نشر بتاريخ: 27/11/2021 ( آخر تحديث: 27/11/2021 الساعة: 12:43 )
صباح القدس لسماح ادريس ، حبيب القدس وفلسطين ، والأب الروحي للمقاطعة ، نموذج يصح للتدريس ، في كيف يكون اليقين ، وتكون المواقف القاطعة ، فقد أكد المثقف المشتبك المبكر بالرحيل ، معادلة ان ليس امام النضال من مستحيل ، وقرر ان يتخصص لرفع راية فرض العزلة على كيان الإحتلال ، والمهمة تنوء تحت حملها الجبال ، وبدأ كمن يحفر الجبل بإبرة ، وعليه ان يبحث عن الإبرة في كومة قش ، وتوجه الى المجتمعات الجامعية في الغرب بفكرة ، يقارع النص الخرافي الهش ، ويثبت بالوقائع ، قوة الحق الضائع ، ويقدم بالقانون ، ما يثبت الجرائم بحق الإنسانية ، وكيف سلبت فلسطين وهجر الفلسطينيون ، ونشأت القضية ، ويفكك النظرية الصهيوينة ، وأبعادها العنصرية ، حتى بدأت تتشكل في الجامعات ، وبين الأدباء والمفكرين ، جماعات جماعات ، تؤمن بحق فلسطين ، وبدأت المقاطعة تصبح فلسفة سماح ، تعادل في فعلها تأثير السلاح ، يعد لوائح الشركات التي تمول الكيان ، ويوزعها على العرب ، ويقود لجانا من المتطوعين في لبنان ، وبلاد المغترب ، ويقول قاطعوا ولا تستخفوا بالأثر ، ولو بدأتم بالمقاطعة بمن حضر ، فالمقاطعة تبدأ كمن يرمي في الماء الساكن حجر ، تتشكل من حوله الدوائر ، ويخاطب الغرب بطول الصبر والتروي ، ان صوتا واحدا يقاطع كقنبلة يدوِي ، ويقول تخيلوا وزيرا اسرائيليا جاء يحاضر في جامعة ، ووقف له استاذ جامعي يدعو للمقاطعة ، وبيده صورة طفل ذبيح ، أو كيف يقتل الجريح ، وكيف يعتدى على الأطفال والنساء ، وكيف تنزل الحمم من السماء ، ومرة على مرة ، كم سيوقظ من الضمائر ، واصل المقاطعة فكرة ، توقظ الضمير النائم ، وعندما كان البعض يقول ان ما يفعله سماح جميل لكنه بلا أفق ومستقبل ، كان سماح يمضي في سعيه المستحيل ولم يقلق وبقي يأمل ، حتى عندما أعياه المرض وأتعبه الألم ، بقي سعيه مستمرا لا يستكين ، وبقيت وصيته بالحبر والقلم ، لا تنسوا فلسطين ، فقد كانت صلاته ، ومحور كل صِلاته ، ونقول للراحل الكبير ، والمثقف المشتبك ، ان حرب الضمير ، بغيابه لا يجوز ان ترتبك ، وان المثقفين العرب في المغترب ، مطالبون بحمل الراية ، وادراك خطورة الغاية ، وان يخرج من بينهم من يعلن التنسك في محراب سماح ، متقنا كل اللغات الأجنبية ، ويقول لن نلقي السلاح ، ولن تترجل عن حصانها القضية ، وستستمر رسالة المقاطعة ، مرفوعة الصوت ، في كل شركة وصحيفة وجامعة ، لا يهزمها موت ، وكلما سقط واحد منا ، هب الآخرون لمتابعة الرسالة ، مؤكدين ان نضالنا لا يعترف بالإستحالة ، فقد علمنا سماح ، وقال بصوته الهادئ ، ان المناضل لا يرتاح ، من حمل المبادئ ، ويقول لجماعة التطبيع لا تفرحوا بالرحيل لوقف المقاطعة ، سيأتي الربيع ، ولن توقفه اسباب مانعة ، فربيعنا غير ربيعكم ، وجميعنا خارج قطيعكم ، والعالم الذي خرج منددا بالعدوان في سيف القدس ، واقام لفلسطين في كل مكان الف عرس وعرس ، هو عالم سماح ، كالذين تجمعوا في جامعة لندن للإقتصاد ، يطردون سفيرة الإحتلال ، غدا سيطلبون لها الإبعاد ، ويصححون الإختلال ، لا تخيفهم عقوبات ولا كذبة العداء للسامية ، فقد نهضت نخب وقامات لحماية الإنسانية ، من خطر داهم ، وتغول المظالم ، ومن خطر العنصرية وصعود الفاشية ، ومرض النيوليبرالية ، وتلك قضية العالم المعاصرة ، كما هي قضية فلسطين المحاصرة ، وهي نفسها قضية لبنان ، في مواجهة الفساد والسماسرة ، سواء بوجه العدوان ، أو السلطة الفاسدة والسياسة القاصرة ، ووفقا لسماح ، لا تحتاج الولادة لإذن أو سماح ، فان تعذر المخاض ، وتسللت الأمراض ، تكون الولادة من الخاصرة.