الفتى سليم النواتي .. موت على ابواب المشافي

غزة_خاص معا لا زالت عائلة الطفل سليم النواتي تعيش صدمة كبيرة نتيجة وفاة ابنها بعد أن توفي وهو يبحث عن تحويلة جديدة للعلاج في مشافي الضفة الغربية بعد أن رفض مشفى النجاح إدخاله واستكمال علاجه لانه حسب بيانه أوقف التحويلات الجديدة بسبب عدم توفر العلاجات اللازمة.

وقال مستشفى النجاح في بيانه اصدره أمس أوضح فيه أنه أبلغ جهات الاختصاص في وزارة الصحة وكذلك في غزة بوقف استقبال الحالات الجديدة لمرضى الأورام نظرا لعدم توفر العلاجات اللازمة.

سليم النواتي ابن ال١٦ عاما توفي إثر مرضه بسرطان الدم وذلك بعد تحويله الي مشافى الضفة الغربية لكنه توفي وهو يبحث عن مستشفى تستقبله لاستكمال علاجه.

ويقول محمد النواتي عم الطفل لمعا :"بعد تلقى سليم لقاح كورونا ظهر عنده ألم ومغص بالبطن، ومن ثم توجهنا لمشفى الشفاء وأجرينا فحوصات تامة وتبين عنده مرض بالدم، وبعد أخذ عينة من النخاع ظهر لديه لوكيميا بالدم."
ويتابع:"وضعه الصحي صعب جدا ووالده ووالدته لم يكونا على علم بوضعه الصحي خوفا على تدهور حالته النفسية فقط عمه جمال وأنا كنا على علم كامل بحالته الصحية، وتم تحويله بعد معاناة شهر من رفض التحويلة إلى مشفى النجاح بنابلس ومن هنا بدأت المعاناة."
ويضيف"معاناة سليم ما يقارب بين ٣٥ يوما ل٤٠ يوم، ويتحمل الجانب الإسرائيلي الجزء الأكبر لأنه هو المخول بإصدار التصاريح عن معبر ايرز وتأخرت تحويلته لشهر كامل."

ووفقا لبيان مشفى النجاح فإن إدارة المشفى فإنه تم تحويل المريض سليم إلى المشفى بتاريخ 24/11/2021 وحدد له ثلاث مواعيد حتى تاريخ 19/12/2021 وذلك بناءا على طلب الأهل ودائرة شؤون الخدمة في وزارة الصحة بالمحافظات الجنوبية.

وطالب بضرورة إجراء تحقيق عادل ومحاسبة من كان السبب في تأخر تقديم العلاج لسليم.
ويروي جمال النواتي عم الطفل الذي كان متواجدا معه في رحلة علاجه بالضفة الغربية ما حصل مع الطفل سليم قائلا :"توجهنا إلى الضفة في ٢٦/١٢ وبقينا في رام الله لتأخر الوقت، وفي ٢٧ /١٢توجهنا صباحا إلى مشفى النجاح لكن تم رفضنا الدخول إليها، ثم عدنا مرة أخرى ورفضنا أيضا، ثم توجهنا إلى مجمع فلسطين الطبي برام الله وأيضا تم رفض استقبالنا."
ويضيف" ليس كما يدعى الدكتور كمال حجازي مدير مشفى النجاح بأنه كيف أتيت أو رفضنا تصريحك أو أبلغنا الجانب المختص، ولدى مريض بمرض خبيث ويجب على المشفى أن تتعامل معي بطريقة إنسانية وليس رفضي".
ولم تستقبل مشفى النجاح الطفل نهائيا ولم يقدموا للطفل أي مساعدة طبية.

وهنا توضح المستشفى في بيانها أنها وفي تاريخ 23/12/2021 تم إبلاغ دائرة شراء الخدمة بالمحافظات الجنوبية بقرار وقف استقبال التحويلات الصادر في 21/12/2021 والتي بدورها أبلغت عائلة سليم بالقرار. وأنه بتاريخ 26/12/2021 وصل سليم ووالده إلى قسم التحويلات في المشفى وابلغنا بعلمه بقرار المشفى بتوقف استقبال الحالات الجديدة وغادر الاب والابن المشفى ولم يكن سليم بحاجة إلى تدخلات علاجية عاجلة .

ويصف النواتي ما حصل بالصعب جدا، مؤكدا أنه بعد تدخلات عديدة تم حصول الطفل سليم على تحويلة طبية إلى مشفى أخلف الإسرائيلي في ٩/١ ولكن لم نتمكن الذهاب إليها لرفض الجانب الإسرائيلي الدخول إليها إلا بعد الذهاب لغزة مرة أخرى، والطفل توفى في ذلك اليوم.
وسليم النواتي متفوق في مرحلته الدراسية وحاصل على درجات عالية ومان يحلم أن يصبح طبيبا أو مهندسا، ولكنه فارق الحياة.
ويقول والده عمر النواتي "سليم كان لاعب في رياضة التايكوندو وحاصل على جوائز عديدة وفيها وأيضا كان نائب مدرب، بالإضافة إلى تفوقه الدراسي وحصوله على درجات ممتازة."
وقدم النواتي الطالب في مدرسة فلسطين الثانوية للبنين، صف الحادي عشر، بالفرع العلمي، أربع امتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول، ومرضه ووجوده بالضفة لم يستطع تقديم باقي الامتحانات إلا أنه حصل على ٩٥%.
ويوضح النواتي أن سليم خلال تواجده بالضفة كان يتصل بوالده أن يتواصل مع مدرسته بخصوص امتحاناته التي لم يستطع تقديمها وتأجيل موعده لحين عودته لغزة مرة أخرى، لكنه فارق الحياة.
ويطالب والده بإجراء تحقيق عاجل في قضية نجله حتى لا يتكرر ما حصل مع ابنه مع مرضى آخرين.
وقررت وزارة الصحة اليوم الأربعاء تشكيل لجنة تحقيق في ملف وفاة الطفل سليم النواتي من قطاع غزة، للوقوف على جميع حيثياته، مؤكدة إيلاء ملف العلاج لأهالى قطاع غزة الأهمية القصوى.