نشر بتاريخ: 27/03/2022 ( آخر تحديث: 27/03/2022 الساعة: 15:28 )
ماذا فعلت إسرائيل في النقب لتجمع قمة التطبيع هناك ؟
في النقب مفاعل ديمونا \ سجون للأسرى الفلسطينيين مثل نفحة وكتيسعوت وبير السبع \ مطارات عسكرية تنطلق منها الطائرات لتقصف العواصم العربية وغزة \ مصادرة أراضي العرب \ وهناك الاف جثامين الشهداء المصريين والفلسطينيين تحت رمال الصحراء \ وهناك جدار عنصري يعاند الطبيعة المتصلة .
وهذه القمة تثبت :
- عدم وجود أية إرادة سياسية عند عواصم التطبيع. فهم يأتون صاغرين وبصمت، في وجوههم سمات مرحلة الانحطاط والهوان العربي. يبتسمون للكاميرات مثل تماثيل الشمع، ولا يجرؤون على مخالفة الغزاة بأية كلمة.
- إسرائيل حائرة ومرتبكة من تحطم دول التطبيع بين يديها بهذا الشكل. فلا هم أنور السادات ولا هم ياسر عرفات. لقد جاء العرب بذل وصمت أكثر مما تستطيع تل ابيب احتماله.
- الولايات المتحدة سعيدة ان إسرائيل وجدت لعبة تلهو بها وتترك البيت الأبيض يواصل مخططاته ومشاريعه الدولية والإقليمية.
لم يخطط الإسرائيليون لمثل هذا الإنجاز. هي وجبة مجانية حصلت عليها الحركة الصهيونية عن طريق الصدفة. وهذا ما تؤكده الصحافة العبرية وتقول ان وزير خارجيتها يائير لبيد حصل على الامر بمحض الصدفة ولم يكن يتخيل ان العرب سيوافقون على السير وراءه بعيون مغمضة.
صحيفة هآرتس تؤكد وتقول ان إسرائيل لم تستعد لمثل هذه القمة، وهي الان لا تفكر سوى بالحصول على الصورة لاستخدامها عالميا. ولقطع الطريق امام دعاة محاسبة العنصرية والاحتلال.
وزيرا خارجية مصر والأردن لم يحضرا، وهذا ما توقعته إسرائيل. فالعواصم الجديدة التي وقعت صك الاستسلام ساذجة لدرجة صادمة. اما مصر والأردن فلهما شروط ورؤية سياسية أبعد.
وزيرة إسرائيلية عبرت عن خشية تل ابيب من رد فعل الفلسطينيين فقالت يجب ان نبقى خط الحوار مفتوحا مع الفلسطينيين. ولم تقل يجب البحث عن حل. وهناك فرق كبير .
الإدارة الامريكية لا تريد ان تبحث مع القيادة الفلسطينية اية حلول، وانما هي تريد إبقاء الحوار مفتوحا ولو عن طريق موظف درجة 12 في البيت الأبيض مثل هادي عمر. فهذا على ما يبدو يرضي الفلسطينيين مؤقتا.
في صحيفة إسرائيل هيوم ورد أمرا هاما: ان إسرائيل وجدت باب الفرصة مفتوح لكي تنتقل من دور الوسيط الدبلوماسي بين أمريكا والعرب الى دور الحاكم العسكري الذي يقرر كيف وماذا تفعل جيوش وأجهزة امن دول التطبيع. وان عدو العرب هو ايران، وان إسرائيل ليست عدوا بل هي التي ستحمي قصورهم وجواريهم ونفطهم.
الفلسطينيون في أسوأ حال: انقسام – فقر – ضياع سياسي – ولاءات مختلفة – ملفات مضى عليها 40 عاما دون حل مثل القدس والأسرى والحدود والمياه واللاجئين.
ولكن ..
بعد وقت ستدفع إسرائيل الثمن الذي تخشاه طوال عمرها. ومع هذه الأفعال عليها ان تضم ثلاثة ملايين فلسطيني الى حكمها. وفي حال واصلت إسرائيل التطبيع مع العرب دون السلطة، يصبح انهيار السلطة حتميا. وعلى منظمة التحرير ان تستعد لسيناريو جديد في عالم جديد.