|
نبيل عمرو يخص معا بمقالة: السفير الإيجابي... توماس نايدز
نشر بتاريخ: 20/03/2022 ( آخر تحديث: 20/03/2022 الساعة: 13:30 )
الكاتب: نبيل عمرو
خص القيادي الفلسطيني نبيل عمرو وكالة معا بمقالة تحدث فيها عن السفير الأمريكي في إسرائيل توماس نايدز
رحبت السلطة الفلسطينية بتصريحات السفير الأمريكي في إسرائيل السيد توماس نايدز، والتي دُعِّمت بتصريحات من الخارجية الامريكية. ما أشار بقدر كاف من الوضوح الى ان تصريحات السفير جاءت تعبيرا عن سياسة الإدارة. ظروف السلطة الفلسطينية التي تزداد صعوبة مع كل يوم يمر سواء على الصعيد المالي او السياسي مع انغلاق الافاق امام احتمالات عودة المفاوضات، وكذلك مع الانشغال العالمي بالحرب الروسية الأوكرانية، كل ذلك يجعل من تصريحات السفير والخارجية بالنسبة للسلطة كمطر وفير هبط على ارض عطشى، قد ينعش استثمار السلطة في الاعتدال ويوفر مبررا للمضي فيه. بعد ولاية ترمب التي كانت الأسوأ في مسار العلاقات الامريكية الفلسطينية، تفاءل الفلسطينيون بعودة العلاقات القديمة مع الإدارة، وكان تفاؤلا مبررا بوعود صريحة حصل عليها الفلسطينيون اثناء الحملة "الديموقراطية"، ورغم عدم وفاء الإدارة الجديدة بكل ما وعدت مبررة ذلك بتعقيدات قانونية وحتى إسرائيلية، الا ان تطورا مهما حدث فعلا في العلاقة قياسا بالتدهور الذي حصل اثناء ولاية ترمب، والذي كانت ذروته مبادرته الفاشلة المسماة بصفقة القرن، ولحسن الحظ انها غادرت معه ولم يبقى منها الا ما تبقى من نتنياهو صانعها والمستفيد منها. مخاوف الفلسطينيين ما تزال قائمة رغم التحسن الملحوظ في الموقف الديموقراطي بفعل رجحان كفة الاقتصادي على حساب السياسي، في معالجة الاستعصاء الذي تتبناه الحكومة الإسرائيلية الحالية، وتراعيه فيه موضوعيا وان دون رغبة الإدارة الديموقراطية. كان يمكن لذلك ان ينسب الى اجتهاد جديد في كيفية المعالجة الامريكية للملف الفلسطيني الإسرائيلي الشائك لولا ما تفعل حكومة "بينيت- جانتس – لبيد" على الأرض، ما يؤدي فعلا الى مزيد من الاغلاق السياسي والى المزيد من تجويف المواقف المنددة بالاستيطان، وكذلك تحويل المناداة بحل الدولتين الى مجرد عنوان بلا مضمون عملي. من هنا يفسر الموقف الفلسطيني المزدوج بين تأييد تصريحات السفير ووزارة الخارجية، ولوم الإدارة على ارخاء الحبل لإسرائيل، تحت عنوان ... الوقت غير مناسب لاطلاق جهد فعال نحو إعادة التفاوض. عامل الوقت هو الأكثر تأثيرا في المسارات السياسية فما كان ممكنا بالامس اضحى صعبا اليوم وقد يكون مستحيلا غدا، فهل لدى الإدارة مخرجا من هذه المعضلة ... سنرى. |