|
هل ستكون أوكرانيا المحطة الأخيرة في رحلة الزمن الصهيو- أمريكي
نشر بتاريخ: 28/02/2022 ( آخر تحديث: 28/02/2022 الساعة: 18:41 )
الحرب الروسية الاوكرانية تعتبر من اخطر الحروب التي حدثت منذ انتهاء الحرب الباردة التي انهت دور الاتحاد السوفياتي كقطب ثاني في زعامة العالم ، خطورتها تكمن فيما تحمله في ثناياها من متفجرات قد تؤدي الى اشعال حرب عالمية ثالثة بكل ما فيها من دمار في حال اشتعالها مع ان الحرب الاعلامية الغربية النفسية التي مهدت لهذه الحرب الاوكرانية كانت تشير فقط الى خلق مبرر لخنق روسيا اقتصاديا وكبح جماح رئيسها بوتين بعد ان تمكنت روسيا بزعامته من استعادة امجاد الاتحاد السوفياتي الامر الذي اقلق وبشدة كل اعداء الامس بزعامة امريكا . هذه الحقيقة كان قد المح لها الرئيس بوتين بالقول ان امريكا تريدنا ان نجتاح اوكرانيا من اجل ان تجد مبرر دولي لتفرض عقوبات جديدة على روسيا. ما سبق يشجعنا على القول بان المسؤولين الثلاث عن اشعال هذه الحرب ولاسباب مختلفة هم اولا الرئيس بايدن الذي كان بامكانه منع هذه الحرب ديبلوماسيا بمجرد ان يعلن عدم قبول طلب اوكرانيا بالانضمام لحلف الناتو الذي يعني لو تم ان ان تتحول خاصرة روسيا الجنوبية الغربية وهي اوكرانيا الى قاعدة عسكرية امريكية. . المسؤول الثاني عن هذه الحرب هو الرئيس الاوكراني المهرج الذي يبدو ان وصوله الى الرئاسة كان وظيفيا لتنفيذ كل ما تطلبه امريكا منه خصوصا وانه ممثل كوميدي خلط بين المسرحين الكوميدي والسياسي وهو ما يعني جهله المدقع في السياسة الدولية وعدم فهمه لخطورة اللعب مع الكبار وتحديدا في استفزازه المستمر لروسيا وكانه رئيس لدولة عظمى ظنا منه ان امريكا ستحميه كما تحمي اسرائيل على اعتبار انه يحمل الجنسية الاسرائيلية . المسؤول الثالث وهو الاهم هو الرئيس بوتين صاحب القرار الفصل في هذه الحرب التي قام بها وهو يعرف مدى خطورتها وذلك بسبب ان اوكرانيا التي هي مركز ولادة القومية الروسية صارت وبسبب غباء رئيسها الحالي بوابة مشرعة لكل من هب ودب من المتربصين بروسيا من اعداء الامس وتهديد امنها القومي اضافة الى ان نسبة كبيرة من اراضي اوكرانيا بما فيها الجمهوريتين اللتين اعترف بهما بوتين ليلة الحرب دونيتسك ولوهانيسك في شرق اوكرانيا هما بالاصل اراضي روسية تم ضمهما لاوكرانيا لاهداف ادارية في العهد السوفياتي. اقدام الرئيس بوتين على اجتياح اوكرانيا للاسباب التي ذكرنا بعضها هو في اعتقادي قرار مدروس بعناية شديدة ولم يتخذه الا بعد ان تاكد من نتائجه الايجابية خدمة للمصالح الروسية بالرغم من ادراكه بان امريكا هي من مهد الطريق لهذه الحرب كما اسلفنا. الى ما سبق نضيف بان بوتين يعي بان الغرب لن يجازف بالقيام بمواجهة عسكرية مع روسيا لسببين الاول ان الغرب كما ذكرت يعرف بمدى اهمية اوكرانيا استراتيجيا لروسيا الاتحادية والثاني ان المواجهة العسكرية تعني حرب عالمية ثالثة والتي لو حدثت لا قدر الله فستكون نهاية الحياة على الارض لما في حوزة القوى المتصارعة من اسلحة دمار شامل قادرة على تدمير الاهداف بدقة وخلال دقائق وخصوصا ما اصبحت تملكه روسيا في هذا المجال والذي لم يعد سرا.والذي يبدو انه فاق توقعات امريكا التي صارت ترى في روسيا تهديدا مباشرا وربما تقييدا لقدرات نفوذها وتحديدا في منطقتي الشرق الاوسط ووسط اسيا وذلك لاعتبارات اقتصادية نفطية في الاولى وجيوسياسية في الثانية وذلك بعد ان تمكنت روسيا من الحصول على موطيء قدم في المياه الدافئة في البحر المتوسط وتحديدا في طرطوس سوريا وخلق تحالف استراتيجي مع سوريا وانقاذها من دمار كان شبه حتمي بعد ان تكالبت علي سوريا كل قوى العدوان في العالم اضافة الى التحالفات الروسية الاخرى مع الصين وايران وكوريا الشمالية. بوتين رجل كي جي بي سابق وصاحب ذكاء فطري فهو يعلم بان طبيعة الصراع ابان الحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي والغرب لم تكن صراع ايدولوجي بين الرأسمالية والشيوعية كما كان يسوق لها الغرب الراسمالي وانما كان صراع من اجل القوة والاقتصاد والهيمنة على العالم بدليل عدم توقف هذا الصراع ىنهاية الحرب الباردة وبالتالي فهو اي بوتين لم يتوقف لحظة منذ توليه الحكم عن تطوير قدرات بلده العسكرية الى ان وصلت الى ما هي عليه وها هو بوتين بحربه الاوكرانية هذه يعيد فرض روسيا الاتحادية من جديد قطب ثاني في زعامة العالم مستعيدا بذلك امجاد الاتحاد السوفياتي وهيبته التي اذلتها و دمرتها بيروسترويكا جورباتشوف في اوائل تسعينات القرن الماضي . في سياق متصل ازعم بان ليس هناك دولة في العالم لا تراقب ما يحدث في اوكرانيا بعضها اتخذ موقفا مساندا للغرب ضد روسيا والبعض الاخر تفهم ما قامت به روسيا خصوصا وان ما يحدث اليوم في اوكرانيا هو بداية عودة الحياة للحرب الباردة ومن المؤكد ان هذا يؤسس لنظام عالمي جديد بدلا عن النظام القائم الذي اقرته امريكا والذي كانت فلسطين احدى ضحاياه خصوصا وان ملف الصراع الفلسطيني الاسرائيلي هو الملف الوحيد الذي خلفته الحرب الباردة التي ماتت دون ان تجد له حلا وهو ما زال على حاله بل ازداد سوءا بسبب ظلم وطغيان الزمن الصهيو -امريكي الذي ما زلنا نعيشه. معاناة الفلسطينيين بسبب الاحتلال الصهيوني لفلسطينهم وعلى مدار 74 سنة تجعل من غير الممكن لاي فلسطيني ان يبارك اي غزو او اي احتلال من اي كان لاي كان بل ويرفضه وبشدة الا ان الوضع في اوكرانيا وللاسف وبسبب صهيونية رئيسها وحمله الجنسية الاسرائيلية يجعل من الصعب على الفسطينيين اخذ موقف مساند لاوكرانيا الرسمية طالما ان رئيسها ينتمي لقبيلة الصهاينة ذات الطبيعة العنصريه الكارهة لكل من هو غير يهودي بدليل وقوف هذا الرئيس الاوكراني غير الاخلاقي الى جانب الاحتلال الصهيوني بالرغم من كل جرائم هذا المحتل التي يرتكبها بحق كل الفلسطينيين وبشكل يومي. ومع ذلك وبسبب الطبيعة البشرية للفلسطينيين فنحن لسنا مع احتلال اوكرانيا بالرغم من صهيونية الحكم فيها وفي نفس الوقت فنحن لسنا ضد روسيا الاتحادية في حماية امنها القومي واستعادة اراضيها و مكانتها في عالم نرى بان روسيا تعيد رسمه من جديد واعتقادنا بانه سيكون مختلف عن ما رسمته امريكا بعد الحرب العالمية الثانية والسبب اننا لم نعهد لا من الاتحاد السوفياتي ولا من وريثه روسيا الاتحادية كل هذا العداء والدمار الي تسببت فيه امريكا لشعوب العالم اذ لا تخلو قارة من قارات الكوكب من بصمات امريكية تدميرية فيها بسبب جشعها وحبها للسيطرة على هذا العالم والمصيبة انه تدمير لم يعد باي فائدة لا لشعوب العالم ولا حتى للشعب الامريكي التي خسرت اداراته المتعاقبة ترليونات الدولارات بسبب تلك الحروب والتي لو استثمرت نصفها لصالح البشرية لتم القضاء على الاعداء الوجوديين لكل البشر وهما الفقر ولجهل والمرض . امريكا وعلى سبيل المثال لا الحصر دمرت العراق مهد حضارة الشرق وبوابة العرب الشرقية بسبب معلومات استخبارية اعترف بوش الابن نفسه بانها كانت خاطئة ومع ذلك لم يعتذر ولم يترحم حتى على مليون عراقي فارقوا الحياة بسبب الحصار والغزو الامريكي للعراق والاهم ان كل ذلك تم دون اي حساب او اي عقوبات لامريكا وكأن العقوبات اصبحت ملكية خاصة لامريكا وحلفائها بعد ان نصبت امريكا نفسها قاضي وجلاد على عالم اليوم وهو ما يجعلنا كضحايا ننظر بنظرة مختلفة على ما يجري في اوكرانيا بامل ان تكون الحرب الاوكرانية اخر محطة في رحلة هذا الزمن الصهيو- امريكي . |