|
في ميدان اختبار القوة.. أداء متفوق لألوية العمالقة في اليمن خلال مواجهتهم الحوثيين
نشر بتاريخ: 15/01/2022 ( آخر تحديث: 15/01/2022 الساعة: 16:12 )
محمد السيتي تراجع الزخم الدولي والمحلي لإيجاد حل سياسيٍ للأزمة اليمنية نتيجة تصلب موقف الحوثيين المدعومين من إيران، وبرز إلى الواجهة الزخم العسكري في ميدان القتال المستمر منذ سبع سنوات. على مدى الأسابيع الماضية لجأت الحكومة اليمنية والتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن إلى إعادة ترميم جزء من المشهد العسكري بدأ من محافظة شبوة الغنية بالنفط والمطلة على البحر العربي.
كان تغييرٌ لا بد منه، وسرعان ما حصد ثماره. أزاح الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي محافظ محافظة شبوة ’’محمد صالح بن عديو‘‘ المتهم بالتواطؤ في إسقاط ثلاث مديريات من المحافظة بقبضة الحوثيين دون قتالٍ وعين بدلًا عنه الشيخ البارز وعضو البرلمان ’’عوض العولقي‘‘ إضافة إلى قيام الحكومة والتحالف بإسناد الملف العسكري في هذه المحافظة إلى ألوية العمالقة الجنوبية التي كانت تعسكر في جبهة الساحل الغربي لليمن بدلًا عن القيادات العسكرية المنتمية إلى حزب الإصلاح التي أدارت المشهد العسكري في المحافظة طوال السنوات الماضية، وكان ملئًا بالفشل والاخفاقات وتهاوي الجبهات العسكرية في قبضة الحوثيين.
لم تمضِ أيامٌ كثيرٌ على وصول قوات العمالقة الجنوبية إلى محافظة شبوة، حتى بدأت المعارك تشق طريقها ضد الحوثيين، وبدأت دفاعات الحوثيين تنهار واحدة تلو الأخرى غربي محافظة شبوة. فخلال عشرة أيام استطاعت ألوية العمالقة استعادة مديريات بيحان وعين وعسيلان من الحوثيين، وتمكنت من نقل المعارك إلى مديرية حريب التابعة إداريًا لمحافظة مأرب الغنية بالنفط. وفي هذه المديريات تمكنت من التوغل والسيطرة على أجزاء واسعة وباتت خطوط إمداد الحوثيين إلى جبهات البلق الشرقي وباقي جبهات جنوب المحافظة في خطر، إذ تمر هذه الخطوط عبر مديرية حريب.
اتخذت هذه القوات خططًا عسكرية مهمة سرعان ما غيرت المشهد العسكري في محافظة شبوة، ولم يستطع الحوثيون كبح تقدم قوات العمالقة رغم التحصينات الكبيرة التي شيدوها في جبهات غربي المحافظة، وحقول الألغام التي زرعوها في المناطق ذاتها، وكثافة التعزيزات التي استقدمت إلى المحافظة.
بدى الحوثيون أمام ألوية العمالقة خائرو القوى، سيما وأن هذه المقاومة المؤلفة من سبعة عشر لواء بقوام خمسين الف جندي يمتازون بمهارات قتالية عالية وكبيرة عقّدت مهمة الحوثيين في المقاومة. بشكل عام، امتازت هذه القوات العسكرية مما ظهر واضحًا خلال الفترة الماضية بمهارات كاقتحام المدن، وخوض حروب الجبال والمدن والصحاري، والانتظام والتنسيق والتناغم داخل صفوفها، فضلًا عن إدارة العمليات العسكرية بكفاءة والتدريب العالي الذي تلقته على يد القوات المسلحة الإماراتية المشاركة ضمن قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
وربما هذا هو السبب الذي أدى إلى أسناد أهم المحافظات الاستراتيجية في معادلة الحرب والسلام في اليمن إلى هذه القوات. فهي من شاركت في حسم المعارك ضد الحوثيين في محافظات عدن ولحج إلى جانب بقية تشكيلات ما يعرف بـ"المقاومة الجنوبية"، وهي أيضا من حسمت معارك الساحل الغربي اليمني حيث مضيق باب المندب، وصولًا إلى أبواب مدينة الحديدة التي كانت على وشك السيطرة عليها، قبل تدخل المجتمع الدولي والحول دون ذلك.
على مدى السنوات الماضية كانت هذه القوات هي من تصنع الفارق في ميزان القوى على الأرض في اليمن، واستدعيت اليوم لصنع الفارق من جديد، هذه المرة في محافظتي شبوة التي استكملت تحريرها، ومحافظة مأرب التي تتوغل فيها في الأثناء.
وفق ما يبدوا واضحًا يتحرك التحالف العربي لصنع تغيير في المشهد العسكري باليمن، بعد قرابة عامين من الانتكاسات في صفوف القوات الحكومية التي تقودها قيادات من حزب الإصلاح في اليمن، بدأت في جبهة نهم الواقعة عند البوابة الشرقية للعاصمة اليمنية صنعاء، مرورًا بمحافظة الجوف، فالبيضاء، وصولًا إلى مديريات في محافظتي مأرب وشبوة.
وقد نشهد هذا التغير العسكري قريبًا، لأن هذه القوات العسكرية يمكن التعويل عليها في صنع الفارق على الأرض عند النظر إلى سلة المكاسب الميدانية التي حققتها خلال سنوات الحرب، إضافة إلى عدم سقوط أي جبهات سيطرت عليها. وبلا شك، يمكن أن يؤدي هذا الفارق العسكري إلى كسر تصلب موقف الحوثيين ودعم مساعي المفاوضات السياسية بين الأطراف اليمنية. |