|
الصين تقدم مساهمات لتدعيم الأمن والتنمية في الشرق الأوسط
نشر بتاريخ: 13/03/2022 ( آخر تحديث: 13/03/2022 الساعة: 16:39 )
السفير قوه وي مدير مكتب جمهورية الصين الشعبية لدى دولة فلسطين إن بداية عام 2022 محفوفة بالتحديات، حيث اندلعت الأزمة الأوكرانية في الوقت الذي لم يتم التغلب فيه على جائحة كورونا. وتشهد الساحة الدولية تغيرات وتقلبات، وما زالت منطقة الشرق الأوسط بعيدة كل بعد عن السلام. في وجه الأمن والتنمية معضلتين تشغلان بال الشرق الأوسط، أوضح مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي دور الصين في تسوية القضايا الساخنة في الشرق الأوسط أثناء المؤتمر الصحفي المنعقد على هامش الدورتين التشريعيتين السنويتين في الصين قبل أيام، مشيرا إلى أن الصين تظل تتمسك بـ"الدعمين"، أي دعم مساعي دول الشرق الأوسط لحل القضايا الأمنية في المنطقة عبر التضامن والتعاون، ودعم جهود شعوب الشرق الأوسط لاستكشاف الطرق التنموية الخاصة بها بإرادتها المستقلة. منذ أكثر من سنة، طرح الجانب الصيني بالتوالي "المبادرة ذات النقاط الخمس بشأن تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط" و"المبادرة ذات النقاط الأربع للحل السياسي للمسألة السورية" و"الأفكار ذات النقاط الثلاث لتنفيذ & 39; بين فلسطين وإسرائيل"، وذلك بهدف الدفع بحل القضايا الساخنة وتحقيق أمن المنطقة والأمن المشترك عن طريق الحوار. في الوقت نفسه، تعمل الصين يدا بيد مع دول الشرق الأوسط على مكافحة الجائحة ودفع عجلة التعاون في إنتاج اللقاحات وتطوير الأدوية. وتقوم الصين بالإسراع في بناء منطقة التجارة الحرة بينها وبين دول الخليج، وتقوم بتفعيل اتفاقية التعاون الشامل بينها وبين إيران، مما ضخ قوة دافعة إيجابية لتدعيم التنمية في الشرق الأوسط.إن حل القضية الفلسطينية وتحقيق "حل الدولتين" لأمر يمثل أهم محك للعدالة والإنصاف في الشرق الأوسط. وتبقى القضية الفلسطينية لب قضية الشرق الأوسط وتتعلق بالسلام والاستقرار الإقليميين، والعدالة والإنصاف الدوليتين، فضلا عن الضمير الإنساني وأخلاقه. في أيار 2021، اندلع الصراع الخطير بين فلسطين وإسرائيل، حيث قامت الصين بصفتها الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي بدفع المجلس لمراجعة القضية الفلسطينية لـ5 مرات حتى أصدر المجلس بيانا صحفيا رئاسيا. واستضافت الصين ندوة للشخصيات الفلسطينية والإسرائيلية المحبة للسلام في تموز 2021 لاستكشاف طريق السلام والبحث عن أسلوب التعايش. وفي آذار 2022، قام المبعوث الصيني الخاص إلى الشرق الأوسط تشاي جيون بزيارة إلى فلسطين وإسرائيل. طالما لم يتم حل القضية الفلسطينية بالكامل، فلن تتوقف جهود الصين في دفع استئناف محادثات السلام. يظل الدور الذي تلعبه الصين في الشرق الأوسط بناء، ولا تسعى وراء ما يسمى بالمصالح الجيوسياسية بها أبدا، ولا تنوي ملء ما يسمى بفراغ السلطة. خلال العقود الماضية، تعرضت منطقة الشرق الأوسط وشعوبها للأذى مرة تلو الأخرى، جراء تسابق الدول الكبرى من الخارج للتدخل في شؤون الشرق الأوسط. لا يجوز استمرار هذا المشهد في يومنا في القرن الـ21. من المطلوب تسليم سلطة الحفاظ على الأمن والتنمية في الشرق الأوسط إلى أيدي شعوبها بشكل تام، ودعم مساعي دول المنطقة لإحلال السلام من خلال الوحدة وتحقيق الاستقرار من خلال تقوية الذات وتدعيم التنمية من خلال التعاون، بما يحقق السلام والازدهار الدائمين بالفعل في منطقة الشرق الأوسط. في 9 آذار الجاري، أقر اجتماع الدورة الـ157 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري قرارا يثمن الجهود التي تبذلها الدبلوماسية الصينية لدعم القضايا العربية وإيجاد حلول سلمية للأزمات الدائرة في المنطقة، ويرحب باستضافة المملكة العربية السعودية للقمة العربية الصينية الأولى المزمع عقدها خلال عام 2022، مع التأكيد على الحرص على تعزيز التعاون مع الصين في مختلف المجالات في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، الأمر الذي يجسد بجلاء المستوى العالي لعلاقات الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين الصيني والعربي، ويعكس أيضا التوافقات الواسعة النطاق بين الجانبين حول حل قضايا المنطقة. ولاقى "الدعمان" الذان تتمسك بهما الصين إقبالا كبيرا وتجاوبا إيجابيا من قبل دول المنطقة. ستواصل الصين بصفتها دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ودولة كبيرة مسؤولة، ترفع راية تعددية الأطراف عاليا، وتعمل مع كافة الدول المحبة للسلام والراغبة في التنمية بما فيها دول الشرق الأوسط يدا بيد على مواصلة تعزيز التضامن والتعاون لمواجهة التحديات المختلفة، وتواصل الدفع بإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، وتبذل جهودا لفتح مستقبل مشرق وجميل لمنطقة الشرق الأوسط والعالم برمته. |