|
مروان البرغوثي سيد الحضور وحارس البيدر
نشر بتاريخ: 15/04/2022 ( آخر تحديث: 15/04/2022 الساعة: 23:11 )
من قال أن زمان المعجزات انتهى، أو أن عصر الأسطورة قد ولى دون رجعة فعليه أن يتمهل قليلا، فلا زال في جعبة فلسطين فارسا من زمن الجمال ، خبأته لكي تثبت أنها أرض المعجزات اللامتناهية، والتي قد تأتي على شكل أسطورة، أو تتحقق على يدي نبي، أو أن تحمل اسم من خمسة أحرف ، يتشارك وفلسطين بالأخير منها، لكنه يتشارك معها بكل التفاصيل، فمروان وفلسطين كلاهما يتشاركان ذات الملامح والتضاريس، فمروان الجميل كبرتقال يافا، والشهي كينابيع نابلس، والصلب كجبال حيفا والخليل ، والنقي كأحلام الأطفال ، والبهي كخجل تفتح الأنوثة لصبايا في باكورة الشباب، وهو البركان ضد الظلم والفساد، والنسمة والبسمة والدمعة أمام أم أو زوجة أو أخت شهيد. ليست معجزة مروان هي عدد السنوات في زنزانته المظلمة، إنما هي حضوره الطاغي، وتأثيره العميق، فكلما حاولوا تغييبه ازداد حضورا، وكلما وضعوه في زنازين النسيان أضحى دون منافس سيد الحضور، نرى وجهه في السنابل، وفي فرح الضفيرة، وحبال الغسيل، وغضبة السلاح، كلما حاولوا طمس عطاءه أزهر من بين السطور على هيئة كتاب يحمل عنوان " الوعد " أو " مقاومة الاعتقال " أو " الف ليلة في زنزانة العزل الانفرادي"، وحينما حاولوا حجب صوته، جاء صوته صادحا من خلال " مبادرة الأسرى لإنهاء الانقسام، وحينما حاولوا تغييب علمه، حول الدكتور مروان البرغوثي السجون إلى أكاديمية علمية تمنح مئات المناضلين درجتي البكالوريوس والماجستير، وكلما ظنوا أن ظلام الزنزانة غيب سيرته في قلوب أحرار العالم، بادرت مدينة باليرمو الايطالية لمنحه مواطنة شرف، او افتتح شارع باسمه في مدينة فلنتون الفرنسية، أو أعلن المناضل الإنساني الراحل والمناضل ضد نظام التمييز العنصري في جنوب افريقيا " أحمد كاثرادا " عن حملة دوليةلاطلاق سراحه تنطلق من زنزانة نيسلون مانديلا في " جزيرة روبن ايلاند" على يد المئات من حاملي جائزة نوبل للسلام، وبرلمانيين، واكاديميين، ومثقفين، وقادة رأي عام، ووزراء، ورؤساء دول سابقين، وحينما ظنوا أن إرادته قد لانت، انتفض بركانا ليعلن عن إضراب الحرية والكرامة باسم جميع الأسرى في سجون الاحتلال. مروان الأول في مؤتمر فتح، والأول في جميع استطلاعات الرأي، والأول في قلوب الأحرار في كل العالم، يدخل اليوم عامه الحادي والعشرين في سجون الاحتلال، ليضحي فارس نوقد اسمه نارا في ليالي البرد، ونحيله اهازيج على شفاه الرجال في ميادين الفرح، ونعتمر حروفه عقالا في زمن الردة والخنوع العربي، ونرى وجهه في تفتح السنابل، وفي فرح الفقراء، ونسمع صوتك في تكبيرات المساجد، وترانيم الكنائس، وفي حواري المخيم، وسهول الارياف، وساحات المدن. مروان الذي لم التق به سوى مرة واحدة في لقاء عام، أشعر أنا وجيلي أنه صديق حميم، وأخ كبير، وخيمة تجمعنا ، وشجرة،نستظل بها، وعنوان جامع لكل شعبنا، تماما كما يشعر كل فلسطيني حينما يسمع اسم ياسر عرفات، كيف لا ومروان يحمل شيئا من كل فلسطيني، فهو المقاتل والمثقف والاكاديمي وابن الشبيبة والثائر والتقدمي والمؤمن والقائد والزوج والاب والجد والانسان. مروان اسم يستقيم على خمسة من الأحرف ميم المآذن والمحبة والمطر والمأوى. راء الرفيق والرصاص والرحابة والرؤية الثاقبة واو الوطن والورد والوحدة الوطنية والوعد بالحرية الف : الأمل والانتصار والاخ والاول في قلوبنا نون: نجم ونهر ونار ونور . |