|
الزلزال المقبل وخطر على الأقصى واحتمال انفجار فرن ديمونا
نشر بتاريخ: 17/02/2022 ( آخر تحديث: 17/02/2022 الساعة: 10:50 )
تعرضت فلسطين والأردن، منذ مطلع العام الحالي، إلى عشرات الهزات الأرضية، بين خفيفة ومتوسطة، كانت آخرها هزتان ليلة وصباح الأربعاء 16/2، ما أثار من جديد المخاوف من حدوث زلزال قوي يؤدي إلى سقوط آلاف الضحايا وإلى انهيار عشرات آلاف المباني، ويعرض المسجد الأقصى للخطر، وقد يؤدي إلى تفجير فرن ديمونا الذري، بكل ما يعنيه ذلك من دمار إقليمي رهيب. وإذ يجمع المختصون على أن الزلزال القوي مقبل لا محالة، وعلى أن الأضرار ستكون فظيعة، فإن هناك الكثير مما يمكن فعله للتقليل منها ولحشر إسرائيل في الزاوية، في أكثر القضايا حساسية بالنسبة لها: قدس أقداسها القائم في ديمونا والحفريات تحت المسجد الأقصى، الذي لم تعد تخفي مطامعها ومآربها فيه. الأقصى في خطر لقد ألحقت الزلازل القوية التي اجتاحت فلسطين أضرارا متباينة بالمسجد الأقصى وقبة الصخرة والمباني المحيطة بهما، لكنها لم تؤد إلى انهيار شامل، وكانت الأضرار، منذ زلزال 1033، محدودة، نظرا لمتانة البناء وحسن صيانته وتقويته ولثبات قاعدته وأسسه. لكن الوضع اليوم مختلف تماما، بسبب الحفريات الإسرائيلية تحت سطح المسجد وباحاته والمباني المحيطة به. من هذه الحفريات ما هو معروف، لكن معظمها مجهول وسري، وهي كلها تشكل خطرا على المسجد الأقصى. من نافل القول إن مبنى بقدسية ومكانة ورمزية المسجد الأقصى، بحاجة الى تدعيم وصيانة وإلى طمأنة أصحابه المسلمين والعرب والفلسطينيين، بأنه لا يتعرض لأي خطورة. إسرائيل من جهتها تفعل العكس تماما، فهي نفذت وتنفذ حفريات تحت سطح المسجد، وتقوم بتفريغ باطن أرضه من الطمم والأتربة، ما يبقي الأعمدة التاريخية القديمة، التي يقف عليها عرضة للانهيار حتى في الأحوال العادية، ويتضاعف هذا الخطر أضعافا مضاعفة في حال حدوث هزة أرضية قوية. هناك صمت إسرائيلي مريب حول ما يجري في باطن الأرض تحت المسجد الأقصى، وقد شذ عن قاعدة الصمت الإسرائيلية، قائد الجبهة الداخلية السابق في منطقة القدس، حين ليفني، الذي توقع انهيار المصلى الإبراهيمي، وكذلك خبيرة الآثار إيلات مازور، التي قالت: «من الممكن ألا ينهار المصلى المرواني وحده، بل المسجد الأقصى برمته». كارثة فرن ديمونا العجوز بعد أحداث انهيار وانفجار أفران ذرية في الصين واليابان في أعقاب هزات أرضية قوية، أصبحت قضية صمود هذه الأفران أمام الزلازل مسألة مهمة جدا للناس جميعا، خصوصا في المناطق المتاخمة لها. وهناك عدد من الأسباب والمؤشرات التي تدل على أن الفرن الذري الإسرائيلي في ديمونا هو مصدر خطر رهيب لكل المنطقة المتاخمة له، بالأخص في الأردن وعموم فلسطين، وتعود الخطورة الكبيرة للفرن الذري الإسرائيلي إلى ما يلي: ثالثا: الأفران الذرية، التي ضربتها ودمرتها الهزات الأرضية حتى الآن، كانت معدة لأغراض سلمية، ولإنتاج الطاقة الكهربائية، أما فرن ديمونا فلا علاقة له بالكهرباء، وهو منشأة عسكرية لتطوير وإنتاج الأسلحة النووية، ما يضاعف من كثافة وخطورة الإشعاعات التي تنبثق منه في حال هدمته هزة أرضية. الخطر القائم هو خطر داهم كلما مرّ الوقت عن آخر هزة أرضية قوية، يزداد احتمال حدوثها، ويؤكد المختصون أن السؤال ليس هل، بل متى سيأتي الزلزال المقبل إلى فلسطين، وهو قد يحدث خلال ساعات أو أيام أو أشهر أو سنوات مقبلة. لا أحد يعرف ويستطيع التكهن. من الواضح أن المباني في الضفة الغربية وقطاع غزة، وحتى في البلدات الفلسطينية في مناطق 48، غير مهيئة للصمود في الزلازل، وقد تم بناؤها بدون الالتزام بالمعايير اللازمة لضمان عدم انهيارها في حال تعرضت لهزة أرضية قوية. وهناك الكثير مما يجب فعله فلسطينيا في هذا المجال. أما سياسيا، فمن المهم جدا القيام بحملة في ثلاثة مجالات: الأول، المطالبة دوليا بقيام لجنة مهندسين مهنية، ولتكن برعاية منظمة يونسكو، لمعاينة الحفريات الإسرائيلية تحت المسجد الأقصى، ولطرح خطط لضمان عدم تعرضه للخطر في حال حدوث هزة أرضية، والثاني، التحرك مقابل الهيئات الدولية ومنظمات البيئة وحقوق الإنسان، لفرض رقابة على الفرن الذري في ديمونا، للتأكد من أنه لن يشكل خطرا على الناس في محيطه، إذا تعرض لزلزال قوي، وثالثا، القيام بحشد دعم عربي ودولي لتقوية المباني العامة والخاصة في فلسطين لحمايتها من الانهيار، عند حدوث هزة أرضية. من الواضح أن طلب معاينة الحفريات تحت المسجد الأقصى، وطلب فرض رقابة السلامة على فرن ديمونا الذري، هما مطلبان صحيحان بحد ذاتهما، لكنهما أيضا استغلال لقضية مخاطر الهزة الأرضية، على المسجد الأقصى وعلى حياة الناس في محيط فرن ديمونا، لحشر إسرائيل في الزاوية في مسائل حساسة ومهمة. فمتى نبدأ بإحسان استغلال الفرص؟ |