لنُنهي حالة الإنقسام ونقف صفاً واحداً في وجه الاحتلال ومفرزاته
نشر بتاريخ: 29/11/2021 ( آخر تحديث: 29/11/2021 الساعة: 19:22 )
شعبنا لم يعد قادراً ….
هذه العبارة عندما تصدر عن مسؤول فلسطيني تعني الكثير لما وصل اليه الحال، في ظل استمرار اقتحامات قوات الاحتلال الليلية وفي وضح النهار،
وبناء المستوطنات وتوسيع القائمة، واستمرار عمليات القتل والاعتقال واقتحامات المسجد الاقصى المُبارك، وتدنيس المقدسات والتي كان آخرها اقتحام رئيس دولة الكيان الحرم الابراهيمي في الخليل وإضاءة الشمعدان إيذاناً ببدء احتفالات الدولة العبرية ضارباً بعرض الحائط كل القوانين والأعراف مُتغطرساً مُتحدياً مُعتبراً الحرم جزءا لا يتجزأ من عقيدتهم الزائفة.
لولا حالـة الضعف العربي والدولي لما تجرأت دولـة الاحتلال على مُضاعفة عملياتها الإجراميــة ضد شعبنا الأعزل وممتلكاته ومقدساته، بالإضافة الى
استمرار حالة انقسام وضعف وانسداد الافق والتي لا تدع لنا خيار اً إلا المواجهة مع هذا المُحتل ولن تكون المواجهة مُجدية في ظل استمرار هذا الانقسام الذي مزق الوطن وأضعف جبهتنا الداخلية.
على الصعيد العربي تسابقت وتهافت أنظمة هشة نحو التطبيع مع دولة الكيان وعقدت اتفاقيات أمنية وعسكرية واقتصادية معه من أجل الحفاظ على عروشهم الزائلة حتى أن بعضها تطرف أكثر من دولة الاحتلال بحقنا والبعض الاخر تحدى كل القرارات الدولية وخالف موقف الغرب الواضح والصريح في مقاطعة مُنتجات المستوطنات ووسمها لأنها مُنتجات مستوطنات غير شرعية، وعقد صفقات مع رؤساء المجالس الاستيطانية لشراء منتجاتهم .
المواقف هذه أعطت دولة الاحتلال وقادة جيشه الى الاستمرار في بطشهم وجبروتهم بحق شعبنا مُتحدين كل العالم الصامت والذي يُساوي بين الضحية والجلاد .
من هنا علينا جميعا قيادةً وشعباً وفصائل الى اعادة النظر في آلية إدارة الصراع مع هذه العقلية الإجرامية لحكومة الاحتلال الاستيطانية من خلال الدعوة لإنهاء الانقسام فوراً وتوحيد الجهود والصفوف من أجل التصدي للاحتلال ووقف كل ممارساته بكافة الطرق المتاحة والمشروعة وعمل برنامج نضالي كفاحي وطني لشحذ الهمم ورفع المعنويات وإعادة الروح الى هذا الشعب العظيم الذي طالما سطر أروع البطولات في مواجهة المُحتل.
شعبنا الفلسطيني العظيم الذي قدم التضحيات الجسام قدم الاف الشهداء والجرحى والأسرى وقدم الغالي والنفيس من اجل الحفاظ على كرامته ولاسترجاع حقوقه التي سلبها وسطى عليها المُحتل بقوة السلاح لم يعرف أبداً الهزيمة او الاستسلام أو التسليم بالأمر الواقع، فمنذ أن وطأت قدم أول مستعمر على هذه الأرض وشعبنا يقود معركة الخلاص منه ولم يتوقف النضال ولن يتوقف حتى تحقيق الحق الفلسطيني بالعيش بحرية وكرامة في ظل دولة فلسطينية كاملة السيادة بعاصمتها القدس الشريف.
آن الأوان لتعزيز الوحدة الوطنية لوقف هذا الزحف الاستعماري التهويدي الذي يحاول أن يزور التاريخ من أجل إثبات حق لهم بهذه الأرض المُقدسة التي كُتب تاريخها بدماء شعبها والتاريخ المكتوب بدماء الشهداء سيبقى راسخ،و إن ما كُتب بحبر مزور الى زوال .
نعم شعبنا لم يعد يحتمل هذه الممارسات وسيكون صاحب الكلمة الفصل في معركة الخلاص من المحتل وكل مفرزاته .
* كاتب وسـياسي