أسرانا في خطر .. أما آن الاوانُ للضمائر أن تصحوا وتتحرك؟
نشر بتاريخ: 17/11/2021 ( آخر تحديث: 17/11/2021 الساعة: 12:29 )
أسرانا البواسل هم صوت فلسطين وضميرها، هم ملح الارض وزينة الشباب .. و أكاليل المجد .. هم العنوان الأسمى في قاموس النضال، هم أنبل بني البشر وأطهرهم ، حماة الشعب والارض والعرض، بهم نكبر وبنورهم نهتدي، وبتضحياتهم نقتدي و بفضل بطولاتهم بقيت فلسطين مرفوعة الرأس شامخة الجبين. ستة اسرى ابطال يخوضون بأمعائهم الخاوية معركة الكرامة والحرية مقداد القواسمي الذي فك اضرابه حديثا بعد ١٠٦ ايام من الاضراب والعذاب بعدما استجابت مصلحة السجون الصهيونية بعدم تجديد الاعتقال الاداري له، وبقي علاء الاعرج، وهشام ابو هواش، وشادي ابو عكر، وعياد الهريمي، وكايد الفسفوس مضربين عن الطعام لاكثر من مئة يوم, أما آن الاوانُ للضمائر أن تصحوا وتتحرك ؟! أليس للأسرى الابطال حق علينا، ودين في رقابنا جميعا .. اليسوا هؤلاء الأبطال من صنعوا مجد الامة، وكتبوا حكاية شعب الجبارين .. ونذروا اعمارهم وحياتهم في سبيل الوطن والقضية، و حلموا بغد جميل لاهلهم ووطنهم، وضحوا من اجله بزهرة شبابهم واهاليهم وراحة بالهم، وتصدوا للمحتل رغم انه كان بوسعهم ان يعيشوا لانفسهم فيكونوا وجهاء المجالس وأهل المناصب والجاه ، لكنهم أمنوا ان سعادتهم في سعادة عامة الناس، وان الوجاهة الحقيقة هي وجاهة التضحية والفداء.
رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وأمنوا إيمانًا عميقاً ان الثروة الحقيقة هي ثروة المحبة في قلوب الناس .. ثروة الدعاء لهم بظهر الغيب حينما يرق القلب ويشف، فلا يكون بينه وبين الرحمن فاصلا او حجابا.
هم ارادة الانسان الفلسطيني الصامد الذي لا يركع الا للواحد القهار اثناء الصلاة ، هم من تقدموا الصفوف وحملوا ارواحهم وسنوات عمرهم على اكفهم وساروا بها نحو عتمة السجون و الزنازين، ودفعوا ثمن حريتهم من اجل حريتنا وكرامتنا، وحاكوا أملنا بصبرهم، ونسجوا احلامنا بثباتهم، وغرسوا سنديان صبرنا في جبال شموخهم، و حولوا زنازينهم الى مدارس و قلاع ثورية تخرج اجيال واجيال، وضحوا بالغالي والنفيس من اجل تحرير الوطن والإنسان والخلاص من الاحتلال الصهيوني البغيض.
واجب علينا وعلى صاحب كل ضمير حي نصرتهم بكل ما أوتينا من وسائل وأدوات سياسية وقانونية وإعلامية واجتماعية، فالأسرى بحاجة ماسة الى مشاركة قوية، وحضور دائم، وفعل متواصل، بل يحتاجون منا لاكثر من ذلك، لهم الحق في العيش الكريم والحصول على حقوقهم المشروعة والقانونية التي كفلتها كل الأعراف والدساتير، لا بد أن يستولوا على أكبر قدر من اهتماماتنا، من خلال عرض قضاياهم في المؤتمرات والمحافل الدولية والاجتماعات واللقاءات، فحقهم علينا أن ننصرهم وندافع عنهم بكل ما أوتينا من عزم، فما بالنا وهم الذين ضحوا بحرياتهم لأجل أن نعيش نحن! بل العمل على تشكيل لجان على المستوى الدولي دعماً من اجل اطلاق سراحهم وخاصة المرضى منهم، وان يتم رفع مطلب لمحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة المسؤولين عن اعدم الاسرى، وتوفير شهادات وحقائق حول هذا الأمر، ووضع استيراتيجية وبرنامج نضالي شعبي مقاوم عنوانه " الاسرى البواسل بشكل عام و المرضى منهم بشكل خاص " وحث سفراء فلسطين المنتشرين حول العالم على اثارة هذه القضية المقدسة التي لا تقل في اهميتها عن تحرير الارض فتحرير الانسان من تحرير الاوطان ، والعمل لدعم كافة النشاطات والفعاليات على هذا الصعيد، وفي نفس الوقت اطلاق حملة الكترونية عبر السوشيال ميديا والاعلام بعدة لغات تتعلق بالأسرى بشكل عام و المرضى بشكل خاص.