|
الاحترام المطلوب هو الذي يخلو من المصالح الشخصية والأبعاد المادية
نشر بتاريخ: 13/12/2021 ( آخر تحديث: 13/12/2021 الساعة: 22:34 )
د. سهيل الاحمد
فمن جماليات العلاقات ونجاحها وكذلك متانتها وديمومتها معرفة أن الحب الصادق والاحترام المستحب هو الذي يكون لله تعالى دون سيطرة المصالح الشخصية والأبعاد المادية المجردة عليه، حيث يعلم من هذا السياق أن هذا الاحترام وزيادة التواصل هو؛ شجرة طيبة نافعة مظللة مريحة، مضامينها مطمئنة وروافدها متعددة، ورقها السعادة وجذعها الريادة وفروعها الثقة والسيادة، ريحها عبق ممتع مدى الأزمنة، وظلها الارتياح والمودة والطمأنة، ماؤها المناصحة، وخريفها المفاضحة، وربيعها المسامحة، وشتاؤها الإيثار في المشاححة، وصيفها الحث حال الترفع والمطامحة، خضرتها التآخي ودوامها بحسن التواصل والتلاقي، فإن أنت وباحترامك حرصت على تحصيله، فاترك الغيبة من الكلام وقيله، لأن شأن هذا من القول والتصرف مما يعيبك، فدع ما يريبك إلى مالا يريبك، واجعل محبك بمثابة طبيبك، وامتلك بذلك قلب صديقك بالشفافية والصدق يكن بفعلك هذا قريبك، ولتعلم أن المرء سيوزن ويقدر بمن اختار صديقًا، وأنا في هذا المقام قد اخترتك إحسانًا وتصديقًا، فازددت بذلك رقيّاً وبريقًا، وعلمًا متخصصًا يزداد تحقيقًا، فيا رفيق دربي اعلم حفظك ربي بأنّي، أبذل اللطف واللين والعون لمن أحب ... وإياك أعني، لأن في البذل واللين والعون والتخاطب لحظات صمت ليست عن رؤياك تغني، لأن في رؤياك إمتاع النظر وجماله، وإسعاد الفكر واستقلاله، ولا يغني هذا عن محاورتك ولا حتى عن نقاشك أو مخالطتك، وإذا خالطتك، فقد احتاج هذا إلى أن يكون مني تجاهك التفهم، ولأخلاقك الفهم كذلك ومعها التأقلم، وأشعر عندها أنه مهما حصل منك من تصرفات ففي ضوء احترامي ومحبتي وحسن ظني، حق عليّ أن أحتوي هذه الأفعال والأقوال ومن ثم أتقبلها على محاسنها ومساوئها بالخير والمصلحة المعتبرة والموازنة، وذلك بلا حرفية مقيتة ولا حتى عنصرية فردية مادية كانت أم معنوية من الجوانب الفكرية والنفسية، ولذا؛ فإن الواجب عليّ أن أبلغك بأنك نبع من الإخلاص يبقى أبديّاً، وهذا القول والتقول نابع من تمام مودتي وتجميل علاقتي، الذي يلزمني لهذا إشعارك وإخبارك بأنك عنوان لحسن الجوار وصدق التعامل المبني على رفعة القدر وقمة التناصح وتحقيق الاحترام المطلوب والمحبب والمرغوب وبالتالي إرساء قواعده وإظهار معالمه وبيان أن الأصل دوام العلاقات بين الناس وبقاءها مع تجنب الحرص على المصالح الشخصية التي لا تنفع إلا مرتكبها والقائم بها في الظاهر وهي في الحقيقة تضره وغيره في الباطن والظاهر والمآل وحال الشدائد والصعاب وتحمل المسؤولية. |