|
من فلسطين إلى أوكرانيا: سمر وحروبها الخمسة
نشر بتاريخ: 05/03/2022 ( آخر تحديث: 05/03/2022 الساعة: 19:01 )
تجربة سمر هي حكاية كثير من الفلسطينيين ومعاناتهم المصحوبة بالخوف والقلق والحقائب المحزومة التي تنتظر بجوار باب البيت، والمستقبل المخيف في ظل هذا التوحش وما نعيشه من تمييز وعنصرية وازدواجية المعايير. سمر فتاة فلسطينية من غزة في بداية عقدها الثاني، تدرس في إحدى الجامعات الأوكرانية بمدينة خاركوف. كتبت على حسابها على الفيسبوك “سمر وحروبها الخمسة”. إنها الحرب الخامسة التي تعيشها سمر لكن هذه المرة خارج حدود فلسطين وخارج مدينتها غزة التي شهدت دورات عدوان وحروب متكررة خلال الـ 15 عاماً الماضية. سمر تخوض منذ طفولتها معركة البقاء، فهي عاشت أربعة حروب وحشية، وما بينهم من ما تسمى أيام تصعيد وقصف واجتياحات برّية وجوية وجرائم قتل نفذتها آلة الحرب الإسرائيلية على غزة، ودوراتها المتكررة خلال عقد ونصف من الزمن. كانت الحرب الأولى في نهاية العام 2008، وبداية العام 2009، واستمرت 23 يوماً، مروراً بحرب 2012، التي استمرت 12 يوماً. وبعد عامين عاشت سمر حرب 2014، التي استمرت 51 يوماً وشهدت ما ارتكبته إسرائيل من مجازر، وما أطلق عليه مجزرة يوم “الجمعة السوداء” في الأول من أغسطس/ آب واستهدفت جميع أنحاء مدينة رفح بما فيها مخيم الشابورة للاجئين في مسقط رأسها ومكان سكن عائلتها، التي هُجّر أجدادها إليها من قرية برير وهي من القرى الفلسطينية المدمرة في قضاء غزة، والتي تبعد عنها 20 كيلومتراً ودمّرتها العصابات الصهيونية وطردت أهلها كباقي المدن والقرى الفلسطينية في العام 1948. في ذلك اليوم المشؤوم استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالطائرات الحربية ومدفعية الدبابات جميع أنحاء رفح حيث سقط في يوم واحد نحو 150 ضحية من بينهم طفلين من أبناء عمها شقيق والدها، وخمسة أفراد من بينهم ثلاث طفلات ووالدتهم وهم من عائلة والدها ووالدتها. |