نشر بتاريخ: 09/10/2021 ( آخر تحديث: 09/10/2021 الساعة: 17:59 )
إن قرار محكمة صُلح الاحتلال مُعدومة الصلاحية، بالسماح لليهود بالصلاة بالمسجد الاقصى ماهي، إلا مُحاولة جديدة من دولة الاحتلال السيطرة عليه.
هذه المحاولات المُتكررة لعصابات القتل الصهيونية مُنذ اللحظة الاولى لاحتلال القدس الشرقية، فبعد عام من الاحتلال أقدم أحد المتُصهينين بحرق المسجد الأقصى على مرآى ومسمع حكومة الاحتلال التي لم تُحرك ساكناً بل على العكس منحت المُجرم المُنفذ الغطاء القانوني بعد أن اعتبرته مختلاً عقلياً.
هذه الهجمة المسعورة التي بدأت وتيرتها تزيد في الأعوام الأخيره لم تكن، إلا استمرار لسياسة حكومة الفصل العنصري التي استخدمت التخطيط النمطي نحو تحقيق استراتيجيته الثابتة وهو تهويد القدس وهدم المسجد الأقصى لإعادة بناء هيكلهم المزعوم ، هذا الهيكل الذي ما فتئت هذه العصابة من البحث عنه من خلال الحفريات التي تقوم بها مُنذ عشرات السنين تحت المسجد الاقصى على اعتبار أن هيكلهم يوجد تحت المسجد .
مُنذ عدت سنوات وبعد أن سيطر اليمين الصهيوني على سُدة الحكم أصبحت تلك الحكومات تُسارع الزمن من أجل بسط السيطرة الكاملة بخطوات مدروسة كي لا تحدث ضجة اعلامية كبيرة وردة فعل قد تؤدي الى انتفاضة عارمة.
إن التخطيط النمطي أساسه البدء بالمشروع الكبير عبر خطوات مُتلاحقة لا تحدث أثراً كبيراً مرة واحدة من أجل الوصول الى الهدف الاستراتيجي بعد القيام بكل الخطوات كأمر واقع لا يستطيع أحداً وقفه أو تغييره.
الصلاة في الأقصى وجرف مطار القدس وإقامة مُجمع استيطاني جديد يعتبر آخر حلقة من حلقات السيطرة على المدينة المقدسة لقتل الحلم الفلسطيني لإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف التي يُحاول الاحتلال تفريغها من سكانها على طريق تهويدها بالكامل .
إن ما يجري من خطوات مُتسارعة يتطلب صحوة جماهيرية ووقفة جادة من أجل ثني الاحتلال عن ممارساته ووقفه وطي صفحة الخلافات ونبذ الفرقة والانقسام وتحقيق وحدة شاملة قادرة على التصدي للاحتلال ومخططاته
لأن القدس تجمعنا والمسجد الاقصى يوحدنا .
هذا المُحتل لا يفهم إلا لغة القوة والصوت الواحدة والكلمة الواحدة والسير بخطى ثابته نحو تخليص شعبنا من هذا الاحتلال وتطهير الأرض من كل مستوطناته ومستوطنيه.
إن قضية الأقصى والمقدسات الاسلامية والمسيحية هي قضية عربية اسلامية مسيحية عالمية، وهنا يجب على العالم أجمع أن يقف وقفة جادة بوجه كل الممارسات التي تقوم لها دولة الاحتلال من خلال استباحة الأماكن المُقدسة بشكل يومي بحيث تمنع المسلمين والمسيحيين من الدخول للصلاة في الاقصى والقيامة وهم أصحاب الحق وفق كل الأديان فيما تسمح لقطعان المستوطنين أن يعيثوا فساداً في أماكننا المُقدسة يؤدون طقوساً تلمودية مُحاولين تغيير الحقائق على الأرض ووضع قدم لهم في المسجد الاقصى تمهيداً لتقسيمه مكانياً وزمانياً كما هو معمول به في المسجد الابراهيمي في الخليل، الى جانب ما هو مطلوب عربياً واسلامياً المطلوب صحوة فلسطينية كبيرة تجاه ما يجري على الأرض من زحف استيطاني كبير وسيطرة واسعة على كل المقدرات الفلسطينية.
ان هذه الخطوات من شأنها بسط سياسة الأمر الواقع التي تُمارسها دولة الاحتلال مُنذ قيامها وهذا مؤشرٌ خطيرٌ سيُنهي قضيتنا ويُصبح الاحتلال هو اللاعب الوحيد وسيبقي على احتلاله بلا ثمن.
المطلوب هو تحرك جماهيري وسياسي واسع على كل الأصعدة : وعلى الصعيد الجماهيري يجب الإبقاء على حالة الاشتباك اليومي مع الاحتلال وتحرك دُبلوماسي عالمي لنضع العالم أمام مسؤولياته.
• كاتب وسيــاسي