وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بوادر إنفراجة.. استقرار "المجلس الرئاسي" في عدن يقلّص منسوب الإحباط في أوساط اليمنيين

نشر بتاريخ: 23/04/2022 ( آخر تحديث: 23/04/2022 الساعة: 01:39 )
بوادر إنفراجة.. استقرار "المجلس الرئاسي" في عدن يقلّص منسوب الإحباط في أوساط اليمنيين

صنعاء-معا-موسى الحسن- بدد إعلان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي تشكيل مجلس قيادة رئاسي لإدارة البلاد حالة الإحباط السائدة في صفوف اليمنيين من الوضع الذي تعيشه البلاد وعدم وجود أي بوادر تلوح في الأفق على انفراجه في المشهد المتأزم منذ سبع سنوات.

وتشهد اليمن حربًا بلا هوادة للعام الثامن على التوالي بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا وجماعة الحوثي المدعومة من إيران، على خلفية انقلابٍ نفذته الأخيرة على السلطات الشرعية في البلاد. وخلفت الحرب أسوأ أزمة إنسانية وفق تقديرات الأمم المتحدة، بينما عجزت إدارة الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي عن إدارة مؤسسات الدولة بسبب الفساد والمحسوبية التي سيطرت على صناعة القرار الحكومي.

وشكل الرئيس اليمني المجلس الرئاسي برئاسة السياسي ’’رشاد العليمي‘‘ وضم شخصيات عسكرية وسياسية وازنة. ويقول اليمنيون إن هذه الشخصيات العسكرية كاللواء عيدروس الزبيدي والعميد طارق محمد عبدالله صالح ستلعب دورًا محوريًا في تخفيف حدة المأساة في البلاد، ومواجهة الحوثيين.

تنامى دور الزبيدي وطارق صالح في أعقاب قيادتهما المعارك ضد الحوثيين ولاحقًا المساعدة في إعادة مؤسسات الدولة وترسيخ الأمن في المناطق التي تواجدت فيهما قواتهما. ويرأس الزبيدي المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يملك حاضنة شعبية واسعة في المحافظات الجنوبية اليمنية بينما يقود طارق صالح المقاومة الوطنية التي تقاتل الحوثيين في الساحل الغربي اليمني.

وجاء تشكيل مجلس القيادة الرئاسي في أعقاب فشل القوات الحكومية اليمنية في كبح تقدم الحوثيين في العديد من الجبهات شمالي البلاد بما في ذلك محافظة مأرب الغنية بالنفط والمهمة في معادلة الحرب والسلام، وبعد تدهور قيمة الريال اليمني، وتأزم المشهد السياسي كنتيجة طبيعية لحالة الاقصاء التي مارستها الرئاسة اليمنية للقوى الفاعلة على الأرض والمتصدرة الخارطة السياسية اليمنية كالمجلس الانتقالي الجنوبي والمقاومة الوطنية.

ووصف نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ’’عيدروس الزبيدي‘‘ الوضع في بلاده بـ"الصعب" وقال إن المرحلة حساسة، وحث القوى السياسية والقبلية على "التلاحم والتقارب.. لمواجهة ميليشيات الحوثي", وكثف لقاءاته مع هذه القوى. كما عقد سلسلة لقاءات في أعقاب تعينه في المجلس الرئاسي مع رئيس الحكومة معين عبدالملك ووزراء الحكومة ومحافظ البنك المركزي اليمني لبحث الوضع الاقتصادي والخدمي في البلاد.

وتعهد اللواء الزبيدي بمعالجة انهيار العملة وتوفير الخدمات، وأبلغ الحكومة بمضاعفة الجهود لتنفيذ إصلاحات عميقة يلمس أثرها المواطن. وقال الزبيدي، إن أولويات مجلس القيادة الرئاسي ترتيب الجهود الأمنية والعسكرية وإنعاش الاقتصاد اليمني، وإن المجلس سيعمل على معالجة سريعة للجانب الاقتصادي. كما قال، إن المجلس الرئاسي سيعمل على إعادة إعمار مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد.

وشهدت العملة اليمنية تدهورًا تاريخيًا، إذ لا مست قيمة الريال اليمني أمام الدولار حاجز 1500 ريال قبل أن تتراجع إلى النصف، بعد إعلان المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة عن دعمًا للاقتصاد اليمني بلغ ثلاثة مليارات دولار.

وعاد مجلس القيادة الرئاسي إلى مدينة عدن قادمًا من العاصمة السعودية الرياض، وأدى اليمن الدستورية أمام البرلمان. كما عادت الحكومة ومجلسي النواب والشورى وأعضاء هيئة التشاور المصالحة، إلى المدينة ذاتها.

وأبلغ الزبيدي، محافظ البنك المركزي اليمني ’’محمد المعبقي‘‘ بمعالجة الاختلالات التي أدت إلى الانهيار المتسارع في سعر الصرف، وهو الانهيار الذي أدى إلى ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية والمواصلات والمشتقات النفطية.

وأشار نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح في لقاء مع القوى السياسية ووزراء في الحكومة وأعضاء مجلسي النواب والشوى إن مجلس القيادة يجسد وحدة الإرادة الوطنية. وأضاف، أن المجلس "يلبي تطلعات كل أبناء الشعب اليمني" داعيًا إلى تجاوز الماضي والعمل على استعادة الدولة.

وأبلغ طارق صالح محافظي المحافظات اليمنية، بالعمل على توفير الخدمات الأسياسية للمواطنين وتلمس احتياجاتهم وهمومهم خلال هذه المرحلة.

وذكر مصدر سياسي، "نتفاءل بوجود الزبيدي وطارق صالح في سلطة القرار العليا في البلاد.. هما قادران على التعامل مع الملفات الشائكة الاقتصادية والخدمية والعسكرية".

وفي وقت سابق، وقف مجلس القيادة الرئاسي أمام "التحديات في مختلف المجالات العسكرية والأمنية والقضائية والإدارية"، على ما أفادت وكالة الأنباء اليمنية ’’سبأ‘‘.

وقال المصدر، إن هذه الاجتماعات المكثفة التي يعقدها مجلس القيادة الرئاسي تبحث معالجة المشكلات التي شلت قدرة المؤسسات الحكومية وانعكسًا سلبًا على حياة المواطنين. وأضاف، يتجه "مجلس القيادة الرئاسي في الأثناء إلى إعادة بناء مؤسسات الدولة بما في ذلك المؤسسة العسكرية التي غزاها الفساد والمحسوبية، والتفاعل مع المساعي الدولية لإيجاد تسوية سياسية للأزمة اليمنية، أو المواجهة العسكرية حال رفض الحوثيين المدعومين من إيران التجاوب مع هذه المساعي".

وأعلنت الأمم المتحدة عن هدنة لمدة شهرين في اليمن، تتزامن مع إجراءات إنسانية منها تسير رحلات من مطار صنعاء الدولي الذي يسيطر عليه الحوثيون إلى الأردن ومصر، وفك الحصار الذي تفرضه جماعة الحوثي على مدينة تعز للعام السابع على التوالي، والسماح بدخول سفن للمشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة.

واتهمت القوات الحكومية اليمنية الحوثيين مرارًا بخرق الهدنة الأممية وتنفيذ هجمات في جبهات مأرب والساحل الغربي، حيث ميدان المعارك الأعنف قبل دخول الهدنة حيز التنفيذ قبل عشرين يومًا.

وقال موظف في مدينة تعز، "نثق أن وجود الزبيدي وطارق صالح في سلطة القرار العليا سيحدث فارقًا في جدار الأزمة سواء في المحافظات المحررة، أو في مواجهة الحوثيين".

وأضاف، " عادوا إلى عدن لممارسة مهامهم من داخل البلاد، وشرعوا في اجتماعات لحلحلة الوضع الاقتصادي والخدمات، وتعهدوا بتحقيق ذلك".