وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خلال ندوة علمية نظمت بكلية العلوم والتكنولوجيا في خان يونس التأكيد على خلو فلسطين من مرض انفلونزا الطيور

نشر بتاريخ: 08/03/2006 ( آخر تحديث: 08/03/2006 الساعة: 22:11 )
خان يونس- معا- نظم اليوم قسم العلوم الطبية بكلية العلوم والتكنولوجيا في خان يونس ندوة علمية متخصصة حول مرض انفلونزا الطيور: الأعراض وطرق الانتشار ووسائل الوقاية منه، بمشاركة نخبة من المتخصصين في المؤسسات الحكومية والأهلية وبحضور مئات الطلبة، وذلك في إطار برامج التثقيف والتوعية الصحية.

وشرح د.منصور اليازجي نائب العميد للشئون الأكاديمية أهداف البرنامج وآليات العمل والتنفيذ من خلال تنظيم جملة من الفعاليات الصحية الهادفة إلى توعية طلبة الكلية والمواطنين بمختلف المخاطر الصحية التي تصيب الإنسان لاسيما الأمراض المعدية، مؤكدا أنه بالإمكان محو أمية المواطن العادي في بعض الأمراض الخطيرة وتبسيط مضمونها حتى لا تصبح بمثابة بعبع يهدد الحياة.

وأشار بسام سعيد رئيس قسم العلاقات العامة إلى أن برنامج التثقيف الصحي يأتي تماشيا مع دور الكلية في خدمة الطلبة والمواطنين على حد سواء وفق أساليب علمية يمكن أن تحقق الفائدة المرجوة، منوها إلى أن هناك برامج مختلفة تستهدف ربط
الطالب بالقضايا المعاشة خارج الأجواء الأكاديمية سواء قضايا سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو دينية في إطار الأنشطة اللامنهجية.

من جهته أكد د. فؤاد الجماصي خبير الأمراض المشتركة بوزارة الصحة خلو فلسطين من مرض انفلونزا الطيور على الرغم من انتشاره في أجزاء مختلفة من العالم، محذرا في الوقت نفسه من التهاون في خطورته التي يمكن أن تلحق أضرار بالغة بالمنطقة مشيرا إلى أن وزارة الصحة اتخذت كافة الاحتياطات اللازمة لمواجهة المرض وشكلت لجان مختصة بذلك وأعدت كافة المختبرات والطواقم البشرية التي ستتعامل معه. وبين أن نتائج تفشي انفلونزا الطيور في الدواجن بخاصة الشكل المعدي بدرجة كبيرة يمكن أن يدمر قطاع صناعة الدواجن حيث تسبب في دمار أو وفاة أكثر من 150 مليون طائر، موضحا أن انتشار الفيروس يشكل خطرين، الأول على الصحة البشرية والثاني في انتقال المرض من إنسان إلى آخر.

وأوضح نبيل العيلة أخصائي الميكروبيولوجي والمحاضر بالكلية أن انفلونزا الطيور هو مرض فيروسي حاد ومعدي يصيب الدواجن و الطيور البحرية مسبباً نسبة عالية من الوفيات بين الطيور, تصل في بعض الأحيان إلى 100%، كما يمكن أن يصيب أنواع أخرى من الحيوانات كالخنزير ويعتبر مرضا مشتركا ينتقل بين الإنسان والحيوان وتعد الطيور المصدر الرئيسى له، مؤكدا أن خطورة المرض تكمن في كون فيروس H5N1 هو الفيروس الأكثر إزعاجاً من بين سلالات فيروس أنفلونزا الطيور التي يبلغ عددها 15 سلالة، ذلك لأنه الأسرع في التحول، كما أن له تاريخاً في جذب جينات من فيروسات تصيب أنواعاً أخرى من الحيوانات علاوة على ثبوت قدرته على إصابة الإنسان بحالة مرضية شديدة.

وحول امكانية انتقال المرض من الطيور إلى الإنسان قال: إن للمرض أنواعاً متعددة وتتراوح خطورتها ما بين الشديد والضعيف وما يمكن أن ينتقل للانسان فهو النوع الشديد الذي ينتقل من الطيور عند التعامل معها وهي حية بمعنى أن هذا الفيروس لا يعيش في جسم الطائر الميت ولا ينتقل من خلال لحومها أو نواتجها.

وأكد العيلة أنه لم يثبت حتى الآن قطعيا انتقال المرض من إنسان إلى آخر.. ولكن مع أساتذة التطور لا شيء مستحيل، مشيرا إلى أن الخبراء يقولون إنه في حالة إثبات إمكانية انتقال المرض من إنسان لآخر، فإننا سنواجه مشكلة أشد خطرا وضراوة وفتكا من السارس المرعب، منوها أن أنفلونزا الطيور تسببت في مقتل 60 شخصا جنوب شرق آسيا منذ العام 2003، وهناك شكوك في أن أحد هؤلاء الضحايا انتقل إليه المرض عن طريق شخص آخر وليس عن طريق الطيور بشكل مباشر.

وذكر د.أمجد الشنطي من الخدمات الطبية بالشرطة أن التطعيم الموجود حاليا هو للطيور فقط وليس للانسان،وقد تم استخدامه ولكنه فشل نظراً لأنه وجد أن بعض الطيور المحصنة أفرزت فيروس اللقاح وكان ذلك سبباً لإنتشار المرض ، كما أنه لا تتوفر تجارياً في الوقت الحاضر لقاح لوقاية الإنسان من الإصابة بفيروس H5N1 الذي تم اكتشاف وجوده في آسيا وأوروبا. لكن تبذل حالياً جهود لتطوير لقاحات مضادة، مؤكدا أن أفضل وسيلة للوقاية من فيروس انفلونزا الطيور تكمن في غسل اليدين وتغطية الفم حين العطس.

وأشار إلى أن أول حالة إصابة بين البشر ظهرت في هونج كونج في عام 1997، حيث أصيب طفل هناك بمشاكل في التنفس وبدأ فيروس الأنفلونزا بالتكاثر في جدار رئتيه وتسبب في انتفاخهما وتورمهما، وكان يعتقد أن أنفلونزا الطيور تصيب الطيور فقط إلى أن وبالكشف عن سبب إصابة الطفل وجد أنه فيروس الأنفلونزا A، وأرسلت العينة إلى المعامل ليعزل فيروس الـH5N1 لأول مرة من دم إنسان.