|
معركة الكرامة وذاكرة النصر
نشر بتاريخ: 20/03/2022 ( آخر تحديث: 20/03/2022 الساعة: 11:37 )
في معركة الكرامة التي تصادف ذكراها الحادي والعشرين من آذار، كان الشعب الفلسطيني والأمة العربية على موعد مع أول نصر بعد هزيمة حزيران ١٩٦٧م. نصر صنعه الفدائي الفلسطيني والجندي الأردني، في ملحمة بطولية جسدت أنصع صور التلاحم الفلسطيني الأردني، ووحدة الدم في نهر التضحية والعطاء.. كان يوما أغر، وكانت إرادة القتال تفوق توقعات الإسرائيليين بسهولة القضاء على المقاومة الفلسطينية، منتشين بمقولة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر. قتال استبسل المقاتلون في أتونه حد التحام الجسد بالدبابات والمدرعات الإسرائيلية، وتجلت في تفاصيله قيم الإيثار والجود بالنفس والحس العالي بالانتماء. هناك على أرض الكرامة، ترنحت الغطرسة الإسرائيلية، وامتلأت قياداتهم بشعور الخيبة والإحباط، وتبددت نزعة الاغترار بالقوة، ليحل مكانها استجداء وقف إطلاق. وما زالت ترتسم في الذاكرة، صور الدبابات الإسرائيلية المحترقة التي التقطتها عدسات المصورين في قلب العاصمة الأردنية عمان، والتقطت معها مشاعر الناس الجياشة بفرحة النصر. إن معركة الكرامة التي ضربت أروع مثل في تحدي بطش القوة والاستبداد، ولجم العدوانية الغاشمة، أعطت الإحساس بالفخر والكبرياء لكل عربي من المحيط إلى الخليج، وحفرت عميقا في وجدان الإنسانية معاني الشجاعة والبطولة، وفتحت الطريق لمعادلات جديدة في الصراع العربي الإسرائيلي، تستمد زخمها من ثقافة المقاومة. بهذا كله شكلت هذه المعركة نقطة تحول متقدمة في الالتفاف الجماهيري حول الثورة الفلسطينية، والبندقية الفلسطينية، ومنعطفا مهما في تاريخ المواجهة المستمرة مع الاحتلال الإسرائيلي. وعلى الرغم من عشرات السنين التي تفصلنا عن أحداث المعركة الخالدة، فإن دروس الإباء والعزة التي رسختها ملحمة الكرامة تبقى علامة مضيئة على طريق الحرية والاستقلال، ومصدر إلهام للأجيال القابضة على حقها.
|