|
في الشيخ جراح.. ذكريات عقود مهددة بالضياع والهجرة القسرية
نشر بتاريخ: 08/12/2021 ( آخر تحديث: 08/12/2021 الساعة: 18:11 )
القدس- تقرير معا- لم يغب حي الشيخ جراح عن واجهة الأحداث... أحداث تتجدد بين فترة وأخرى في مواقع مختلفة من الحي، وهو حي مستهدف بشكل ممنهج بالاستيطان والتهجير والتضييق على سكانه. وتتركز أطماع الجمعيات الاستيطانية في منطقتي "كرم الجاعوني، والجزء الغربي من الحي"، بعد تطويق الحي من الجهة الشمالية من "كرم المفتي" بهدم فندق "شبرد" وبناء عشرات الوحدات الاستيطانية عليه، وعلى أرض "المفتي" المقابلة للفندق، يتم العمل على تحويلها "لحديقة ومواقف"، وفي موقع ليس ببعيد أُقيم مبنى "لمنظمة أمانا الاستيطانية"، وكل ذلك على بعد أمتار عن قنصليات ومؤسسات أجنبية في حي يعتبر من أرقى أحياء القدس وأقربها للبلدة القديمة. وفي وقت تنتظر 4 عائلات تعيش في "كرم الجاعوني" القرار من المحكمة العليا، لحسم القضية والبت النهائي بها، تتوالي الإخطارات وقرارات الإخلاء في "الجزء الغربي" من الحي، وأمام ثبات 35 عائلة أمام المحاكم الإسرائيلية وإغراءات الجمعيات الاستيطانية، لا يزال خطر التهجير والسيطرة على الأرض والمنازل يلاحقهم ويقلقهم، ومن جديد "خطر التهجير والطرد" طرق باب عائلة الحاجة فاطمة سالم. عائلة سالم... أحدى العائلات المهددة بالتهجير -وربما لن تكون الأخيرة- بعد تلقيها أمر إخلاء من "دائرة الإجراء الإسرائيلية"، بمهلة تنتهي بنهاية العام الجاري، بحجة ملكية الأرض المقامة عليها المنازل قبل عام 1948 لصالح المستوطنين. الحاجة السبعينية فاطمة سالم، تسلّمت قبل يومين من المستوطن آريه كينج قرار الإخلاء الصادر عن "دائرة الإجراء"، وباتت تعد الأيام المتبقية من المهلة، متنقلة بين ساحة المنزل والغرف، حاملة معها ذكريات عقود من الحياة بالمنزل. وتتذكر الحاجة فاطمة المكان قبل أن يعيش والديها فيه، وذكرياتها مع أشقائها ثم زوجها وأولادها وأحفادها، وتقول :"هذا البيت عزيز عليّ كتير، هون ولدت وكبرت وتزوجت وأنجبت أولادي وكبرتهم، كل ذكرياتي وأيامي في هاي الدار، إذا بطلع منها روحي بتطلع، ما بقدر اطلع منها." أما ابنها "إبراهيم" الذي يعيش مع زوجته وابنته فاطمة في المنزل، يقول :"الوضع صعب كتير، والأمل ضعيف أن نبقى بالمنزل، بعد استنفاذ الإجراءات القانونية، لكننا لن نيأس، وسنحاول من جديد لتجميد القرار، وسنواصل صمودنا فيه ولن نخرج منه." وأوضح إبراهيم أن الإخطارات لإخلاء العائلة من منزلها بدأت عام 1988، لكن تم إلغائه في حينها، لتفاجأ العائلة باستئناف على القرار من قبل المستوطنين، حتى صدر عام 2015 قرار الإخلاء، وحينها أصيب والده بجلطة دماغية، فيما تسلموا قبل يومين إخطاراً من "دائرة الإجراء والتنفيذ". وقال إبراهيم :"الأمر صعب للغاية، لا أتخيل خروجنا من المنزل بالنصب والاحتيال والتزوير، صدر قرار إخلائنا من المنزل، نحن محميون فيه، والحماية وحسب القانون تنتقل ل3 أجيال، فكيف لهم أن يصدروا قرار الإخلاء. وعلى بعد عدة أمتار من منزل عائلة سالم، تسلّم مؤخراً، سكان بناية مكونة من 3 طوابق تعيش فيها عائلات "البشيتي، الغزاوي، أبو الدولة" إخطارات وبلاغات إخلاء، بحجة "عدم دفع الإيجار". ويقول عاصم البشيتي أن والده يعيش في البناية بقعد أجار محمي من "حارس أملاك العدو"، منذ خمسينيات القرن الماضي، وفي الثمانينيات بدأت الملاحقة بحجة "الملكية"، واليوم يطلبون بالإخلاء بحجة عدم دفع الاجار لكن كافة العائلات ملتزمة بذلك. ومقابل البناية المذكورة، قامت سلطات الاحتلال الشهر الماضي، بوضع سياج حول أرض لتحويلها لموقف سيارات، قريباً من بناية التأمين الوطني المقامة على أرض مصادرة منذ سنوات. ويتواصل الصراع على حي الشيخ جراح، ويتواصل الثبات في المنازل، رغم الملاحقات والاستفزازات اليومية التي يعيشه السكان في الحي. |