نشر بتاريخ: 06/11/2021 ( آخر تحديث: 06/11/2021 الساعة: 12:52 )
يشهد المجتمع الفلسطيني تراجعا في دور الفرد، ومقابل ذلك نلاحظ سيطرة للعقل الجمعي في مواجهة التطورات والأحداث الراهنة. بحيث يشعر الفرد أن رأيه لم يعد مهما طالما أن الجميع من حوله لهم رأي آخر .
ومن وجهة نظر علماء النفس والاجتماع فان العقل الجمعي (ظاهرة نفسية يفترض فيها الفرد أن تصرفات الجماعة في حالة معينة تعكس سلوكاً صحيحاً) .
ويساق الى هذه الفرضية أمثلة عديدة تكاد تكون مقنعة بالكامل. السلوك الاقتصادي وبالذات السلوك الإنتاجي والاستهلاكي. فترى الناس يقلّدون بعضهم لدرجة مؤذية، في البيع والشراء وهذا ما يؤدي الى الفشل وتعاظم الرغبة الشرائية.
عالم النفس فرويد يرى أن الخوف من الموت يؤدي الى تصاعد الغريزة الجنسية والرغبة في انجاب الأطفال. لكنه لم يذهب الى متابعة النتائج بعد عشرين سنة وأي نوع من الأطفال سيخرج الى المجتمع بعد هذه حالة القلق هذه !!
وانا أرى ان حالة القلق خلقت سلوكا استهلاكيا فائضا عن الحاجات الطبيعية، فترى الناس يميلون للاقتناء، والخزين، والتوفير، والملكية الخاصة التي يرى فيها الأفراد القلقون أنها منجاة من غدر الأيام وتقلب الأزمان .
وبالكاد يظهر اتفاق على السلوك المناسب ، وكل فرد يفترض ان الجماعة تعرف اكثر مما يعرفه هو. وتقوى الطاعة العمياء للطائفة أو الحزب او الجماعة، وتتراجع الرغبة في التغيير والتقدم نحو مربع أفضل.
جائحة كورونا جعلت الأمور أسرع وأخطر. والجائحة تسببت بغموض اجتماعي، وسياسي ، واقتصادي وسيكولوجي .
وفي هذه الحالات يختلط الخيال بالواقع، وتسيطر الشائعة على الخبر اليقين. وتمر على الناس أيام لا يفكرون فيها بالأصلح أو الانسب. بل يبحثون خلالها عن الحلول السهلة .
وأسهل الحلول، وأضعفها. هو عدم القيام بأي فعل سوى الانتظار والتوقّع المبني على الظنون وعلى الدعاية التي تديرها شركات كبرى تعمل لصالح جماعات مستفيدة من استمرار الوضع على هذا النحو .
قالت لي عرّافة أمريكية على شاطئ أتلانتيك: بعد سبع ساعات، او بعد سبعة أيام، او بعد سبعة أسابيع، او بعد سبع سنوات. سوف يحدث شيء مهم .
وأخذت مني سبع دولارات. واختفت واخذت معها ابتسامتها البلاستيكية.