|
اللبن الشرقية ومدارسها
نشر بتاريخ: 24/02/2022 ( آخر تحديث: 24/02/2022 الساعة: 17:12 )
هبه بيضون إنّ ما يحدث في اللبن الشرقية، هذه القرية الواقعة في جنوب نابلس والتي وقعت تحت براثن الاحتلال عام 1967 ، ليس له مثيل ولم يحدث قط في أي دولة من دول العالم، يذهب الأطفال إلى مدارسهم وهم مروعون، غير آمنين، يشعرون بالخوف، ليس فقط بسبب قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والرصاص الحي المغلف بالمطاط التي تلقى عليهم وعلى أهاليهم في طريقهم إلى المدرسة لإعاقتهم ومنعهم من الوصول إليها، بل من عدم تمكنهم من الذهاب إلى المدرسة وتلقي التعليم وضياع السنه عليهم. لليوم الرابع على التوالي، ترابط عناصر من قوات الاحتلال كل يوم عند مفترق الطرقات وتغلق مداخل القرية في ساعات الذروة الصباحية، والطريق المؤدي إلى المدرستين المستهدفتين وهما مدرسة اللبن الثانوية للإناث ومدرسة اللبن الثانوية للذكور، ليعترضوا الطلاب الذين يصرون على الالتحاق بمدارسهم على الرغم من إغلاق الطرق المؤدية إليها من قبل سلطات الاحتلال، في محاولة منهم لتثبيط عزيمتهم وترويعهم ودفعهم إلى الاستسلام والجلوس في البيت، وكذلك يستهدفون الأهالي من الوصول إلى أعمالهم في الصباح. الجيش يحمي المستوطنين الذين اعتادوا القدوم إلى القرية من العديد من المستوطنات المحيطة باللبن الشرقية ومستوطنات الضفة الغربية كل صباح لأداء طقوس وصلوات تلمودية عند مدخل القرية، وذلك تحت حماية الجيش، وبهدف استفزاز المواطنين ، وتحت حجج اختلقوها وادعاءات بأن الطلاب يرمون عليهم الحجارة، أهالي اللبن الشرقية الصامدون على أرضهم، المدافعون عنها، كبقية أهالي قرى ومدن فلسطين ، يتصدون للمستوطنين الذين يتلفظون بألفاظ نابية ويتعرضون من قبلهم ومن قبل قوات الاحتلال للضرب والإساءة والاختناق والإصابات والاعتقال نتيجة ممارستهم حقهم في المدافعة عن قريتهم وعن حقهم في حرية الحركة والتعليم . ناهيك عن أن قوات الاحتلال تجبر طلبة مدارس اللبن الشرقية على التوجه لمدارسهم قبل إغلاقها عبر طريق طويل وغير معبد ووعر، بهدف التنغيص على حياتهم وجعلهم يستصعبون تلقي تعليمهم. لم يقتصر الأمر على المدارس، بل أن المستوطنين يذهبون بصورة مستمرة إلى خان اللبّن ليؤدوا صلواتهم التلمودية فيه، وهو عبارة عن موقع أثري بني أيام العثمانيين ويحوي نبعة ماء، كان المبنى مركزاً للشرطة أيام حكم الأتراك والأردنيين كما علمت من أحد أعضاء المجلس القروي، حيث يدّعون أن سيدنا موسى استحم في عين الماء فيه، في محاولة منهم للاستيلاء على الخان. غاية الاحتلال من إعاقة التعليم هو تحويل المدارس في اللبن الشرقية إلى مدارس دينية تلمودية للمستوطنين، وقد أعلن المستوطنون على صفحاتهم في الفيسبوك مدرسة اللبن الثانوية للبنات أنها مدرسة تعود للمستوطنين تحت مسمى ( مدرسة بروكلين الدينية) لتحقيق أهدافهم الاستيطانية التوسعية وإطلاق يد المستوطنين في كل ما تستطيع أن تناله يدهم في القرية، ولكن هيهات أن ينجحوا والأهالي والطلاب يتصدون لهم بصدورهم العارية، يتحدون كل ممارساتهم من أجل الحفاظ على قريتهم. رئاسة وأعضاء المجلس القروي وكوادر حركة فتح يقومون بدور كبير في الميدان للتصدي لما يجري، فهم يرافقون الطلاب إلى مدارسهم لحمايتهم من قطعان المستوطنين والجيش، وإيصالهم سالمين إلى مدارسهم رغماً عن أنف الاحتلال. هذا الاستهداف للمؤسسات التعليمية في اللبن الشرقية هو مثال حي على السياسة العنصرية (الأبارتهايد) التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني، ويحدث في ظل صمت عربي، إقليمي ، دولي له مثيل في كثير من الأحداث التي تحدث في فلسطين، فهذا العالم أصبح لا يهتم بما يجري داخل الأرض الفلسطينية من اعتداءات على المواطنين وانتهاكات لحقوق الإنسان وممارسات غير شرعية وغير إنسانية في تعد صارخ على أصحاب الأرض، اعتاد العالم أن يدين ويشجب، دون أي تحرك فعلي لمعاقبة إسرائيل على جرائمها، ودون أي إجراء عملي للضغط على دولة الاحتلال بوقف انتهاكاتها، لذلك تقع مسؤولية فضح انتهاكات الاحتلال على كل حر في هذا العالم. هناك العديد من المنظمات التي تعنى بحقوق الطفل، مثل اليونيسيف، لم نسمع عن أي إجراء لوقف ما يحدث في اللبن الشرقية ولحماية الأطفال وضمان حقهم في التعليم. لا بد لجميع المنظمات التي تعنى بحقوق الإنسان وحقوق الطفل ومنظمة العفو الدولية إيلاء قضية اللبن الشرقية اهتماما بالغاً وإلقاء الضوء على ما يجري فيها وحماية أطفالنا وضمان حقهم في التعليم دون إرهاب.
|