فلسطين: اختتام أعمال مؤتمر وزراء التربية العرب
نشر بتاريخ: 25/11/2021 ( آخر تحديث: 25/11/2021 الساعة: 20:30 )
رام الله- معا- اختتمت اليوم الخميس، عن بُعد، أعمال المؤتمر الثاني عشر لوزراء التربية والتعليم العرب، الذي نظمته وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، برعاية سيادة الرئيس محمود عباس، وبالشراكة مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "ألكسو"، واللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم.
وافتتح فعاليات المؤتمر رئيس الوزراء الفلسطيني د. محمد اشتية، بحضور عدد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية وممثلين عن المؤسسات التربوية والدولية والأهلية من فلسطين ومختلف الدول العربية.
وفي الجلسة الافتتاحية، سلم رئيس الدورة الحادية عشرة للمؤتمر، وزير التربية البحريني ماجد بن علي النعيمي، رئاسة المؤتمر الثاني عشر، إلى دولة فلسطين، ممثلة بوزير التربية والتعليم أ.د. مروان عورتاني.
وقال رئيس الوزراء اشتية: "إن التعليم في فلسطين بالنسبة لنا استراتيجية بقاء، وأداة وعي وهوية وصمود على الأرض، وبطاقة تأمين نحو مستقبل أفضل، وهو ميدان مواجهة مع الاحتلال وحربه على الرواية الفلسطينية والمنهاج الوطني، التي قد تكون مقدمة لحرب على المنهاج العربية".
وأردف: "في فلسطين رفعنا شعار أن ننتقل من التعليم للتعلم، وبهذا نجمع بين الإدارة والإرادة. هناك من يدعي أن العقل العربي عاجز عن إنتاج المعرفة، وعلينا إثبات أن هذه النظرية خاطئة، ونكون قادرين على إنتاج المعرفة".
وشدد رئيس الوزراء على أهمية التعاون العربي المشترك؛ باعتباره ركيزة مهمة لبناء جيل متسلح بالقيم والمعرفة، وقادر على استحضار الماضي وتوظيفه للارتقاء نحو المستقبل في ظل تحولات تكنولوجية معرفية متسارعة.
وأضاف: "الحكومة وبتوجيهات من الرئيس محمود عباس، تبحث عن منظومة متطورة وفعالة للتعليم والتعلم والتدريب المهني والتقنني؛ تكون قادرة على الاستجابة لمتطلبات سوق العمل ومعالجة الاختلالات في سوق التعليم والاستجابة للواقع الذين نعيشه".
وختم قائلاً: "فلسطين تستضيفكم اليوم، ونعول على هذا المؤتمر كثيرا، اليوم نعبر كورونا وغدا نعبر الاحتلال ونقيم دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس".
بدوره، قال رئيس الدورة الثانية عشرة للمؤتمر، الوزير عورتاني، "يشرفنا في فلسطين أن نستضيف هذه الدورة، وأرحب بكم باسم أسرتنا التربوية الصامدة المرابطة في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس"، مؤكداً أنه سيتم متابعة قرارات المؤتمر وتوصياته باهتمام بالغ، وبذل كل جهد مستطاع بالتعاون مع الجهات المختصة لإنفاذها. وأضاف: "يحدونا الأمل أن نستقبلكم في فلسطين، وقد تحررت من الاحتلال الاستيطاني الإسرائيلي البغيض، الذي زرع بقلوب ودروب أطفالنا صنوف المشقات وألوان المعاناة".
وتابع: "واجهت الأسرة التربوية كل التحديات بأمل لا يخبو، وعزيمة لا تلين، وإبداعات شهد لها القاصي والداني، ما جعل من التعليم في فلسطين بمناعته وصموده وثباته وقدرته على الكر والفر إزاء الاحتلال نموذجاً عالمياً ملهما للتعليم المقاوم".
وأردف: "تسعى وزارة التربية للوصول إلى التحول الرقمي، وبدأنا بإدارة العملية التعليمية رقميا وإدارة الشأن التربوي إلكترونيا والتعليم عبر المصادر المفتوحة والتقويم، ونحن منطلقون في كل المجالات نحو التحول الرقمي".
وتابع: إننا ماضون بتطوير بنية الوزارة باللامركزية الرشيدة المدعمة بالتعليم الوطني، والارتقاء بوضعية المناهج وتحصينها لصيانة الهوية الفلسطينية والرواية الفلسطينية، والارتقاء بمنظومة الثانوية العامة، والنشأة الشمولية للطالب، والارتقاء بمكانة المعلم وإنشاء وحدة جودة للتعليم المدرسي، والتأكيد على محورية برنامج التمويل الوطني للتعليم غيرها من الخطوات التطويرية.
من جانبه، شكر المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم محمد ولد أعمر، الرئيس محمود عباس على استضافة هذا المؤتمر في فلسطين، والذي يأتي انتصارا لها في المجالات كافة، مشيراً إلى أن اختيار موضوع التعليم الاستدراكي عنوانا للمؤتمر، يعكس ما يهدد طلابنا في الدول العربية، خاصة تلك التي تعاني جراء النزاعات والحروب.
وأضاف أن المنظمة العربية للثقافة والتربية والعلوم، استطاعت تخفيف وطأة الانقطاع عن التعليم بسبب جائحة "كورونا"، ووفرت منصات تعليمية تساعد على الوصول للتعليم والتعلم وأعدت بالتعاون مع الجامعة العربية استراتيجية التعليم في ظل الأزمات، كما قدمت مبادرات تعليمية كثيرة، ومشروعات لتطوير التعليم وتحسين جودته ومكافحة الأمية وتنفيذ الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة 2030.
من جهته، شكر وزير التربية في الجمهورية التونسية فتحي الســلاوتي، دولة فلسطين على الجهود المبذولة لتنظيم المؤتمر، والخبراء الذين أعدوا أوراقه، مؤكدا ًحرص تونس على التشاور مع كافة الدول للارتقاء بالعمل العربي المشترك، مؤكداً أن التركيز على التعليم الاستدراكي في زمن الأزمات دليل على قربنا من الواقع، وعملنا على البحث عن حلول نوعية في سلك التعليم؛ لتمكن نظمنا من توفير التعليم المنصف والعادل للجميع والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
بدوره، أثنى وزير التربية البحريني دولة فلسطين على ما تم إعداده لعقد المؤتمر، ناقلاً تحيات ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة وولي عهده، للمشاركين في المؤتمر، متمنيا له التوفيق والنجاح.
وأضاف: أن المنظمة العربية أحسنت باختيار التعليم الاستدراكي عنواناً للمؤتمر في دورته الحالية نظراً لأهمية الخروج بتوصيات لمعالجة هذه المعضلة التي تعاني منها الدول العربية والعالم، مؤكدا أن المؤتمر فرصة لتبادل خبرات الدول في التعامل مع الفاقد التعليمي.
من جانبها، قالت الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفيرة هيفــاء أبو غزالة، "بسبب جائحة كورونا أصبح لازماً علينا أن نجد حلولاً بديلة من أجل مواصلة التعليم عبر توظيف التكنولوجيا عن بعد لضمان استمرار التعليم".
وأشارت إلى أن الجائحة أظهرت أهمية التعليم الاستدراكي؛ لتعويض الطلبة ما فاتهم خلال فترات الأزمات وتفادي انزلاقهم في الأمية، وأدركت الجامعة العربية أهمية التعليم بالأزمات وسعت لإعداد خطة لضمان استمرار التعليم والتعلم في حالات الطوارئ والأزمات.
وتضمنت الجلسة الأولى كلمات وعروض شارك فيها المدير العام لمنظمة العمل الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة د. سالم مالك، ومدير عام مكتب التربية لدول الخليج د. عبد الرحمن بن محمد العاصمي، ومدير عام مركز الجودة للجودة والتميز في التعليم د. عبد الرحمن المديرس، وعن منظمة اليونسكو (مكتب بيروت) كوستنزا فارينا، والمدير العام للهيئة العربية للمسرح أ. إسماعيل عبد الله، مؤكدين فيها أهمية تعزيز العمل المشترك لتحسين جودة التعليم والتميز فيه وتأمين التعليم الاستدراكي، والاستفادة من الدروس والتجارب التي تمخضت خلال جائحة الكورونا.
فيما طرحت الجلسة الثانية الوثيقة الرئيسة للمؤتمر التي تناولت موضوع التعليم الاستدراكي في الدول العربية في سياق الجائحة، إضافة إلى جهود الألكسو في مجال ضمان استمرارية التعليم، ومداخلات وزراء التربية العرب ورؤساء الوفود المشاركة؛ فيما عرض المقرر العام للمؤتمر أستاذ التربية في جامعة فلسطين التقنية "خضوري" د. أحمد عمار تقرير اجتماع الخبراء الذي سبق انعقاد المؤتمر، كما تلا التوصيات التي تمخض عنها هذا المؤتمر.
وفي الختام أوصى المؤتمر: (التوصية الخاصة) دعوة الدول العربية والمنظمات العربية والإقليمية لتبنّي آليات واستراتيجيّات من شأنها دعم التعليم في فلسطين عامة، والقدس خاصّة، لضمان الحق في التعليم الجيّد والمنصف والشامل للجميع، والحدّ من الفاقد التعليمي بفعل الاحتلال.
أما التوصيات الموجّهة إلى الدول العربية، فتضمنت:
1) وضـع سياسـات وبرامج تعزّز الاستجابة للتّــعليم في أوضاع الطــوارئ والأزمات ويكون ذلك بدعم قدرة نظم التعليم في الدول العربيــة على استشراف الأزمات وحسن الاستعداد لمواجهتها وحسن إدارتها وتعقّب آثارها السلبيّة.
2) وضع خطط عمــل وطنية تساعد على التّسريع نحو التحوّل إلى التعليم الشامل والجيّد للجميع.
3) العمل على وضع إطار تقييمي على مستوى كل دولة عربية يحدّد حجم الفاقد التعليمي بسبب كوفيــد 19، ويمكّن من تنفيذ برامج للتعليم الاستدراكي السريع.
4) دعم المعلّمين وأعضاء الأسرة التربوية كافة وتقديم المساعدة النفسية والاجتماعية لهم، لتمكينهم من التحول نحو التدريس الشامل والفعال لمساعدة الطلاب على الوصول إلى التعليم والتعلّم.
5) العمل على تحقيق مبدأ الإنصاف والمساواة وتكافؤ الفرص وتيسير الوصول والاستفادة من التعليم الاستدراكي بتطوير طرق التكفّــل بالمتعلّمين من خلال تبسيط الإجراءات الإدارية وتحسين ظروف الاستقبال والتأطير والدعم، والاستجابة بفعالية للاحتياجات المتزايدة للمتعلّمين باستخدام الطرق والوسائل الحديثة.
6) تطوير استراتيجيات وطرق التعليم السريع ضمن برامج التعليم الاستدراكي وإدماجها لمعالجة فقدان التعلّم.
7) دعم مبادرات الألكسو في مجال المسابقات والفعاليات المختلفة الموجّهة إلى الأطفال والطلبة والمعلّمين من أجل تعزيز مهاراتهم ومعارفهم في مجال العلوم والبحث العلمي والرياضيات والمنطلق واستيعاب التقـانات الحديثة.
8) تعميم "استراتيجية تنمية المسرح المدرسي وتطويره" بوصفها إطاراً مشتركاً لتطوير المسرح المدرسي في الدول العربية، ودعوة الدول العربية إلى التعاون مع الهيئة العربية للمسرح في تنفيذ مضامينها بحسب احتياجات كل دولة.
9) دعـوة جميع الأطراف من مؤسّسات حكومية وقطاع خاص ومجتمع مدني إلـى المساهمة في تعزيز التعليم الاستدراكي بنوعيه النظام وغير النظامي ضمانا لحقّ الجميع في التعليم الجيّد والمنصف والشامل مدى الحياة.
10) تعزيز التعاون العربي المشترك في مجال تطوير منظومة الثانوية العامة والاهتمام بالطفولة السوية والصحة الشمولية للطفل.
أما التوصية الموجهة لمنظمة الألكسو تضمنت توجيه دعوة من أجل:
1) التعـريف بالتجارب والممــارسات والنماذج العربية الجيّدة في التعليم الاستدراكي على غرار تجربة مدرسة الفرصة الثانية، والاستفادة منها في بناء البرامج والمشروعات المستقبلية.
2) وضع إطار عمل لتمويل دمج التعليم عن بعد في المناهج التعليمية تعزيزاً للتعاون العربي المشترك.
3) تنظيم ندوة عربية "حول واقع التعليم الاستدراكي النظامي وغير النظامي، واستشراف سبل تجويده واستدامته في الدول العربية"
4) وضع استراتيجية عربية للتعليم الاستدراكي تراعي السياقات الاجتماعية والاقتصادية للدول العربية وتساعد في وضع سياسات وبرامج تضمن الوصول إلى التّعليم و التعلّم للجميع.