|
أهمية الوقت بين النصح والاستثمار على الوجه الأمثل
نشر بتاريخ: 15/11/2021 ( آخر تحديث: 15/11/2021 الساعة: 22:02 )
د. سهيل الأحمد
وقت الإنسان هو العمر الذي يمضيه في الحقيقة وهو محور الحياة الأبدية في النعيم المقيم، ومحور المعيشة الهم والضنك في العذاب الأليم، وهو يمضي بنا فيغيرنا إلى حال أفضل أو خلافه كما إنه يمر بالإنسان مر السحاب، ولذلك فإن التنظيم الجيد له يمكن هذا الإنسان من إدارة عمله وتصرفاته ومن ثم تحسين شؤون حياته بكفاءة وفاعلية مؤثرة وملحوظة، لأن من لا يمكنه أن يدير وقته؛ لا يمكنه أن يدير أي شيء آخر سواء أكان ذلك مهمًا أم لا، فالوقت هو الحياة ومن البداهة تقرير مسألة أن الحياة ما هي إلا الوقت الذي يقضيه الإنسان من ساعة مولده إلى ساعة وفاته، فدقات قلب المرء قائلة له، إن الحياة دقائق وثوانِ، والوقت كذلك أمر محدد ومحدود لا يملك الإنسان أي حيلة لإطالته مع أن بإمكانه التقليل من ضياعه وإهداره، وبالتالي تحقيق الاستخدام الأفضل والأمثل للوصول إلى عوامل الانتفاع المطلوبة على نحو مثمر مفيد، حيث يقال: إن كل ما يفوت الإنسان من أمور يمكن استدركه إلا فائت الوقت، فإذا أردت أيها الإنسان أن تسيطر على وقتك وتزيد من فعاليته وآثاره المرغوبة؛ ما عليك إلا أن تحدد أهدافك من خلال العمل على تحديثها ومراجعتها في كل ظرف وكل حال وباستمرار أساسه ضمان المصلحة وحفظها. ولتعلم أيها الإنسان أن دقائق العمر غالية ثمينة لا ينبغي لك أن تبخسها أو ترخصها بغفلتك وقلة انتباهك. ومن المعلوم أن من علامات الهم والضنك أن تعمد إلى إضاعة وقتك، ولا بد لك في هذا المقام من أن تستنفد كل وقتك في الخير إما تذكيرًا وإما تأليفًا، وإما عبادة بين يدي الله عز وجل، حتى لا يفوت نفس من أنفاسك إلا وقد أديت وظيفته من الخير والطاعة التي ترجو ثوابها عند الله تعالى، وفي الحديث "لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به"، لأنك إذا لم تعرف مرادك وطريقك بشكل جيد واضح؛ فلن تصل إلى أهدافك ومقاصدك. ولكي تنجح في شؤون حياتك واهتماماتك، وبالتالي تحقق ما تريد من أهدافك؛ ما عليك إلا أن تعلم كيف تدير ذاتك ومتعلقاتك من خلال تقرير مسألة أن توفير الوقت يعني كسب المال وتيسير طرق الحصول عليه بمشروعية وموضوعية واضحة المعالم وتقبل التحديات، والأساس في ذلك العمل على إدارة علاقات وتصرفات الناس الذين يعملون معك بمحبة وتوجيه ودون عدائية أو إحباط، لأن الوقت أنفاس لن تعود، وينبغي لك في هذا أن تتخذ هذا الأمر عبرة لنفسك، فلا تقبل لأيامك ولياليك أن تمر دون نفع أو مصلحة، لأن الليل والنهار أمران ماضيان، يبليان كل جديد، ويقربان كل بعيد، فيطويان الأعمار، والصغير فيهما يشيب والكبير منهما يفتتن، والعاقل هو الذي إذا أراد أن يعلو على الناس في أي أمر من الأمور لزمه أن يضع نفسه أسفلهم، وإذا شاء هو كذلك أن يتصدرهم؛ وجب عليه أن يجعل نفسه خلفهم، وتحت طائلة سماع رأيهم وقبول نصحهم، وبالتالي حصول التناصح في إدارة وقتهم واستغلاله بما يفيدهم ويحببهم ليكون سببًا في نجاحهم وتفانيهم في أعمالهم التي يقومون بها. وقد قيل: من أمضى يوماً من عمره في غير حق قضاه أو فرض أداه أو خير أسسه أو علم اقتبسه فقد عق يومه وظلم نفسه، ومن النصح في أهمية استثمار الوقت مقولة: "ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، أُنقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي". |