العـالم مُطالب بالكف عن الكيل بمكيالين وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي وإعادة الحقوق لأصحابها
نشر بتاريخ: 07/03/2022 ( آخر تحديث: 07/03/2022 الساعة: 13:08 )
قتلٌ وهدمٌ للبيوت وسرقة الممتلكات وعمليات تشريد واســعة ، نـعم هذه هي نتيجة طبيعيه لأي شعب يتعرض للغزو أو يخوض مواجهات دامية سواءً كانت داخلية او نتيجة غزو خارجي.
اذا ما تحدثنا عن حالتنا الفلسطينية، فمنذ أن وطأت قدم أول جندي استعماري هذه الأرض وشعبنا يدفع ثمن ذلك، مع انتهاء الحرب العالمية الأولى ووقوع فلسطين تحت حكم الاستعمار البريطاني والذي بدوره مارس أبشع أنواع الجرائم بحق شعبنا، حيث استشهد على يد هذا المُحتل المئات من أبناء شعبنا وواعتقل الاف الأسرى، وسن المُستعمر القوانين التي تُمكنه من السيطرة على أرضنا وتسهيل تمليكها لليهود الفارين على طريق تجميعهم على أرضنا الفلسطينية، وتدريب عصاباتهم على يد جيشها داخل "الكيبوتسات" التي أنشأتها الحركة الصهيونيـة بغطاء من الانجليز، حتى تمكنت هذه العصابات من هزيمة الجيوش العربية واحتلال أكثر من ثلاث أرباع فلسطين : هدموا قرانا وقتلوا ما قتلوا وشردوا الالاف الذين لجأوا إلى العديد من دول العالم هرباً من الموت تاركين خلفهم أرضهم وبيوتهم وكل مُمتلكاتهم، ولم يفعل العالم وقتها ولا المنظومة الدولية ككل أي شيء سوى اصدار قرارات التي لا قيمة لها، إضافة الى توفير الخيام وإقامـة مُخيمات تأوي لاجئينا وتزويدهم بمواد تموينية لتمكينهم من البقاء على هذا الحال.
لم تكتفي دولة الكيان الصهيوني التي اقيمت على أنقاض شعبنا ومُدنه وقراه بل انقض على ما تبقى من أرض فلسطين وقام بإزالة ثلاث قرى عن الخارطة وهي يالو وبيت نوبا وعمواس وشردوا أهلها بالكامل، اضافة الى إزالة العديد من القرى والمدن الفلسطينية وإقامة مستعمرات مكانها.
الغريب في الموضوع أن العالم أجمع لغاية اللحظة لم يفعل اي شيء لهذا الشعب المُشرد سوى برامج إغاثية وكأن قضيتنا أصبحت قضية لاجىء يبحث عن تموين.
المُتابع للحرب الروسية الأوكرانية يُشاهد حجم الإنحياز والتمييز العنصري الذي تُمارسه الدول الغربية وعلى رأسهم أمريكا والذين بدأوا باتخاذ اجراءات عقابية بحق روسيا لثنيها عن الاستمرار في هجومها على دولة أخرى.
جميلٌ أن نرى العالم يقف الى جانب الشعوب والدول المظلومة لكن ما هو قبيح هو اختلاف الموازين والمعايير الذي يتعامل به العالم حيث أن ما يُصنف هنا "ارهاب" يُصنف في منطقة أخرى دفاع عن النفس وما يُسمى هناك اعتداء صارخ على سيادة دولة أخرى يُسمى هنا من حق دولة الاحتلال ان تحافظ على أمنها .
إن هدا التمييز في التعامل مع كافة القضايا والتي تتشابه في الأحداث لكن تختلف في العروق والديانات يقود العالم الى استمرار الصراع العرقي والطبقي وينشر الكراهية بين الشعوب ويوسع الفجوة بين مكونات المعمورة، اذ يجب على هذه الدول والتي تصنف دول قوية أن تتعامل مع كافة القضايا على نفس المسافة، فإذا كانت روسيا مُعتدية وتُريد الانتصار لشعب أوكرانيا وحماية سيادتها يجب عليها أيضا الانتصار لكل الشعوب المقهورة وعلى رأسها شعبنا الذي يُعتبر الشعب الأخير الذي يعيش تحت الاحتلال، وعلى العالم أيضاً أن يرى ما يرتكبه وارتكبه الاحتلال من جرائم متتالية بحق شعبنا مُنذ العام 47، ليُحاسب العالم دولة الاحتلال على جميع أفعالها التي ارتكبتها بحق شعبنا وأراضيه وان يقف وقفة جادة لتمكين شعبنا من استرداد حقوقه وإقامة دولته المُستقلة .