وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ما بين وثيقة الاستقلال والوصول إلى الاستقلال الوطني .

نشر بتاريخ: 16/11/2021 ( آخر تحديث: 16/11/2021 الساعة: 13:29 )
ما بين وثيقة الاستقلال والوصول إلى الاستقلال الوطني .

بدحر الاحتلال الاستيطاني البشع يكون الاستقلال الوطني قد جاز كواقع فعلي بتحقيق حقوق شعبنا الغير قابلة للتصرف وعلى رأسها حق تقرير المصير والعودة والدولة وعاصمتها القدس ، فنحن ما زلنا نتابع مسيرة حركتنا الوطنية المعاصرة من أجل استكمال مرحلة التحرر الوطني بموازاة بناء مؤسسات دولتنا في مواجهة يومية مع الاحتلال والدفاع عن الأرض والهوية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية التي مثلت وما زالت الهوية الكيانية لشعبنا وروايته التاريخية منذ الكنعانين .

أما احياء هذا اليوم الخامس عشر من تشرين الثاني من كل عام فهو مناسبة لنذكر ذلك اليوم الذي وقف به الشهيد المؤسس ياسر عرفات باني الهوية الوطنية المعاصرة وقائد ثورتها، امام اعضاء المجلس الوطني الفلسطيني المنعقد حينها ببلد المليون شهيد ليقراء ويعلن وثيقة استقلال دولة فلسطين بأسم الشعب العربي الفلسطيني، كلمات قد اختارها بدقة متناهية شاعرنا الراحل محمود درويش وصاغها بلغته الأدبية الشعرية المعبرة ، وجسد من خلالها الواقعية الثورية لبرنامج منظمة التحرير الفلسطينية السياسي ، والذي شكل نقطة تحول هامة انذاك في فهم الواقع الدولي، ولخص بها مراحل عجز الانظمة والنظام الدولي وتطور قضيتنا منذ نكبتنا وقرار التقسيم برؤية سياسية شكلت فهماً بين الممكن وغير الممكن ، بين العدالة والظلم التاريخي ، وبين الحق والهدف.
وثيقة تاريخية جاءت على اثرها و على أثر استمرار كفاح شعبنا سلسلة من الاعترافات الدولية بدولة فلسطين ، ما مهد الطريق أمامنا لمزيدا من الاختراقات الدولية لابواب كانت مغلقة لزمن ولتمدد دبلوماسي كبير في علاقاتنا مع الأسرة الدولية.
وثيقة عبرت عن ادراك معاني الشرعية الدولية وعلاقة ذلك بالسيادة على أرضنا واستقلالنا الوطني في دولة محبة للسلام العادل تدعو الى احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ، ما فتح أمامنا أيضا آفاق جديدة من العلاقات وتحقيق قرارات أممية لنصرة قضيتنا الوطنية وإدانة جرائم الاحتلال ومحاصرة إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال بالعديد من المحافل الدولية، امام دولة الاحتلال إلتى ادمنت الأحتكام الى الخرافة والإرهاب في نفيها المستمر للوجود الفلسطيني .

تلك الوثيقة "وثيقة اعلان استقلال دولة فلسطين" استندت الى الوجود الإنساني لشعبنا في علاقته مع الأرض والتاريخ، والى التراث الذي كرسته الثورة و الانتفاضة المجيدة وقوافل الشهداء والاسرى والجرحى.
في إعجاز نصوص الوثيقة التي نُحي ذكرى إعلانها اليوم بما حظيت به من إجماع وطني فلسطيني من كافة اعضاء مجلسنا الوطني وكافة فصائله ، تلك الدلائل لمضمون الوطن وشكل الدولة، في ضرورة وحق ابناء شعبنا من تطوير هويتهم الوطنية الثقافية في ظل مساواة كاملة بالحقوق وصيانة المعتقدات الدينية والسياسية والكرامة الإنسانية في ظل نظام برلماني ديمقراطي، والى احترام المواثيق الأممية وحقوق المرأة والطفل وكافة شرائح مجتمعنا الفلسطيني في إطار تعدد الثقافات والرسالات السماوية للبشر.

هذا ما يحيه شعبنا في هذا اليوم ونحن ما زلنا تحت أشكال الاحتلال والعنصرية الاستعمارية التي يمارسها حكام إسرائيل بدعم من حلفائهم التي تعيق تجسيد وثيقة اعلان الاستقلال، في سعينا لانسجامها التام مع واقعنا وما صاغه محمود درويش .

اننا نحي ما تحمله هذه الذكرى من أهمية عبرت عنها وثيقة اعلان استقلال دولة فلسطين بما حملته من كنز للثقافة والانتماء للفكر الإنساني والوطني التقدمي ، على أمل الاحتفال بالاستقلال الناجز بانتصار شعبنا على اعدائه وخاطفي حريته وحقوقه، في وطن سيبقى حراً لشعب من الأحرار ، ولهذا يوم آخر قريب اَت .