|
رسالة من الجحيم إلى الجنة.. من معذبي السجون إلى الشهيد ياسر عرفات
نشر بتاريخ: 11/11/2021 ( آخر تحديث: 11/11/2021 الساعة: 21:29 )
بقلم الأسرى: حسام زهدي شاهين ماجد المصري ناصر عويص سجن نفحة الصحراوي / 11/11/2021 سيادة الرئيس، أو الأخ القائد أبوعمار كما كنت تحب أن تنادى، وكما كنا نحب أن نخاطبك، في البداية نستميحك عذراً بأننا تجرأنا على إزعاجك في مرقدك الأخير، لكننا متأكدين بأن بابك سيبقى مفتوحاً أمام أبناء شعبك في الآخرة كما كان في الدنيا، واعذرنا إن كنا سنثقل كاهلك بهمومنا من جديد غير أننا اعتدنا عليك، واسع الصدر، كثير الحكمة، وتحتمل الشدائد، ولا تقطع حبل الود مع أحد، ولا تتعامل بردات فعل غير محسوبة العواقب، لأنك مسؤول عن الجميع وليس عن فئة معينة، ولم تكن زعيم محور، بل كنت زعيم حركة، كل حركة فتح، القريب فيها منك، والبعيد فيها عنك، وكنت زعيم الشعب الفلسطيني كل الشعب الفلسطيني، المتفق فيه معك والمعارضه فيه لك، وإلا كيف اكتسب شعبيتك الكبيرة، وحظيت على إحترام الأعداء قبل الأصدقاء، وأصبحت رمزاً ثورياً لكل الشعوب المقهورة!! سيادة الرئيس.... لا نخفيك بأننا إشتقنا اليك كثيراً، ولإبتسامتك المقاتلة التي تبث الأمل في القلوب، ونسأل العلي القدير أن يجمعنا بكم قريباً في جنات الخلد والنعيم، فمن بيد جدران زنزانتنا التي التهمت من أعمارنا ومن سعادة أهلنا أكثر من عشرين عاماً، والتهمت من أعمار غيرنا ما يقارب الأربعين سنة، ونحن لازلنا في انتظار معرفة مصيرنا المجهول، أذاهبون إلى البيت أم قادمون إلى طرفكم؟ ومع كل يوم يمضي صرنا إلى إلالتحاق بكم أقرب، والله وحده أدرى وأعلم، ليس لأننا يئسنا أو أُحبطنا أو تخلينا عن مبادئنا، لا والله! فنحن ما زلنا على العهد والقسم حتى نيل الحرية والإستقلال، لكن حياة قيادتنا السياسية وحاشيتها في الخارج تسير وكأنه لايوجد إحتلال، بينما حياتنا في داخل السجون تجمدت بفعل الإحتلال الذي أصبح أكثر قوة وشراسة، وسيطرة على الأرض، وإمتهاناً لكرامة المواطن، هذه المفارقة العجيبة التي نُذبح على مقصلتها كل يوم، باتت تعذبنا وتعذب أهالينا وتنخر أرواحنا أكثر من الإحتلال نفسه لأنها تنضح بطعم الخذلان!! وسنوضح لك لماذا؟ سيادة الرئيس.... إن الحالة التي نعيشها بعد رحيلكم وصلت بنا إلى مرحلة صعبة جداً، وسنحاول قدر ما تسمح به اللباقة السياسية التي لم يعد لها قيمة اليوم لأنها استبدلت بالرياء والنفاق، وأن نشرح لسيادتكم بعض ما وصلنا اليه:- أولاً: غزة انفصلت عن الضفة الغربية بإرادة سياسية فلسطينية، لا بإرادة إحتلالية خارجية، ورغم أنف الشعب الفلسطيني، فحماس هي التي تسيطر على القطاع اليوم، وتعزيز الإنقسام بين الضفة والقطاع أصبح واحداً من أهم الاستراتيجيات الاستعمارية الإسرائيلية لإدارة الصراع، فمنذ العام 2007 وهي تخضع لحصار شديد وقاسي، تعرضت خلاله لعدة حروب دمرت كل ما تم تشييده في عهدك وأكثر، وقدمت آلالاف من الشهداء والجرحى على مذبح الصمود والعزه والكرامة، فأنت خير من يعلم بأنها عصية على الكسر ولن تركع، ولكن واحسرتاه على شبابها الذي يبحث عن لقمة شريفه مغمسة بالكرامة وهو يتقاطر مهاجراً هروبا عبر الحدود والبحار، وبين كل فترة وأخرى يلفظ لنا بحر أوروبا وشواطئها جثامين خيرة أبنائنا الذين إبتلعهم المحيط وهم يطاردون لقمة العيش في رحلة الموت هذه، في ذات الوقت راحت قلوبنا تجتر أوجاعنا عليهم دموعاً تنهمر من العيون، وصرخات تتطاير من الحناجر!! آآآآآآه يا غزة كم تؤلمنا أوجاعك!! ثانياً: القدس، يرتجف القلم مفزوعاً مما سنخبرك به، فدرة التاج تعاني الكثير، وزهرتها تكاد تذبل لولا بناتها وأبنائها المخلصين الذين يدافعون عنها بأجسادهم العارية إلا من الإرادة. يا يا يا يا وحدهم!! القدس عند الجهات المسؤولة مجرد شعار إعلامي، فلا يوجد إستراتيجية لحمايتها والدفاع عنها ودفع ثمن ذلك، بينما لدى الإحتلال كل الخطط للتهويد والأسرلة، ولن نُخفي عليك بأنه يوجد للقدس وزارة بخزينة فارغة، البيوت تُصادر كل يوم، والإستيطان يُستشرى في كل أحيائها، وهدم البيوت حدث ولا حرج، والضرائب تنهش ما تبقى من جدران محلاتها التجارية الخاوية، وسكان البلدة القديمة وزوارها يعانون الأمرين من وحشية الجنود لدى دخولهم وخروجهم من وإلى بواباتها خصوصاً باب العامود، والتجنس لم يعد أمراً مخجلاً وعاراً على من يقدم عليه، لدرجة أن هذه الفئة باتت تجاهر وتتبجح وهي ذاهبة لداخلية الإحتلال سعياً وراء الجنسية كما لو أنها ذاهبة لشراء ساندويتش فلافل، لم يعد هناك رادع!! المؤسسات النقابية والصحية والتعليمية وغيرها تكاد تُغلق أبوابها من تراكم الديون غير تلك التي رحلت، أما الأماكن الدينية فقد تم تهويد جزء منها، مقبرة مأمن الله، ومقبرة اليوسفية، وبعض الأحياء العربية على وشك أن تصبح أحياء يهودية، ففي كل حي عربي تقريباً زرع حي إستيطاني جديد، أما المسجد الأقصى فقد تم تقسيمه زمانيا وبشكل يومي يستبيحه المصلون اليهود بحراسة مشددة من الجيش والشرطة، ومسألة تقسيمه مكانياً على غرار الحرم الإبراهيمي مجرد مسألة وقت أعاقتها حتى الآن أجساد المقدسيين وأبناء شعبنا العظيم في الداخل المحتل، فالمرابطين والمرابطات منهم يتسمرون في ساحاته وأروقته ليل نهار. لكن إلى متى سيستمر هذا الحال قبل أن تلد القدس المغتصبة الهيكل؟! هذا هو المشهد العام لمدينة المحبة والسلام، وإذا ما تعمقنا في التفاصيل أكثر سيزداد المشهد سوءاً فهل من مغيث؟! ثالثاً: الضفة الغربية قطعت أوصالها بجدران الفصل العنصري الذي ابتلع القدس، وبعشرات الحواجز العسكرية وأكثر من 220 مستوطنة وبؤرة إستيطانية، وفيها ما يقارب المليون مستوطن، والإدارة المدنية (العسكرية) عادت لممارسة نشاطاتها بمصادرة الأراض وهدم المباني بحجة عدم الترخيص كما لو أنه لايوجد إتفاق، ولا توجد سلطة، المستوطنون يقتحمون القرى والمدن بحراسة من الجيش، يعيثون فيها فساداً، يحرقون المساجد والبيوت ويقتلعون الأشجار، خاصة الزيتون، يحرمون المزارعين من الوصول إلى أراضيهم ويعتدون عليهم بالضرب المبرح، وفي كل عام يسقط منا عشرات الشهداء دفاعاً عن الأرض ولا أحد يحرك ساكناً غير بيانات الشجب والإستنكار والإدانة، نادى الشجبب الدولي " نشد" الذي انضمنت اليه مؤسساتنا الرسمية بكل جدارة!!! وإسترضاءً للمجتمع الدولي ودوله المانحة على حساب القضية الوطنية لا يزال الموقف الرسمي يجلجل ليل نهار بأننا متمسكون بالمفاوضات كخيار إستراتيجي وصولاً لحل الدولتين، الحل الذي لم يعد ممكناً، فالمفاوضات متوقفة منذ عقد من الزمان، والوضع المؤقت صار دائماً من ناحيتنا فقط، أما من ناحية الإحتلال، كل شيء تغير جذرياً لدرجة لم يعد هناك في المستقبل شيء نتفاوض عليه أصلاً، سوى بعض الامتيازات الشخصية التي يحظى عليها البعض منا، من قبل سلطات الإحتلال نفسه!! باختصار سيادة الرئيس، الضفة الغربية اليوم هي الساحة الخلفية لمؤسسات الإحتلال الأمنية والعسكرية وحكومته ومستوطنيه التي يتدربون فيها على الأهداف الحية بكل ما في جعبتهم من ذخيرة وتقنيات، فإلى متى سنبقى هدفاً ثابتاً تسهل إصابته؟! رابعاً: الوضع الإقليمي: لم يسبق في تاريخ القضية الفلسطينية أن إنحدر الموقف الإقليمي إلى هذا المستوى المتدني، فهرولة بعض الأنظمة العربية نحو التطبيع مع كيان الإحتلال وإدارة الظهر للإستحقاق القومي تشير إلى أنها كانت تنتظر هذه الفرصة على أحر من الجمر، فما أن انخفض السقف النضالي الفلسطيني وانكشفت خاصرتنا الرخوة حتى إنهار السقف المانع العربي الذي كان يربط سقفه بالسقف الذي نقبله ونرتضيه وسرعان ما تم التنكر للحق الفلسطيني وتبنى وجهة نظر الإحتلال باعتبار القضية الفلسطينية عبء على كاهل هذه الانظمة وليست رافعة قومية ومحور الصراع في مواجهة الإستعمار الأجبني!! سيادة الأخ الرئيس... نبشرك بأن الإمارات والبحرين والسودان والمغرب وعُمان وقريباً ليبيا وغيرها من الأنظمة العربية التي تصطف في طابور التطبيع، صار العلم الإسرائيلي يرفرف كما السكين في عواصمها المحفوظة في قلوبنا كما القدس، فكم مرة ستُذبح القدس على مرآ ومسمع أمتنا؟ فإذا كانت الأنظمة لا يهتز لها جفن ولا يرتجف لها قلب، فإن ضمير الأمة لا يزال حياً وسيثبت ذلك التاريخ القريب، حتى وإن بلغت وقاحة بعض الأنظمة إلى دعوة إسرائيل لحضور اجتماعات جامعة الدول العربية عما قريب في الوقت الذي تُمنع فيه سوريا من المشاركة!! وبصراحة إذا لم يعد لدينا سقف نضالي، ووحدتنا الوطنية تحطمت على قارعة الإنقسام، فكيف سنطالب الآخرين بأن يكون لديهم سقف؟! هذا ليس تبريراً للجريمة التي ارتكبوها بحق قضيتنا وشعبنا، ولكن على الأقل هذه هي تبريرات هزيمتهم الثقافية والقومية، وإنصهار وعيهم في بوتقة مواجهة إيران، أيُعقل ذلك؟! أوليس ذلك بعذر أقبح من ذنب؟! خامساً: أما الحركة فلن يسرك وضعها أبداً، خسرنا الإنتخابات التشريعية عام 2006، وإنقلبت حماس على نفسها عام 2007، كل ذلك في صراع على الحكم تحت الإحتلال، وفي معركة الإستيلاء على غزة التي أطلقت عليها حماس أسم "فتح مكة" قُتل مالا يقل عن 700 فتحاوي ناهيك عن آلاف الجرحى والمشتتين في بقاع المعمورة!! عقدنا على أرض الوطن المؤتمرين السادس والسابع والحركة الآن في طور الإعداد لعقد المؤتمر الثامن، علماً أن أعضاء اللجنة المركزية الجدد وفي مقدمتهم امين سرها الأخ جبريل الرجوب أقروا بمعظمهم بمن فيهم الذي لم يحلم في كل حياته بأن يتبوء هكذا موقع، بأن الظلم الذي لحق بالقيادات الميدانية والتاريخية التي حرمت من عضوية المؤتمر أكبر بكثير من حالة المشاركة التي احتوتها قاعات المؤتمر وأروقته، وبصراحة وحتى لا نظلم أحد، فهم وعدوا بتضميد الجراح بعد نتائج المؤتمر العام السادس إلا أنهم لم يتمكنوا من تضميدها لأن حساباتهم الداخلية كانت أهم من تطبيب الجرج، فمن حقهم حماية مصالحهم وتفصيل المؤتمر وفقها وإن تفاقم الجرح في المؤتمر السابع الذي جددوا وعدهم بأن يعالجوه في هذه المرة، رغم أن البعض منهم يدعي بأن المناعة الداخلية لحركة فتح قوية بما فيه الكفاية، وقادرة على علاج ذاتها بذاتها لذلك قد يتركوا الأمر كله لله ولمناعة فتح الداخلية، وهذا أيضاً من حقهم خشية الإقتراب من الحرام، من حيث لا يحتسب الإنسان، فتتعارض إرادتهم مع إرادة الله!! ليس خافياُ على أحد بأن الجهد الذي يُبذل في الصراعات والتناقضات الداخلية لا يقارن مع الجهد الضئيل الذي يستثمر في عملية استنهاض وبناء الحركة أو في مواجهة الإحتلال، لدرجة أن البعض منهم راحت تغيظه الشعبية الواسعة التي يتمتع بها الأخ الأسير مروان البرغوثي، الوحيد في الحركة الذي تقترب شعبيته من شعبيتك، والأدهى أنه يتجرأ على شتمه في الغرف المغلقة، ويحرض عليه خارجها بصورة منهجية، ومن شدة الفلس يحمله مسؤولية ضياع غزه، والقدس وخسارة الإنتخابات والتهافت العربي نحو التطبيع مع دولة الإحتلال، فإذا لم يكن قادراً على إحترام حضور زميله في القيادة الغائب قسراً، كيف سيتمكن من فرض إحترامه على الآخرين؟! أما الأسرى وجيش الأسرى المحررين الذي تم تسريحه من الوظيفة الرسمية وجرى إدراجه على قوائم البطالة المقنعة وعدم الإستفادة من الطاقات الكامنة لديهم لحسابات سخيفه لن نتطرق لها في هذه الرسالة إحتراماً منا لتاريخ شعبنا النضالي، فأوضاعهم وأوضاع ذويهم مزرية وخاصة أمهات وزوجات الأسرى والشهداء اللواتي بفضل رئيس الوزراء الحالي د. محمد شتيه بدأن يتدافعن أمام طوابير الذل والمهانة أمام مكاتب البريد للحصول على مستحقاتهن المالية، لأنه لم يتمكن من حل المشكلة مع البنوك المدموغة بصفة الوطنية التي أغلقت حسابات ذوي الأسرى خضوعاً للرغبة الإسرائيلية التي تصنفهم بالإرهابين، ونتيجة هذا التنازل المهين بدأت سلطات الإحتلال بتصنيف المنظمات الحقوقية والمدنية الفلسطينية بذات الصفة، وبدأت بإغلاق مقراتها وملاحقة موظفيها وإعتقالهم. أما التنوع الداخلي الذي كانت تتميز به حركة فتح، فإنه على وشك التلاشي، ففي زمنك كان بالإمكان النقد والإحتجاج والمجادلة في مختلف القضايا الوطنية والتنظيمية إنطلاقاً من مفهوم المصلحة العامة والحقوق الفردية، وكلما إعترض أحد من محيطك على هذا السلوك الصحي-كنت توبخهم قائلاً: "سيبوهم دول صمام الأمان"، ما أعظمك!! كنت تُنصت إلينا بروية ورحابة صدر، ونخرج من عندك مرتاحين بعد أن تجد حلولاً مرضية لكل المشاكل التي تواجهنا، أما اليوم فقد أصبح الإنتقاد جريمة، والإحتجاج تجنح، وأصحاب الحقوق المهضومة يصعب إنصافهم إلا إذا كانوا محسوبين على جهة ذات نفوذ، فالأبواب موصدة في وجوههم ووجوهنا، والوقت والجهد الذي يستنزف لحل قضية بسيطة يكفي لإعادة بناء مؤسسة كاملة، وإذا تمكنا من التواصل مع أي من هذه الجهات وفق إمكانياتنا المتواضعة، نسمع منها وعوداً وكلمات طيبة ومدائح وتعهدات تذيبنا خجلاً، ومع ذلك تبقى النتائج العملية نتائج صفرية ببراعة وامتياز إذا ما أخضعناها لمعايير لجنة المقاييس والجودة. فحركة فتح اليوم تعيش على صفيح ساخن جداً، فالهدوء الوهمي الذي يشترى بلقمة العيش ويرتبط بالأمعاء لا يعني الرضا بتاتاً، والإستمرار في الكذب والمماطلة لايخلق سوى الضغائن والأحقاد، فمن يتمكن من تحصيل حقه بعد رحلة معاناة طويلة مليئة بالإذلال، والمهانة، لن يتخلص بسهولة من الأدران والرواسب التي علقت بجسده وروحه وعقله ونفسه، لأن الحقوق والإستحقاقات يجب أن لا تخضع لأي شكل من أشكال الإبتزاز، بغض النظر عن الموقف السياسي والتنظيمي لصاحب هذا الحق، هكذا تُكتسب حركات التحرر الوطني شرعيتها وقيمتها وشعبيتها، وتحافظ على عمقها الجماهيري، وبالعكس من ذلك تتآكل وتذوب، لأن العكس نهج تدميري ومدان كل من يمارسه، فمن حقنا أن نقف في وجههه وأن نحاربه، ونصرخ بأعلى صوتنا، كفى وكفى وكفى، كفو عنا كفو عنا، كفو عنا: فتح ليست مزرعة أو شركة خاصة، ونحن لسنا موظفين لديكم، نحن شركاء بلحمنا ودمنا وأموالنا وأعمارنا في بناء البيت والدفاع عنه وعن الوطن والمواطن، ولدينا حقوق لا تقل عن حقوقكم، وقدمنا واجباتنا الوطنية والتنظيمية، وما زلنا وسنبقى أكثر بكثير مما قدم البعض منكم، لأن الإحتلال لايزال جاثم فوق صدورنا وصدوركم، وواهم كل من يختبئ خلف وهم السلطة والإمتيازات الزائلة، فمن لا يحميه شعبه بالمحبة والإحترام لن تحميه كل القوى الخارجية مهما بلغت قوتها، ولنا فيما جرى في محيطنا العربي خير مثال!! سيادة الأخ الرئيس أبوعمار، يُشاع بأن هناك مخطط لفصل 150 فتحاوياً على خلفية فشل الحركة في ترتيب قائمتها الإنتخابية للإنتخابات التشريعية التي تم تأجيلها بقرار من خلفك الأخ الرئيس أبومازن بسبب منع دولة الإحتلال إجرائها في مدينة القدس بعد أن إعترفت بها أمريكا عاصمة لإسرائيل، القرار الحكيم الذي لاغبار عليه، وهنا تجدر الإشارة إلى خطورة إلصاق الخلل بمن رشح نفسه للإنتخابات خارج قائمة الحركة فقط، وتناسي غياب آلية تنظيمية ديمقراطية منصفة، وتجاهل دور كل من سعى من القيادة إلى فرض جماعته على القائمة مستثنياً الكفاءات الحقيقية غير آبه بحجم المنافسة الشرسة ولا بطبيعتها، لأننا كنا نسعى إلى ايجاد قائمة قوية تحمل فتح إلى أغلبية المجلس التشريعي لا إلى إيجاد قائمة تحمل بعض الضعفاء إلى المجلس التشريعي بغض النظر عن الأغلبية، ناهيك عن تجاوز قرار اللجنة المركزية بعدم ترشيح أحد من أعضائها للإنتخابات، المشكلة كانت مركبة ولها طرفين، اللجنة المركزية، والحسابات الضيقة جزء من أعضاءها من جهة، والمرشحون خارج قائمة الحركة من جهة أخرى، فإلقاء اللوم والمسؤولية على طرف واحد مجرد فشل جديد يضاف إلى قائمة الفشل التي لازالت ترتكبها هذه القيادة، وعلى كل حال نأمل أن لا تتجاوز هذه الأخبار دائرة الإشاعة، لأن العكس من ذلك يعني توجيه طعنة ذاتية للجسم التنظيمي لا يستطيع أحد أن يتنبأ بالعمق الذي يمكن أن تصيبه!! سيادة الأخ الرئيس أبوعمار ... نرجوك أن تهاتف رفيق دربك الأخ أبومازن، فأنت ترقد بجوار مكتبه ونحن متأكدين بأنه سيستمع إليك أكثر مما يستمع إلينا، لقد حاولنا التواصل معه وأبدى ترحيباً طيباً، وطلب منا أن نخاطبه مباشره، لكنه يحيل كل ما نكتبه إليه إلى الأبواب الموصدة أصلاً، والتي لا تمتلك عنصر التوازن الذي تحتاج إليه الحركة في هذه المرحلة المصيرية من عمر قضيتنا، فكيف سنخرج من هذه المتاهة؟! سيادة الأخ الرئيس أبوعمار.... ها نحن نؤكد لك مجدداً بأن الأخ الرئيس أبومازن هو صمام الأمان لهذه المرحلة رغم كل ما يحيط بقضيتنا وحركتنا من مخاطر ومحاذير، فحركة فتح أحوج ما تكون هذه الأيام إلى المصالحة الداخلية، والأخ أبومازن هو خير من يحققها بعيداً عن التوترات غير محسوبة العواقب ومخطئ كل من يعتقد بأنه يستطيع قيادة هذه الحركة بواسطة الترهيب أو الجعجعة، وطارئ على فتح كل من يلجأ إلى الأكاذيب والمماطلة في الإستجابة لحقوق بناتها وأبنائها المخلصين. الأخ القائد والحبيب أبوعمار، هذا غيض من فيض، وأعذرنا سلفاً إن وجدنا أنفسنا مكرهين على إزعاجك والكتابة إليك مرة أخرى، ونحن على ثقة عهدنا بك، بأنك لن تردنا خائبين، ننتظر رد سيادتكم في أقرب فرصة ممكنة، ولسيادتكم القرار. وفقكم الله لما فيه خير شعبنا في الآخرة، ووفق الله خلفك بما فيه خير شعبنا في الدنيا العهد هو العهد..... والقسم هو القسم.... وإنها لثورة حتى النصر.... حتى النصر... حتى النصر |