وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الذكرى 67 لاندلاع ثورة التحرير الجزائرية

نشر بتاريخ: 30/10/2021 ( آخر تحديث: 30/10/2021 الساعة: 16:05 )
الذكرى 67 لاندلاع ثورة التحرير الجزائرية

عبد الناصر عوني فروانة

في الاول من تشرين ثاني/نوفمبر عام 1954 أشعلت جبهة التحرير الوطني الجزائرية شرارة الثورة التحريرية ضد المستعمر الفرنسي. تلك الثورة التي أشعلها بضع مئات من الثوار والتف حولها شعب حر رفض الظلم والاضطهاد، فقاوم وانتصر واعلن عن استقلال الجزائر عام 1962. لذلك أطلق عليها "ثورة التحرير الجزائرية".
لقد زرت الجزائر مرتين، المرة الأولى كانت في آذار/مارس 2007، وقد تكررت زيارتي لها للمرة الثانية عام 2010, وكلما ذكرت الجزائر ازددت شوقا للعودة إليها. فهي رائعة في جمالها وطبيعتها وشواطئها، هائلة بآثارها، فاتنة بكسوتها الخضراء، متميزة بمتحفها "مقام الشهيد"، شامخة كجبالها.
ونحن كفلسطينيين نقدر الجزائر ونعتز بمواقفها ونعشق ترابها، ونحب شعبها ونفخر بتاريخها ونتعلم من دروسها وتجربتها الرائدة بشقيها السياسي والعسكري.
وما زالت الجزائر رائدة ومتميزة بتجربتها الاعلامية المساندة للأسرى وقضاياهم. وهنا لابد من الاشادة بدور الاعلام الجزائري في احتضان قضية الاسرى وتخصيص مساحات واسعة في الصحف الجزائرية. كما ونشيد بدور وجهد الأخ والصديق (خالد عز الدين) المسؤول عن ملف الأسرى في سفارة دولة فلسطين بالجزائر الشقيقة. وهنا نذكر بان على أرضها نفذت الجبهة الشعب ية لتحرير فلسطين أول عملية تبادل للأسرى في تموز/يوليو عام 1968، كما وان الجزائر احتضنت الثورة الفلسطينية وقياداتها بعد الخروج من بيروت، ومن داخل قاعة قصر الأمم بنادي الصنوبر أطلق الشهيد الراحل "أبو عمار" إعلان استقلال الدولة الفلسطينية المستقلة.
نحن شعب يُقدر عالياً الاهتمام الجزائري، والدعم الرسمي والشعبي للشعب الفلسطيني وقضيته، وستبقى صرخة رئيسها السابق" هواري بومدين (نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة) تصدح في آذاننا، لأنها ليست مجرد صرخة من رئيس غادر سدة الحكم وفارق الحياة، بل لأنها صرخة توارثتها الأجيال، ورددها الرؤساء المتعاقبين للجزائر الشقيقة وشعبها العظيم، ليؤكدوا بأن فلسطين حاضرة ولم تغبْ عن أذهان وعقول وقلوب الجزائريين كل الجزائريين، لهذا لم ولن ننسى الجزائر التي حُفر اسمها في سفر تاريخنا وثورتنا، وهي دائمة الحضور في قلوبنا وعقولنا ويوميات حياتنا. وصدق من قال : من الاوراس الى الكرمل، الثورة مستمرة.
وما بين فلسطين الحبيبة بلد المليون اسير و الجزائر الشقيقة بلد المليون ونصف المليون شهيد علاقة تاريخية واستثنائية.
اللهم احفظ الجزائر أرضا وشعبا، من كل شر وسوء، وادم عليهم الأمن والأمان والاستقرار ودوام الازدهار.