|
الانتخابات البلدية بين الدساتير والانظمة ومقولة "كسر العُرف " !
نشر بتاريخ: 17/03/2022 ( آخر تحديث: 17/03/2022 الساعة: 12:33 )
ومن هنا سأبدي رأيي المتواضع في مسار الحملة الانتخابية الحالية من حالة التنافس القائمة على مقاعد المجلس البلدي ورئاسته وخاصة بشأن ما يتناقله البعض من كلام غير مسوؤل لا يؤدي سوى للفرقة واعني بذلك مقولة" كسر العرف" التي تتردد من البعض القليل برام الله وغيرها ، دون تحميل جمايل من أحدا لأحد ، فالنازحين والمهجرين زمن جريمة النكبة لم يتركوا مسقط رأسهم برغبتهم . أن المسؤولية تقتضي في ظل ظروف شعبنا الذي عانى وما زال التشرد ومحاولات اقتلاعه من أرضه والجرائم المستمرة المرتكبة بحقه من المحتلين العنصريين ، أن يتعالى على ما قد يسبب اية خلافات أو تنغيصات لا تستدعيها مسيرة كفاح شعبنا ووحدته نحو الحرية والاستقلال الوطني بقيادة منظمة التحرير ، والتقدم الاجتماعي والبناء الديمقراطي لمؤسساتتا التي ساهم في بنائها الكل الوطني السياسي والمدني بمختلف أطيافه في مدينتنا رام الله وغيرها من المدن في ارجاء الوطن الذي لا نملك سواه . أن التمايز برؤى العمل والبرامج هو ما يجب أن يكون معيار التنافس المشروع والصحي ، حتى يكون بإمكان الناخب أن يختار ويفاضل وفق ما يتفق مع رؤيته وتطلعاته لما هو أفضل لمكانة مدينتنا وتطورها ولمجتمعنا وتقدمه . أن التنافس في مرحلة الانتخابات وما له من تداعيات التي قد تكون خلافية في بعض الأحيان هو حق ، بشرط أن تكون تلك الخلافات تدور حول اجتهادات تتعلق بتحقيق المصلحة العامة دون اية أبعاد شخصية ودون ان يفسد ذلك بالود قضية . فبعد أن تنتهي الانتخابات بتصافح الفائزين على طاولة اول اجتماع ، وتذهب النعرات والضغينه و الفئويه والعصبوية التي نأمل أن لا نراها ابدا ، إلى دهاليز النسيان . على الفائزين بعدها من مختلف القوائم وفق التمثيل النسبي الذي وجد بالقانون ليتيح مبداء التنوع والتعددية ، أن يعمل جميع الفائزين من مختلف القوائم في ظل مجلس بلدي من الأفضل أن يكون متجانسا بالقدر الممكن حول خطط العمل بما يؤهل إلى النجاح لاعضائه جميعا كفريق واحد من جهة وللمدينة ومجتمعها من جهة أخرى . وعليهم إيجاد القاسم المشترك الأفضل والإنسب من حيث الكفاءة والانتماء لاختيار / انتخاب رئيس المجلس على قاعدة المواطنة ووفق ما حدده القانون والنظام والمراسيم الرئاسية الواضحة ذات الخصوص ودون إضافات ، وفقا للقاعدة القانونية التي تقول " لا اجتهاد بالنَص " ، فالتشريع يحوي جميع القواعد القانونية اللازمة لتنظيم الانتخابات . فشعبنا الذي عانى وما زال من سياسات الاحتلال من التمييز العنصري والفوقية اليهودية ، لن يستوعب اليوم ونحن بالعقد الثاني من القرن الواحد والعشرين اي شكل من التفرقة او التميز بين مَن مِن هنا أو مَن مِن هنالك ، فكلنا ابناء هذا الوطن وكلنا من سكان هذه المدينة التي نعتبر أنفسنا من أبنائها بواقع اما الولادة فيها والسكن والعطاء والعمل بها والتملك ودفع الضرائب والرسوم بها على قاعدة تساوي الجميع فيها بالواجبات والحقوق ، فلا فرق بين احداً وأحد سوى بالقدرة والكفأة على العمل والانتماء ، ومن حق من ينطبق القانون والنظام عليهم التنافس الحر على المقاعد ولاحقا على توزيع المهام بما حددته المراسيم بقوانين والنظام ، فالوطن ليس بحقيبة ولا أحد بمسافر . لذلك لا مبرر لإشاعة الفرقة تحت مبررات التمسك بعادات قديمة نشأت في واقع مختلف جدا عن واقع اليوم الذي أصبح مدنيا واسعا وتعدديا ، فالمتغير هو الثابت الوحيد بهذه الحياة . ومن الان اقول مرحى لمن ينجح ليخدم المدينة بكل سكانها ومرحى أيضا لِمن لن يحالفه الحظ ، على أن يبقى الجميع في حب ووئام وباصرار كما بالبرامج الانتخابية على خدمة المدينة من اي موقع كان . |