وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

التمسك بالوطن والعيش الكريم

نشر بتاريخ: 02/02/2022 ( آخر تحديث: 02/02/2022 الساعة: 11:27 )
التمسك بالوطن والعيش الكريم




أثارت بعض الأخبار الواردة عن قيام شركات الألبان الفلسطينية برفع سعر منتجاتها حفيظة فئة كبيرة من ابناء شعبنا لدرجة أننا شاهدنا على مواقع التواصل الاجتماعي "دعوات لمقاطعة المنتجات الوطنية"، هذه الدعوات ورغم حق المواطن بالاحتجاج على اي ارتفاع بالاسعار ما لم يكن مقترن هذا الرفع رفع لمستوى دخل الفرد لإبقائه محافظا على أقل تعديل على مستوى المعيشة التي هو بها ، فلا يعقل ان نلتزم بتحسين مستوى معيشة الفرد والمجتمع وفي نفس الوقت نسمح بتراجع هذا المستوى الا انها تشكل منحنى خطير وتنذر بحالة صعبة قادمة.
وخاصة بعد حجم الجهد الذي بذل من أجل ترسيخ الوعي والثقافة الوطنية لدى أفراد المجتمع حول أهمية دعم المنتج الوطني والابتعاد عن منتجات الاحتلال ومدى مساهمة تلك الخطوات في بناء اقتصاد وطني قوي وإضعاف جبهة الاحتلال التي تعتمد بشكل كبير على الأسواق الفلسطينية -.
هذا الجهد بذله العديد من المؤسسات الوطنية والأهلبة، كان جهد جبار حيث أن الانطباع السائد لدى الغالبية العظمى من أفراد المجتمع يقول" إن منتجاتنا الوطنية أقل جودة من منتجات الاحتلال وأعلى سعرا "، حيث جرى العمل بخطين متوازيين خط سار باتجاه المصانع الفلسطينية والجهات الرسمية لحثهم على إظهار منتجاتهم بأفضل صورة وأعلى جودة وبأسعار منافسة، وخط سار باتجاه المجتمع من أجل تغيير الانطباع لديه حول المنتج المحلي ومدى اسهامنا في تخفيف نسبة البطالة لدى شبابنا الذي لا يجد مكانا للعمل، حيث أن الإقبال على شراء المنتج الوطني يعني زيادة على الطلب وزيادة في الانتاج ويعني خطوط انتاج جديدة بحاجة الى أيدي عاملة جديدة وزيادة في دخل المصانع وبالتالي زيادة في حجم الضرائب ما يعزز الدخل القومي والذي من شأنه تحسين الآداء وتحسين الخدمة المقدمة للمواطن.
نعم نجحت كل تلك الحملات وأصبحنا نرى تغيرا واضحا في سلوك المجتمع من خلال توجهه الى شراء المنتجات الوطنية والابتعاد عن منتجات الاحتلال، وهنا يجب علينا جميعا مؤسسات رسمية او مجتمعية الإسراع في إقرار خطوات سريعة نحو الحفاظ على هذا التوجه وهذا الوعي لدى المواطن وعدم السماح بالعودة الى الوراء من خلال الضغط على الحكومة وعلى أصحاب المصانع بعدم رفع الأسعار كي لا نشكل حالة عزوف جديدة لدى المواطن عن منتجاتنا الوطنية ، وهذه المرة ليس سهلا علينا الحفاظ على منتجنا الوطني وخاصة أن الدخل للمواطن ثابت والقيمة الشرائية لدخله أيضا في هبوط، وبالتالي يصبح صراعه من أجل الحياة أكبر من صراعه من أجل الوطن . إن معركة التحرر تحتاج الى جبهة داخلية محصنة وقوية قادرة على الاستمرار ولتعزيز جبهتنا الداخلية يطلب منا جميعا تعزيز الروح الوطنية لدى المواطنين من خلال التفكير الجاد في كيفية الحفاظ على مستوى معيشي يمكنهم من الابتعاد عن التفكير في ظروفهم المعيشية وتوجيه الأنظار الى مخاطر العيش تحت الاحتلال وكيفية الخلاص منه من خلال تعزيز ثقة المواطن بنفسه وبمنظومته وتعزيز الثقه أيضا بجدوى العمل الوطني والنضالي؛ فلا يعقل لأي فرد من أفراد المجتمع التفكير بالوطن وهو جائع أطفاله، كذلك
إن تأمين حياة كريمة للمواطن تعتبر أولوية من أجل تحفيزه على العمل الوطني والنضالي كي يصبح تفكيره الأول في قضاياه الوطنية والنضالية بعد أن أصبحت حياته مستقرة ويلبي الحد الأدنى من المعيشة.