وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

متحور الاوميكرون ما بين الواقع والاجتهادات والتكهنات....!!!!

نشر بتاريخ: 09/12/2021 ( آخر تحديث: 09/12/2021 الساعة: 22:31 )
متحور الاوميكرون ما بين الواقع والاجتهادات والتكهنات....!!!!

د بسام نصر

زميل كلية الاطباء الايرلندية .

خبير في ادارة المؤسسات الطبية .

اسمحولي ان تكون مقالتي هذه عبر موقع يوميات ڤيروس على شكل اجابات لاسئلة طالما حيرتالكثيرين منا في فلسطين وسائر بقاع العالم بمجرد خروج انباء عن ظهور متحور جديد منمتحورات فيروس SARS- COV 2 المُسبب لمرض الكورونا .

بصراحة الاسم الذي يجب ان يُطلق على هذا المتحور حتى كتابة هذه السطور هو "متحورالتكهنات " .

منشأ الاسم هو حرف ال Omicron من حروف الابجدية اليونانية وهو المعروف بحرف العلة الواوالصغرى ، او ما يُعرف بالعربية بالضمة ، مقارنة بحرف العلة ال Omega او الواو الكبرى .

وقد تم اختيار هذا المسمى له من قِبَّلْ منظمة الصحة العالمية مؤخراً بمجرد ان اكتشف الباحثونفي جنوب افريقيا تركيبته المتحورة الجديدة .

ويأتي في التسلسل بعد المتحور Delta .

منشأه وبداية ظهوره ؛

من هنا يبدأ مشوار التكهنات عن متحور الكوڤيد 19 ال Omicron قيل انه ظهر وتم التعرف عليهمن مصابين الكوڤيد 19 في جنوب افريقيا .

وقيل انه جاء مع دبلوماسيين اوروبيين كانوا على متن طائرة من القارة الاوروبية وانه جاء مناوروبا قبل ان يظهر في القارة الافريقية ... !!!!

وهناك روايات بأنه ظهر مُبكراً في روسيا وفي اسيا ولكن تم عدم الاعلان عنه في حينه . !!!

ما نعرفه حتى الان عن متحور ال Omicron هو انه موجود وينتشر بشكل سريع وقد تم تشخيصهفي اكثر من 50 دولة حتى كتابة هذه الأسطر .

اعراضه ؛

هي مشابهة لاعراض الفيروس الأُم

SARS-COV2 وتكون خفيفة الى متوسطة الحدة وهي اعراض مشابهة للانفلونزا كالشعوربالتعب والارهاق الجسدي وتيبس المفاصل والصداع والكحة الصدرية الناشفة وضيق النفسوالتوتر المعوي والعضلي وقلة الشهية والتهاب وتوتر سطح الجلد والاظافر ... بالاضافة الىاختفاء حاسة الشم وحاسة الذوق .

وهناك الاعراض الشديدة التي تستدعي احياناً التدخل الطبي او حتى مراجعة المستشفى مثلضيق النفس ، ووجع الصدر وعدم قدرة المريض على التحدث بشكل طبيعي نتيجة صعوبةالتنفس .

ما نعرفه حتى الان عن متحور ال Omicron هو انه سريع الانتشار بين شرائح المجتمع المختلفةولكنه لا يبدو قاتلاً إلا في بعض حالات المصابين ذوي الامراض المزمنة وخاصة الكبار في السن .

تشخيصه ؛

يتم تشخيص متحور ال Omicron عن طريق مسحة ال PCR من الانف والبلعوم وهي الادق فيالتشخيص من فحص ال Antigen .

مؤخراً كان هناك العديد من النتائج التي لم ترصد الڤيروس رغم اصابة المريض بالوباء وهو مايُسمى بلغة الطب

( False Negative). وقد وصلت نسبة التحاليل الغير دقيقة في بعض الاحيان نسبة تتراوح مابين 2-20% .

وهو امر مُحير لانه قد لا يرصد متحور ال Omicron وهناك تقارير علمية في جنوب افريقيا تؤيدهذا الامر .

ما نعلمه حتى الان :

الOmicron متحور فيروس SARS-Cov2 الجديد سريع الانتشار .

ظهر التحور في عليه في عدة بروتينات في مواقع مختلفة على غلافه الخارجي اهمها في الابرة اوالشوكة Spike والتي جعلت قدرته على الاصابة بقوة تعادل من ثلاث الى ستة اضعاف قوةالمتحور Delta في اصابة شرائح البشر العمرية المختلفة . ( حقيقة )

متحور ال Omicron قادر على الانتشار ويهاجم كل اجزاء الجسم البشري بدرجات متفاوتةوينتقل بين الصغار والكبار والمرضى الذين يعانون من الامراض المزمنة وكذلك المرضى المصابونبمرض المناعة المكتسبة HIV / AIDS . ( حقيقة )

هناك طرح علمي يعتقد ان متحور ال Omicron ربما يكون قد تحور في اجسام المرضى الذينيُعانون من مرض نقص المناعة المكتسبة بسبب خلل جهاز المناعة لديهم وقدرة الكوڤيد 19 علىمهاجمتهم والتحور بداخل خلايا اجسامهم ، وهم يشكلون نسبة كبيرة في جنوب افريقيا اكثر من8 ملايين مصاب ما يُعادل خمس عدد السكان هناك . ( اجتهاد علمي )

يصيب الاطفال والكبار وخطورته تكمن في اصابة النساء الحوامل . ( اجتهاد العلمي بسبب سرعةانتشاره )

يُعتقد انه تطور في افريقيا بسبب قلة توفر التطعيمات بين شعوب القارة الافريقية مقارنةً بالدولالغنية وهنا تظهر بشاعة العالم الغني وشركات الدواء العملاقة التي تبرعت بما يقارب ال 40 مليون جرعة لقاح فقط عبر منظومة ال COVAX الخيرية لما يُقارب المليار شخص !!!!

( حقيقة واجتهاد )

اكدت وزارة الصحة في جنوب افريقيا ان المصابين بمتحور ال Omicron كانوا في غالبيتهم إما انتعرضوا للاصابة بالكورونا او انهم تلقوا جرعة كاملة من اللقاحات المتوفرة ، بمعنى ان المضادات المناعية لديهم كان من المفترض ان تتصدى للمتحور الجديد ، ولكن هذا الامر لم يحصل واُصيبوابمتحور Omicron الجديد الامر الذي سبب الكثير من الحيرة لدى العلماء . !!!!!!! ( حقيقة )

لا زال الامر غامض ويصل الى حد التكهن بالنسبة لقدرة اللقاحات المتوفرة حالياً على الحد منانتشاره . الاعتقاد السائد بين العلماء هو ان هذه اللقاحات قد تحد من تفاقم اعراض المرض لدىالمصابين به ولكنها ربما لن تكون قادرة على ايقاف الاصابة به .

( حقيقة )

قبل يومين خرج علينا برفيسور Luke O'Neill من جامعة ترينيتي الايرلندية برأي مفاده ان متحورال Omicron قد يكون اكتسب جزء من التركيبة الجينية لڤيروس البرد الموسمي والذي عادة يظهرفي فصل الشتاء وخاصة بين اطفال المدارس الامر الذي سبب في انتشار الوباء بشكل سريع خلالالاسبوع الماضي منذ تشخيص هذا المتحور .

( اجتهاد علمي )

وبرأيه هذا يُفسر سرعة انتشاره بين الاطفال والمراهقين والكبار ، كما انه يعتقد ان ڤيروس الكورونابمتحوراته سوف يبقى معنا الى امدٍ طويل وربما لن تستطيع اللقاحات المتوفرة حالياً في الحدمن انتشار الوباء واننا سوف نحتاج الى العمل باستمرار لتطوير هذه اللقاحات لكي تتصدى لهذاالوباء .

( اجتهاد علمي )

خلاصة القول :

من ما سبق ذكره وعلى المعلومات المتوفرة لدينا حتى الان ، فأنني اعتقد اننا مُقدمين على متحورربما يكون قادر على الانتشار بشكل واسع اكثر من متحور Delta ولكنه يبدو اقل شراسةً وحدةً منمتحور ال Delta من ما لاحظناه من نوعية الاصابات المسجلة حتى الان .

ولكننا لا زلنا ننتظر الدراسات والابحاث العلمية لكي تكشف المزيد عن سلوكيات متحور الOmicron ومدى خطورته وحدة اصابته على الجنس البشري .

لا نستطيع ان نجزم مدى فعالية التطعيمات المتوفرة حالياً في الحد منه ومن انتشاره . ربما تكونقادرة على الحد من خطورة الاصابة به فقط .

والزمن كفيل بكشف المزيد عن هذا الامر .

الية الاصابة تكمن في قدرة الشفرة الجينية وابرة او شوكة غشاء الڤيروس الخارجية المتحورينفي القدرة على خداع جهاز المناعة لدى الاشخاص سواءً الذين كانو قد أُصيبوا بالكورونا او كانواقد استوفوا تناول جرعات اللقاح . وهذا امر قد يحتاج الى المزيد من الابحاث لتطوير آلية وقايةولقاحات جديدة للحد من تلك المتحورات .

وملخص التعامل معه تكمن في :

الوقاية من الاصابة بإتباع الوسائل التي سبق وان طرحناها عليكم من وسائل التباعد الاجتماعيولبس الكمامة وغسل اليدين .

اخذ التطعيمات المتوفرة ، بغض النظر عن تشكيك البعض في فعاليتها ونجاعتها في التعامل معالوباء .

وفي حال الاصابة فأن الأمر يحتاج الى الراحة والاكثار من السوائل والتعامل مع الوباء كما نتعاملمع مرض الانفلونزا .

وفي حال تطور الوضع الى الاسؤ فحينها يتم التعامل مع المرض من خلال العلاج السريري وهومعالجة الاعراض والاشارات الناجمة عن الاصابة ومحاولة الابقاء على المؤشرات الحيوية ( Vital signs )

للمريض في حدود المعقول الى ان يتعافى من المرض .

ما حاولت نقله من خلال هذه السطور هو التعريف بما هو متوفر لدينا من معلومات علمية حتىالان للتقليل من نسبة التكهنات والاشاعات المتطايرة بخصوص متحور Omicron الجديد .

الامر الواقع هو ان ما يُسمى مناعة القطيع والذي حاول البعض التسويق له منذ فترة لن نستطيعالوصول اليها للاسباب التالية :

عدم التزام الناس بأجراءات الوقاية المعروفة .

احتكار دول العالم الكبرى والغنية منها للعدد الاكبر من اللقاحات وحرمان دول العالم الناميمنها وعدم المساواة في توفير فرص الوقاية ضد وباء الكورونا وهو امر محزن ومخجل في آنٍواحد .

السفر والتنقل بين قارات العالم ساعد في نشر الوباء وبشكل كبير .

استمرار ظهور متحورات الكورونا الامر الذي لا زال يُفاجئ العلماء والاطباء الذين يسعونجاهدين للحد من ذلك ومحاولة السيطرة عليه .

ماهية ونوعية ڤيروس الكورونا المتجدد

SARS-COV2 الذي يبدو انه يأبى ان يتحور الى فيروس قليل الشراسة كما يحصل معالعديد من الڤيروسات مع مرور الزمن .

ما نأمله هو ان يجري قريباً تحوراً في ڤيروس الكورونا بحيث من خلاله يفقد قدرته على العدوىوالاصابة لبني البشر وهذا الذي حصل في وباء الانفلونزا الاسبانية قديماً ....ان غداً لناظره قريب