وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لماذا 23 فبراير! رؤية في العمليات العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية

نشر بتاريخ: 01/03/2022 ( آخر تحديث: 01/03/2022 الساعة: 13:42 )
لماذا 23 فبراير! رؤية في العمليات العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية




يوم المُدافع عن أرض الاباء هو يوم يُحتفل به سنويًا في 23 فبراير في روسيا وبعض دول الاتحاد السوفييتي السابقة. وتم تثبيت هذا اليوم في روسيا الاتحادية في 27 يناير 1922، ومنذ عام 1946 تم تغيير اسمه إلى يوم الجيش السوفيتي، وفي عام 1949 سمي بيوم الجيش والبحرية السوفيتية حتى عام 1992.

وتزامن العيد هذا العام مع بدء العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا. وفي هذا اليوم من كل عام يقوم الشعب الروسي بتهنئة الرجال وتكريم الجنود الذي ماتوا من الجيش وهذا العيد ظهر عام 1922 في الذكري الرابعة لتأسيس الجيش الأحمر للعمال، وبطلب رسمي من جمهوريتي لوغانسك ودونباس الشعبيتين بالمساعدة في العملية العسكرية ضد كييف وتمت الموافقة في هذا اليوم من قبيل البرلمان الروسي وبعد اجتماع مجلس الأمن القومي الذي انعقد بتاريخ 21/02/2022 والاعتراف بالجمهوريتين.

ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو بالتآمر على روسيا ومحاولة اضعافها كما حاولت سابقاً من خلال نشر معارضين داخل المدن الروسية الا أن محاولاتها مصيرها كان الفشل، كما فشلت محاولاتهم في تفكك رابطة الدول المستقلة مثلما تمتفكيك الاتحاد السوفيتي سابقاً.

ليس لدي حلف الناتو والولايات المتحدة الأمريكية القدرة على المواجهة العسكرية مع القوات الروسية والتي من المرجح أن تخلف دمار كبير وعواقب وخيمه لكلا الأطراف، لذلك سوف يتركون أوكرانيا وحدها تخوض مصيرها، وارجو أن يتعلموا الدرس جيداً، والجميع يعلم أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من تتخلي عن حلفائها.

من جانب آخر لا يوجد تكافؤ عسكري بين القوات الروسية والأوكرانية من حيث القوة العسكرية لذلك فإن التفوق العسكري من حيث العدة والعتاد وعدد الجنود يميل للقوات الروسية.

والسؤال الأن لماذا الولايات المتحدة الأمريكية تلوح بعقوبات فقط وعدم التدخل العسكري، واكتفت بإرسال 8000 جندي إلى المانيا فقط لحماية مواقع حلف الناتو المتمركزة هناك. يبدو انهم يعلمون أن تكلفة مواجهة روسيا ستكون باهظة الثمن على الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها.
من ناحية استراتيجية الهجوم والاقتحام التي تتبعها القوات الروسية هي ضرب المواقع الدفاعية والحيوية دون خسائر بشريه في صفوف المدنيين وهذا ما قامت به القوات الروسية وتم استرداد بعضاً من الأراضي بوقت زمني قصير، وهنا تكون السرعة مطلوبة في الهجوم وهذا ما قامت به القوات الروسية من ناحيه الهجوم من الجهة الشرقية والجنوب الشرقي المقسمة علي النحو التالي من الجهة الغربية لمدينه روستوف نا دون وشبه جزيره القرم ومدينه اوديسا المطلة علي البحر الاسود وذلك بعمليات إنزال مظلين في هذه المدينة الساحلية ومن جهة روسيا البيضاء السيطرة علي مدينه خاركوف وشورنوبيل وبهذه التحركات تتشكل مناطق عازله ومؤمنه.
مدينة تشرنوبل التي وقعت فيها الكارثة آثر انفجار المفاعل النووي الذي يبعد 122 كيلو متر من مدينة تشيرنوبيل التي هجرت بسبب تلوثها بالإشعاع الناجم عن انفجار المفاعل وتم السيطرة عليه.

إن التوسع لحلف شمال الاطلسي من الناحية الشرقية لروسيا هو تهديد الأمن الاستراتيجي لروسيا الاتحادية، حيثُ تعد أوكرانيا بالنسبة لروسيا كل شيء. وبحسب المصادر التاريخية كان أول ظهور العرق والقومية الروسية في مدينه كييف تحت مسمي كيفسكيا روس Кивеский рус. وكانت عاصمه روسيا حتى قبل سانت بطرس بورغ ومن ثم موسكو.

كما أن جد الرئيس الأوكراني (الذي سيصبح مخلوع زيلينسكي) كان عضو في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي فتره حكم استلين وتم سجنه وبعدها تم نفيه الي كييف.

وروسيا واضحة في معركتها كما هي واضحة في سياستها الداخلية والخارجية بعدم المساس أو ضرب المدنيين لأنهم من أصول روسية وكيف يضرب أو يقصف ابن بلده، ونعيد بالذاكرة الي المقولة الشهيرة لرئيس الوزراء البريطاني حينها شيرشل أينما وجدت روسيا وجد السلام وأينما وجدت أمريكا وجد الحرب وأينما وجدت بريطانيا وجدت الحنكة والحكمة. ويجدر الإشارة إلى عند قيام هتلر بغزو روسيا من الجهة الشرقية كان مصيره الهلاك وهزيمة جيشه العظيم.

وبالنسبة إلى العقوبات الاقتصادية لن تكون المرة الأولى وكانت روسيا في مواجهه الأزمات والحصار المفروض عليها ولن يكون أصعب من حصار المانيا على مدينة سانت بطرس بورغ في الحرب العالمية الثانية. فلا أجد أن فرض العقوبات سيؤثر في القرار الروسي أو يكبح خططها في الحفاظ على امنها القومي.

لقد تعلمنا من التاريخ أن الأعداء يسقطون لمجرد التفكير في محاربة روسيا، فهذه الدولة عودتنا على التماسك ووحدة شعبها مع حكومتها والضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه المساس بأمن روسيا.