وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ثقافة القمع .... إلى متى ؟؟

نشر بتاريخ: 13/12/2021 ( آخر تحديث: 13/12/2021 الساعة: 13:01 )
ثقافة القمع .... إلى متى ؟؟

منار قراقع

ومن يدري ما يواجه "الشباب الفلسطيني" ، وما يعانيه من اضمحلال للفرص ، البطالة ، الاحتلال ، واسقاطات للعنف من المجتمع على المستوى الاجتماعي والسياسي والأخلاقي ، وهذا الواقع أدى الى خلق ما نسمع عنه من جرائم للقتل والعنف والشغب ، إننا اليوم نواجه هجمة شرسة على واقعنا الفلسطيني ، والتي يمكن أن يكون سببها التنشئة الأسرية للفرد ، المدرسة ، والجامعة حتى يصبح الفرد مائلاً السلوكيات عدوانية وانفعالية يسقطها المجتمع عليه ،في الوقت الذي كان يجب فيه ان يكون الشباب الفلسطيني في مجالس القيادة والإبداع، يجد الفرد نفسه مطموساً مقموعاً ، باحثاً عن أي فرصة للنجاة ..

الفرصة التي لا ترال معلقة على مقاعد المؤسسات الحكومية والمجتمعية و التعليمية ، التي تخضع الفرد لأفكار منقادة ، وتطمس أي فكرة خارجة عن السياق ، فيصبح الشباب أكثر فكراً لتسويق أفكارهم للمجتمعات الغربية والتفكير بالعمل بها والهجرة ،إذ بلغ معدل البطالة حسب مركز الاحصاء الفلسطيني بين الشباب في فلسطين 25.9% خلال عام 2020 في فلسطين، بواقع 22.5% بين الذكور مقابل 40.1% ، وهذا بجانب الشباب الذين يعملون في قطاعات لا تناسبهم ، اذ يحمل الشاب الفلسطيني شهادة البكالوريوس ، وأفضل المعدلات ، لكن لقلة الفرص يذهب للعمل كعامل في الداخل المحتل ..

إن ثقافة القمع في مجتمعاتنا لا تقتصر ، على مجال العمل فقط ، بل في مجالات عدة كالتعليم والسياسة والصحة وغيرها من المجالات ، وهذا الأمر يتطلب أخذ ابداعات الشباب ومقترحاتهم على محمل الجد ، فكم من تلميذ سبق معلمه ، وكم من تلميذ طرح افكاراً يمكن تنفيذها وتم قمعه لأسباب تتصل في الدكتاتورية والأنا العليا ، اضافة الى افتقار مؤسساتنا الى أسلوب التعزيز كأسلوب حياة ، فالتعزيز مقابل القمع ، يخلق فضاءات جديدة ، وطاقات يمكن استثمارها لبناء المجتمع …

اذ يجب التعامل مع متطلبات الواقع بما يناسب الواقع ، وعدم استغلال الشباب كمنشئة خدماتية ، تؤدي الى الانهيار تدريجياً ، وتخلق مجتمعاً فلسطينياً خدماتياً ، مستهلك غير منتج …

اذ يعتقد اصحاب السلطة والقرار ان العمل يحتاج تجربة طويلة تفوق أعمارهم، وأن الشباب غير قادر على تقديم ما يقدمونه منذ 60 عام بناءً على رؤية ايدلوجية تتبع الفكر التقليدي ، بينما في الغرب يبلغ عمر اصغر مدير 20 عام ، هذا بجانب فرض منشآتنا التعليمية والمجتمعية وفي القطاع الخاص والحكومي خبرة 3 سنوات ، كيف الخريج سيكتسب الخبرة ! وجميع المؤسسات تطلب 3سنوات ..

هناك العديد من التساؤلات التي تطرح ، (القمع ) ثقافة ، قائمة على بنية مجتمعية متأصلة منذ الأزل ، أم سوء إدارة وتخطيط ، وهذا على المستوى البعيد مؤشر خطير في سوق العمل الفلسطيني ، بينما يمكن تخصيص ميزانية لدعم المشاريع الريادية الفلسطينية والشركات والمؤسسات المجتمعية لتشجيع المنتج الفلسطيني المحلي والتفكير برؤية واقعية جديدة ..