|
تقرير: المنافسة بين NSO وكانديرو توصلهما إلى نهاية طريقهما
نشر بتاريخ: 11/12/2021 ( آخر تحديث: 11/12/2021 الساعة: 01:04 )
بيت لحم- معا- تسود علاقات متوترة بين شركتي السايبر الهجومي الإسرائيليتين NSO وكانديرو، منذ سنوات ويبدو أن التوتر بينهما تصاعد في أعقاب إدخالهما إلى القائمة السوداء الأميركية للشركات التي تلحق ضررا بالمصالح القومية الأميركية، لدرجة أن مدير عام كانديرو، إيتان أحلاو، اتهم مدير عام NSO، شاليف حوليو، مباشرة بأنه بسببه تم إدخال شركته إلى القائمة السوداء.
وكانت محادثة بين شاليف وأحلاو، قبل سنتين، قد انتهت بغضب شديد، وانقطع الاتصال بهما حتالشهر الماضي، بعد إدخال الشركتين إلى القائمة السوداء، وفق تقرير نشرته صحيفة "ذي ماركر" اليوم، الجمعة. وبادر حوليو إلى الاتصال بأحلاو، قبل أسبوعين، بهدف التحدث عن المشكلة التي تواجهها الشركتان إثر القرار الأميركي. إلا أن أحلاو تطرق مباشرة إلى المشكلة وقال لحوليو إنه سبب المشكلة. وتوقفت المحادثة بينهما قبل سنتين بعد أن عبر حوليو عن غضبه من دخول كانديرو في تلك الفترة إلى مجال اختراق الهواتف الذكير، كونها منطقة NSO الخاصة، بنظره. وأشارت الصحيفة إلى أنه في كانديرو يؤمنون بأن حوليو هو المسؤول عن نشر تقارير حول شركتهم في وسائل الإعلام، والتي أدت إلى صدور تقرير عن معهد الأبحاث الكندي "ستيزن لاب" سوية مع شركة "ميكروسوفت"، اتهم كانديرو بانتهاك منهجي لحقوق الإنسان بواسطة برامج إلكترونية يطورها، وبالتالي إدخال كانديرو إلى القائمة السوداء، لأن برامجهم، هي وNSO استخدمت للتجسس على "موظفين حكوميين، صحافيين، رجال أعمال، ناشطين اجتماعيين، موظفي سفارات وأكاديميين" من قبل أنظمة أجنبية. وأكد تقرير "ستيزن لاب" و"ميكروسوفت" أن برنامج اختراق الهواتف الذكية الذي طورته كانديرو مسؤول عن اختراق قرابة 100 حاسوب لصحافيين وناشطي حقوق إنسان في السلطة الفلسطينية، لبنان، إيران، اليمن، إسرائيل وتركيا وغيرها. وبين زبائن كانديرو: الشاباك، السعودية، الإمارات، إسبانيا، ألمانيا وسنغافورة.
والاعتقاد السائد في شركات السايبر الإسرائيلية، وفي كانديرو أيضا، هو أنه تم إدخال كانديرو، غير المعرفة مقارنة بـNSO،على خلفية شائعات رائجة بأن حوليو شريك خفي في كانديرو. ووفقا للصحيفة، فإن حوليو هو بنفسه المسؤول عن هذه الشائعات. فخلال لقاءاته مع زبائن، أي أجهزة استخبارات في أنحاء العالم، تحدث حوليو عن أن كانديرو هي جزء من NSO، ولذلك لا داعي لاختبار منتجاتها. وعلموا في كانديرو بأقوال حوليو، وبضمنها أن برنامج كانديرو لاختراق الهواتف الذكية هو عمليا "إعادة تغليف" لبرنامج "بيغاسوس" الذي طورته NSO. يشار إلى أن كانديرو تأسست في العام 2014، بواسطة عيران شورير وكوبي وايزمان، اللذين كانا قد تسرحا من وحدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية 8200، وكانا يعملان في NSO. وكانت أرباح الشركة معقولة حتى العام 2017. وفي بداية طريقها، طالما لم تكن كانديرو منافسة لـNSO، ساعدها حوليو بالمبيعات، إذا كان قد نسج علاقات واسعة مع أجهزة استخبارات. وبين هذه المساعدات، أجرى حوليو تعارفا بين كانديرو وبين دافيد ميدان، المسؤول السابق في الموساد الذي كان وسيطا بين شركات السايبر وأجهزة استخبارات. وميدان معروف كمن أدار مفاوضات صفقة شاليط. وفي تلك الفترة، كانت مبيعات كانديرو تصل إلى بضع عشرات ملايين الشواقل سنويا، وبعدها تجاوزت مثل NSO "عقبة جيوسياسية" عندما باعت خدماتها إلى السعودية والإمارات.
وفي العام 2017، واجهت كانديرو مصاعب مالية ومبيعاتها توقفت تقريبا، فيما حوليو، مع شركاء آخرين، أقاموا صندوق استثمار. وإثر هذه المصاعب تم تعيين أحلاو مديرا عاما للشركة، وهو طيار سابق في سلاح الجو. وفي تلك الفترة اتخذت كانديرو قرارها الإستراتيجي بالدخول إلى مجال اختراق الهواتف الذكية ومنافسة NSO في موازاة استمرار تطوير برامجها لاختراق أجهزة الحاسوب. وأثار قرار كانديرو الإستراتيجي غضب حوليو وبدأت الخصومة بين الجانبين المتنافسين. وتعتزم كانديرو، مثل NSO، محاولة إلغاء القرار بإدخالها إلى القائمة السوداء الأميركية، وستدعي أمام السلطات في واشنطن أن الأهداف الصحافية التي تم التجسس عليها بواسطة برنامجها في لبنان يعملون في قناة المنار التابعة لحزب الله. وتعتبر أن لا حاجة للتفسير بشأن التجسس في إيران من خلال برنامجها. وستزعم في تفسير التجسس في السلطة الفلسطينية أنها شركة إسرائيلية ساعدت سلطات الأمن الإسرائيلية في تنفيذ مهامها. رغم هذه التفسيرات، إلا أن التقديرات في كانديرو تشير إلى أن السلطات الأميركية لن تخرجها من القائمة السوداء، وحتى لو أثبتت أنها ليست تابعة لـNSO. كما أن موظفيها باتوا يفاوضون شركات أخرى للعمل فيها ولها اسم أنظف، وفقا للصحيفة. كما أن وضع NSO أخطر من هذه الناحية، كونها كانت في مركز عدد كبير من التقارير الدولية حول انتهاكات حقوق الإنسان في السنوات الأخيرة، وخاصة التقارير التي تحدثت عن استخدام "بيغاسوس" في اغتيال الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، في سفارة بلاده في إسطنبول، وذلك رغم نفي الشركة الإسرائيلية. ووصفت الصحيفة تقرير وكالة رويترز، من الأسبوع الماضي، حول اختراق هواتف تسعة دبلوماسيين أميركيين بواسطة برنامج "بيغاسوس" بأنه المسمار الأخير في نعش NSO. |