نشر بتاريخ: 21/03/2022 ( آخر تحديث: 21/03/2022 الساعة: 14:10 )
بيت لحم-معا- يتوقع مسؤولون غربيون وخبراء عسكريون أن الغزو الروسي لأوكرانيا يتجه نحو "طريق مسدود"، بعد كل الخسائر الفادحة في الأرواح والمعدات التي تكبدتها موسكو دون أن تحقق أي من أهدافها الأولية.
ووفقا لتقديرات نقلتها صحيفة وول ستريت جورنال عن المخابرات الغربية، فإن عمليات القتل أو الإصابة بين الجنود الروسي تصيب ألف عنصر يوميا، في وقت لا تحقق القوات الروسية تحركات كبيرة في الخطوط الأمامية.
وتنتشر باستمرار مقاطع فيديو للدبابات المحترقة والقوافل المهجورة على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الأوكرانية، مع لقطات لجنود روس قتلى، وآخرين مستسلمين.
واشتدت شراسة الهجوم الروسي مع تباطؤ التقدم، بينما يدفع الأوكرانيون الذين يعيشون في المدن التي تحيط بها القوات الروسية ثمن الجهود الحربية التي بدأت تسوء في الساعات الأولى.
ويقول مسؤولون وخبراء إنه في ظل عدم إحراز تقدم جوهري على الأرض ، وبالنظر إلى حجم الخسائر التي تلحق بصفوف روسيا، فإن حملتها العسكرية قد تصبح غير قابلة للاستمرار قريبا، مع عدم قدرة القوات على التقدم لأنها تفتقر إلى القوة البشرية والإمدادات والذخيرة الكافية.
وقال المستشار الرئاسي أوليكسي أريستوفيتش، في خطاب مصور ، الأحد، إن الخطوط الأمامية بين القوات الأوكرانية والروسية "في حالة جمود عمليا" لأن روسيا لا تملك القوة القتالية الكافية للتقدم أكثر.
وتوقع المسؤولون أن يشهد الأسبوعان المقبلان حسما في تحديد نتيجة الحرب بأكملها، ما لم تتمكن روسيا من تحسين خطوط الإمداد الخاصة بها بسرعة، وتقديم التعزيزات للقوات على الأرض، مكررين بأن "تحقيق أهدافها قد يكون مستحيلا".
وفي السياق نفسه، كشف معهد دراسات الحرب الأميركي أن "القوات الروسية لم تحقق أي تقدم كبير" في العشرين من مارس، وأنها بدلا من ذلك تنشيء مواقع دفاعية وتستعد لنشر المزيد من المدفعية والأسلحة حول كييف.
وقال المعهد في تحليل نشر، الأحد، إن القوات الأوكرانية صدت الجهود الروسية المستمرة للاستيلاء على مدينة إيزيوم، جنوب شرق خاركيف، وألحقت خسائر فادحة بالقوات الروسية التي لم تقم بأي عمليات هجومية أخرى في شمال شرق أوكرانيا.
"تواصل القوات الروسية إحراز تقدم بطيء ولكن مطرد في إقليم لوهانسك وحول ماريوبول، لكنها لم تقم بأي عمليات هجومية نحو ميكولاييف أو كريفي ريه"، بحسب المعهد.
وذكرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية لأول مرة أن الكرملين يعد نفسه لـ "حرب طويلة" في أوكرانيا وينفذ تدابير تعبئة متزايدة القسوة، بما في ذلك نشر "أفراد منظمات عسكرية" من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و 18 عاما وأن معظم الوحدات في فيلق الجيش الأول ف تتكون من "السكان المعبئين"، بدلا من الجنود المدربين، وتواجه نقصا في الروح المعنوية والمعدات.
بدوره، لفت روب لي، جندي سابق في مشاة البحرية الأميركية، وهو زميل كبير في معهد أبحاث السياسة الخارجية، إلى أن "تقييم معهد دراسة الحرب ذهب إلى اعتبار أن القوات الأوكرانية هزمت الحملة الروسية الأولى في هذه الحرب، معتبرا أن المعركة وصلت إلى طريق مسدود".
ولكنه ألمح، في متن تقرير "وول ستريت جورنال"، إلى أن "الأحداث في ساحة المعركة يمكن أن تميل في اتجاه مختلف، لاسيما إذا نجح الروس في الاستيلاء على مدينة ماريوبول المحاصرة ".
والأحد، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن حصار روسيا لمدينة ماريوبول الساحلية سيسجل في تاريخ جرائم الحرب، معتبرا أنه "إرهاب سيبقى في الذاكرة لقرون قادمة".
وقصف الجيش الروسي مدرسة للفنون استخدمت ملجأ لمئات الأشخاص في ماريوبول بجنوب شرق أوكرانيا، حسبما نقلت فرانس برس عن السلطات المحلية، الأحد، مضيفة أن مدنيين عالقون تحت الأنقاض.
وقالت بلدية هذه المدينة الساحلية المحاصرة من قبل قوات موسكو: "السبت ألقى المحتلون الروس قنابل على مدرسة الفنون جي12 الواقعة على الضفة اليسرى لماريوبول لجأ إليها 400 من سكانها ، من نساء وأطفال ومسنين".
وكذلك اتهم حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلينكو موسكو، الأحد: "بترحيل أكثر من ألف من سكان ماريوبول" يعيشون في شرق المدينة إلى روسيا، قسرا من دون أن يوضح متى حدث ذلك.