراضي الفلسطينية المحتلة تحت سقف اوسلو على اعتبار ان الانتخابات التشريعية و الرئاسية هي احدى افرازات اوسلو بل هي احدى اهم نتائج اوسلو وعلى الرغم من ذلك رفض بينت -لبيد التعامل مه هذه السياسة الفلسطينية الجديدة بما فيها حركة فتح وحركة حماس وبدلا من توجه نفتالي بينت كرئيس جديد لحكومة اسرائيل او لبيد كوزير خارجية اسرائيل بدلا من زيارة رام الله ولقاء القيادة الفلسطينية في رام الله وبدء مفاوضات جادة لعملية سلام في الشرق الاوسط ارسلوا وزير الامن " بيني غانتس" يتكلم عن الامن و الاقتصاد " واغلقوا الملف السياسي ذهبوا الى الامارات والى البحرين ومن هناك قدم لبيد الشكر الى نتنياهو على اتفاقات ابراهام وقال "نحن على خطى نتنياهو سائرون " بمعنى لا جديد في سياسة بينت – لبيد ولم تتغير سياسة نتنياهو وربما فقط تم تغيير وجوده جديدة ممثلة في لبيد ونفتالي بينت وحقق بينت حلمه في رئاسة حكومة اسرائيل.

الاستطلاع الاخير قبل يومين اكد ان نتنياهو سوف يعود الى المشهد السياسي الاسرائيلي بقوة واقوى من السابق على اعتبار ان سياسته والفلسفة والاستراتيجية التي تبناها في التعامل مع القضية الفلسطينية وشعاره" لا لحل الدولتين" جاء بينت وتبنى نفس الموقف ولكن الجمهور الاسرائيلي يعلم تماما ان شخصية "نتنياهو والكريزما التي يتمتع بها والعلاقات الدولية معه اقوى بكثير وربما لا توجد مقارنه مع شخصية بينت وربما كان مشهد لقاء" بينت – بايدن " اكبر دليل للجمهور الاسرائيلي ان شخصية نتنياهو تمثل جزء كبير من برنامجه السياسي الداخلي و الاقليمي و الدولي وهذا يعكس قوة الليكود وعودة نتنياهو بقوة من خلال الاستطلاع الاخير.

واخيرا .. ربما سؤال مهم يفكر به بينت: ما العمل؟ لم يبق امام بينت سوى القضية الفلسطينية لعمل دراماتيكي داخل المجتمع الاسرائيلي وخطف الاضواء من نتنياهو خلال الثلاث سنوات القادمة وربما ايضا تنعكس سلبا على بينت تلك السياسة ولكن المهم العودة الى المفاوضات مع الجانب الفلسطيني و القيادة الفلسطينية على اساس رؤية الرئيس بايدن " حل الدولتين " وملف اخر ربما يمنح نفتالي بينت بعض التاييد من الجمهور الاسرائيلي واحداث تغيير في سياسته وهي " اعلان صفقة تبادل اسرى مع حركة حماس واعادة الجنود الاسرائيليين الى اسرائيل ربما تمثل قنبلة سياسية لنفتالي بينت وتغير قواعد اللعبة السياسية والمشهد السياسي في اسرائيل لصالح حزب يمينا وحكومة بينت – لبيد .