وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الإعلام الغربي وقضيتنا الفلسطينية

نشر بتاريخ: 09/04/2022 ( آخر تحديث: 09/04/2022 الساعة: 19:58 )
الإعلام الغربي وقضيتنا الفلسطينية


أدرك الغرب منذ عدة عقود خطورة الإعلام في صنع راي عام ، يجسد سياساتهم الإستعمارية ، القائمة على قهر الشعوب ونهب خيراتها ، وخلق أنظمة موالية لهم ، تنفذ مهماتهم القذرة ، وما حدث من إكبر مؤامرة عرفتها البشرية دفع شعبنا الفلسطيني جراء تلك المؤامرة ثمناً باهظاً ،وبدلاً من إن ينتصر للعدالة الدولية ، مازال شعبنا يعيش تداعيات تلك المؤامرة البشعة ،
شعبنا الذي كان يعيش في وطنه ، ٱمناً ، مستقراً ، تم إقتلاعه من جذوره وإحلال محتل كولنيالي استيطاني محله ، تم تجميعهم من كل بقاع الأرض ، ومع الأسف ، ساهم في ذلك نظام عربي فاسد ، لم يستطع نجدة شعبنا وأضحي جزءاً من المؤامرة ، حيث وصل الحال إلى عقد تحالفات أمنية وتطبيعية مع المحتل ، يكاد المرء أن يفقد صوابه من الحال المزري
وفي الحقيقة
تمتاز وسائل الإعلام الغربية المرئية والمسموعة ، بقدرة فائقة على بلورة الرؤى، وتشكيل القناعات، وإذا كانت هذه الوسائل- عموما ، لها فاعليتها في التأثير على المتلقي ، فإن العديد من وسائل الإعلام ، يتحكم بها اللوبي الصهيوني والمؤيدين لهم من الإنجليين والمتطرفين ومنها المنابر الترفيهية كالسينما التي تساهم مساهمة فعالة في صنع الوعي الجماعي والجماهيري في عصرنا الراهن، وهذه المعطيات الصعبة ، تستدعي منا وقفة وطنية صادقة لنتسلح بالامكانات للرد على تلك الاباطيل وكشف زيفها وتعريتها ...
لقد صنعوا دولة الإحنلال ، لتكون منطلقاً لتنفيذ مشاريعهم السياسية العدوانية ، لذا نجدهم يمدونها بأحدث الأسلحة وبكافة مقومات البقاء ، وكذلك يجسدون المواطن الصهيوني في دولة الإحتلال بأنه مواطن مسالم ويتعرض للتهديدات دوماً وفي المقابل الفلسطيني ، يمارس العنف !!!!!
لقد زار أحد المسؤولين العراقيين واشنطن لعقد صفقة سلاح ، وكان خطاب المسؤول الأمريكي بأننا سندرس الموضوع وسنرد عليكم ، وبعد فترة طالب المسؤول الأمريكي بتقديم تعهد بعدم استخدامه ضد دولة الإحتلال
هكذا يتعامل الغرب مع العرب ، هذه هي مشاريعهم القائمة على حماية دولة الإحتلال ، والكيل بمكيالين
الإعلام الغربي يقف سداً منيعاً ، ضد قضيتنا الفلسطينية ، ومع ذلك أحدث الفلسطيني ثغرات كبيرة في هذا الجدار الاسمنتي الكبير ، وغدا طلاب الجامعات الأمريكيين والأوروبيين بإدراك مٱلات الصراع وأن الرواية الصهيونية رواية كاذبة ومبنية على الزيف والكذب والتضليل وما استشهاد المواطنة الأمريكية ( راشيل كوري) تحت جنازير البلدوزر الصهيوني ووجود المتضامنين الأمريكيين والأوروبيين في الأراضي المهددة بالمصادرة خير دليل على ذلك وأن صورة الفلسطيني و العربي في السينما الأمريكية؛والأوروبية تلقى تعاطفاً كبيراً ، رغم انحياز الإدارات الأمريكية ، بشكل كبير بالصراع الفلسطيني مع دولة الإحتلال
المحتوى الفلسطيني المبدع ، على شبكات التواصل الاجتماعي يقاتل بشراسة توجهات الإعلام الغربي الذي يستثمر ماكينته الإعلامية في ضخ التضليل ويبقى السؤال الأكثر إلحاحاً :
كيف نخاطب هؤلاء الناس ، سيما وأنهم يخضعون لتأثير وسائل الإعلام التي تمتلك إمكانات هائلة ؟
تأتي الإجابة سريعة ، بأننا بحاجة ماسة إلى خطة وطنية استراتيجية ، يقدمها خبراء أكفاء ، لهم تأثير في الرأي العام الأمريكي والأوروبي وكذلك إلى تفعيل دور السفراء الفلسطينيين القادرين على تلك المهمة الصعبة والى التواصل الحثيث والدائم مع الجاليات الفلسطينية والعربية والإسلامية وكذلك سفراء الدول الصديقة والتنسيق مع البرلمانيين العرب ، لمخاطبة الغرب باللغة التي يرتاح لها ، لتحدث التحول المطلوب
لقد استطاعت وسائل الإعلام الغربية تشويه صورة الفلسطيني و العربي ، حيث كثفت من برامجها المعادية وهنا تحضرنا موقف الملك فيصل رحمه ، عندما استخدم سلاح النفط الله في السبعينيات، الأمر الذي أغضب الأمريكيين، حين ارتفعت أسعار النفط ارتفاعا كبيرا ، وبقيت تلك الصورة المشوهة ماثلة في وجدان الرأي العام الأمريكي والأوروبي
ولم يكثف اللوبي الصهيوني بذلك ، بل سارع إلى استثمار السينما ، لما تشكله من مكانة بارزة في التأثير على الرأي العام الغربي، وتشكيل المعايير والقيم السلوكية تجاه الظواهر المختلفة؛ على الرغم من أن أغلب ما يعرض فيها مجرد افتراء ادعائي، تخيلي، وتضليلي
العالم يتغير ومخاض النظام العالمي الجديد أضحى مخاضاً عسيراً ، وما يحدث الآن من متغيرات دولية ، على صعيد الأزمة الأوكرانية الروسية ، تستدعي منا الوحدة الفلسطينية ،لمجابهة التحديات الصهيونية التي تسعى (حكومة المستوطن بينيت) إجتثاث الحلم الفلسطيني ، بتوسيع المستوطنات، واستقدام اليهود الأوكرانيين وتهويد القدس وإعدام الشباب الفلسطيني على الحواجز وعلى الملأ ، مستغلة إنشغال العالم بأزمة أوكرانيا
الفلسطيني الذي ناضل وأبدع وقدم التضحيات ، قادر على مجابهة وسائل الإعلام الغربية القائمة على الكذب والتضليل وقلب الحقائق ، لأن قضيتنا أعدل قضية عرفتها البشرية ، وأن المؤامرة الأمريكية ستنصب الإحتلال شرطياً للمنطقة والجميع سيقدم ولاء الطاعة