المرأة.. دور بارز في الثورة الفلسطينية
نشر بتاريخ: 02/01/2022 ( آخر تحديث: 02/01/2022 الساعة: 00:21 )
معا- شاركت المرأة الفلسطينية بفعالية في مراحل النضال المختلفة، حيث جسدت دورها الوطني الملموس في ثورة فلسطين الكبرى عام 1936، وبرز دورها جليا بعد انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة عام 1965 على الصعد كافة.
ويعج السجل الفلسطيني بأسماء نساء فلسطينيات تركن بصمات واضحة في النضال، حيث شاركن في العمل العسكري والميداني، وقدن العديد من المظاهرات والاحتجاجات الوطنية ضد الاحتلال، وحملن البندقية، وقاومن كما الرجل، وخضن غمار الكفاح المسلح، واستشهدن، واعتقلن، بل وأبعدن، كما خضن العمليات الاستشهادية البطولية، وقدن المجموعات الفدائية داخل فلسطين وخارجها.
العمل الفدائي
تقول عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، رئيسة مجلس إدارة جمعية الدراسات النسوية التنموية الفلسطينية مريم أبو دقة "لم تكن المرأة الفلسطينية منذ بداية الهجمة الصهيونية خارج إطار الصراع مع المحتل، ولكن تعاظم دورها بعد عام 1965، بنشوء منظمة التحرير الفلسطينية، وانطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة، وأصبح دورها أكثر انتظاما داخل الأحزاب السياسية، وكان هناك وعي من المرأة ذاتها ومن الأحزاب لدورها، على ضوء التجارب التاريخية، ونكبة عام 1948 و1967، حيث كان الجميع يرزح تحت الاحتلال، والواجب الوطني يقتضي مقاومة هذا المحتل".
وتضيف أبو دقة "منذ العام 67 وحتى الآن اعتقلت 17 ألف فلسطينية، معظمهن شاركن في العمل الوطني بكل أشكاله من الكفاح المسلح، للكفاح الاقتصادي، فالاجتماعي، فهي أم الشهيد، وأم الأسير، وأم الجريح، وتشارك في المظاهرات، والاحتجاجات، والاعتصامات منذ العام 1917 حتى يومنا هذا، وحينما تم توقيع وثيقة الاستقلال كان ما نسبته 80% من الاقتصاد الفلسطيني يعتمد على المرأة، والتعليم، والعمل التطوعي، والعمل في الأراضي، وغيرها من المؤسسات".
وتتابع "تبوأت المرأة مناصب مرموقة في منظمة التحرير، وداخل الفصائل والأحزاب، رغم عدم رضانا الكامل عن الحجم الذي تمثله، فهي عنصر أساسي من مكونات هذا الشعب المناضل، وأنا شخصيا أؤمن بأن وجود المرأة القوية يعني أن هناك مجتمعا قويا، لأنها نصف المجتمع".
"في الستينيات كانت المرأة الفلسطينية من أوائل المشاركين في مقارعة المحتل برا وبحرا وجوا، إذ سطرت المناضلة الشهيدة دلال المغربي أروع الملاحم البطولية، حينما أعلنت أول جمهورية مستقلة على أرضنا المحتلة لمدة ثلاث ساعات"، وشادية أبو غزالة، وهي أول شهيدة فلسطينية، وليلى خالد حينما خطفت أول طائرة وخاطبت حينها موشيه ديان وقالت له "هذه أرضي"، وتضيف.
هذا وخاضت المرأة الفلسطينية كافة أشكال النضال، في ظل الاحتلال والحصار والتهجير والقمع والعنصرية وسط صمت دولي.
وتختم أبو دقة "المرأة الفلسطينية تستحق وسام البطولة والصمود، ويجب أن تكرم في المحافل كافة، كونها تحارب على أكثر من جبهة داخليا وخارجيا".
وشهدت مشاركة المرأة نموا كبيرا في مراحل المد الثوري، وكان سيل العمليات النوعية للمناضلات الفلسطينيات خطف الطائرات (ليلى خالد وأمينة دحبور)، وعمليات في الضفة الغربية وغزة (فاطمة برناوي– عايشة عودة– رسمية عودة– رشيدة عبيدو– عبلة طه وسهام الوزني وعائدة سعد– صبحية سكيك وفيروز عرفة ونهلة البايض وغيرها من النساء.
هذا وامتلأت السجون بالمناضلات الفلسطينيات اللواتي شاركن بعمل كفاحي، ومن خلال الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية أيضا لعبت المرأة الفلسطينية دوراً وطنيا بارزا في جلب الدعم للقضية الوطنية، إضافة إلى مشاركتها الفاعلة في الدفاع عن البندقية الفلسطينية، من خلال مشاركة الأطر النسوية التابعة لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية.
نقل مخصصات الأسرى
تتحدث الحاجة أم أشرف من شمال قطاع غزة (80 عاما) عن دورها في التاريخ النضالي "في السبعينيات كنت من أكبر المناضلات الميدانيات، كنت أرشق جنود الاحتلال بالحجارة، وأذهب من غزة إلى الأردن، كي أجلب مخصصات للأسرى والشهداء والجرحى من مكتب منظمة التحرير الفلسطينية هناك، وكنت أعمل على قدم وساق في إيصال السلاح والطعام للفدائية من غزة إلى خارجها وداخلها".
وتقول "كان ابني معتقل لمدة 3 سنوات، وفي كل مرة كنت أذهب لزيارته، كنت أنقل رسائل ذوي الأسرى في سلة الطعام، كي لا ينتبه الجنود، كما كنت أنقل رسائل من الأسرى إلى ذويهم بالطريقة ذاتها".
هذا وتعرض بيت أم أشرف للمداهمة والتفتيش عشرات المرات، خاصة خلال الانتفاضة الأولى، بالإضافة على التهديد بهدم منزلها، وتقول "كنت أقود الشبان في المظاهرات، وأخبرهم عن كمائن جنود الاحتلال في الطرقات، وفي أوقات ما يسمى "منع التجول"، كنت أصعد فوق بيتي لأكشف الطريق للشباب المقاومين".
نقل السلاح
تقول الحاجة وصفية (70 عاما) من مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، والتي كانت أيضاً من المناضلات "كان بيتنا محطة للقاء شباب المقاومة، وكنت أتدرب عسكرياً وميدانياً على مقارعة الجنود، كنت أتخفى ليلا كي أوصل رسائل شفوية وأسرار بين المقاومين، وفي كل يوم يتم اقتحام منزلنا".
وتضيف "في عام 1970 تم التهديد بهدم منزلي، ورغم ذلك لم أستسلم، فقد اعتدت على نقل السلاح للشباب عبر عبوات اللبن، إذ كنت أضع المسدس في كيس أبيض، وأضعه داخل العبوة، وأمر عبر الحواجز دون خوف".
تضحك وصفية طويلا، ثم تقول "أعشق حركة "فتح" فهي رائدة كل نضال شريف ووطني، وأفتخر أني فتحاوية".
وتتابع: "تم اعتقالي بعدما أفشت بعض النسوة من المخيم عن نشاطاتي لجنود الاحتلال، ومكثت أسبوعين رهن الاعتقال، ثم أفرجوا عني، عندما تظاهرت بأنني سأعتزل العمل العسكري".
وتختم "كنت أضع القنبلة اليدوية في صدري كي أخفيها عن جنود الاحتلال، وأقوم بإيصال الرسائل والإشارات بين الشبان من غزة لرفح والعكس، وأسميت ابني ياسر، تيمنا بالرئيس الشهيد ياسر عرفات".
المنقذة
يقول الحاج عطا مسلم (72 عاما) من غزة "لقد كانت المرأة الفلسطينية معنا في كل حارة ومخيم، وكانت في السبعينات تساند المقاومين حيث كانت تراقب لهم الشوارع، بل وأحيانا تعطي الشباب المقاومة زيها كي يرتدوه للتخفي عن أعين جنود الاحتلال، كانت ترشق جنود الاحتلال بالحجارة، وكانت توفر للشباب الإسعاف الأولى باستخدام البصل والعطور".
ويضيف "كانت تتدخل في تخليص الشباب من أيدي الاحتلال، ووقتها كانت تتعرض للضرب، والشتم، والاعتداء، ولكنها كانت جدا قوية، وجريئة، ومغامرة لا تخشى شيئا".
ويعود بالذاكرة، فيقول: وأذكر حادثة رأيتها بأم عيني، حين حاول جنود الاحتلال اقتحام مسجد في حي الشيخ رضوان غرب مدينة غزة، فتصدت له احدى النساء على باب المسجد، كي لا يدخلوا المسجد لوجود بعض المقاومين في الداخل، رغم أنهم اعتدوا عليها بالضرب، وكانت المفاجأة حين اعتدت عليهم بالأيدي، واشتبكت معهم، لمدة لا تقل عن 15 دقيقة، فكانت بمئة رجل.
المصدر: وكالة وفا