وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قراءة سوسيولوجية في فشل العلاقات الزوجية وتأثيراتها النفسية والاجتماعية على الأسرة في المهجر

نشر بتاريخ: 30/04/2022 ( آخر تحديث: 30/04/2022 الساعة: 14:50 )
قراءة سوسيولوجية في فشل العلاقات الزوجية وتأثيراتها النفسية والاجتماعية على الأسرة في المهجر





يعاني العديد من الشباب في بلاد المهجر الكثير من المشاكل والقضايا التي تواجههم في حياتهم اليومية، مما تدفعهم لمحاولات كثيرة لمواجهة هذه القضايا بشتى الوسائل من أجل إزالتها من طريقهم، إلا ان الكثير من هذه المشاكل تتلازم معهم، وذلك لعدم استطاعتهم مواجهتها والتغلّب عليها، ومنها مشكلة فشل علاقة الزواج.

تعتبر ظاهرة فشل العلاقة الزوجية واللجوء للانفصال والطلاق من الظواهر الإجتماعية المنتشرة عالمياً، لأنها لا توجد لها حدود جغرافية او مكانية او زمنية، وتعتبر من القضايا الصعبة التي يعاني منها المهاجرين في كندا.

إن فشل العلاقات الزوجية واللجوء للانفصال، والطلاق من المشاكل الصعبة التي يعاني منها المهاجرين، حيث يعتبر الطلاق المسبب الثاني للضغط عند الأطفال بعد موت الوالدان أو طلاق الوالدين، وسبباً للضغوطات النفسية على الطفل أكثر من موت صديقه. وفي الجانب الاخر، فان فشل العلاقات الزوجية (الطلاق) لها آثار سلبية على الصحة النفسية والجسدية للزوجين، حيث تتغير مكانتهم الاجتماعية من (متزوج أو متزوجة) إلى مكانة مطلق أو مطلقة، وهذا يعني الهبوط في المكانة الاجتماعية لكل من الرجل والمرأة.

يقدر الباحثون أن نسبة الطلاق في بلدان أمريكيا الشمالية تتراوح بين %40 و%50، وهو يعتبر نسبة عالية جداً، فمن أصل زيجتين، هناك زيجة فاشلة تنتهي بالانفصال النهائي (الطلاق)، وبحسب دراسة ميدانية اولية قمنا بها في مدينة لندن اونتاريو، فإن نسبة الطلاق ارتفعت ولاتزال تواصل ارتفاعها، ليس فقط في لندن، بل في كثير من مدن مقاطعة اونتاريو، والملاحظ أن الأسباب الكامنة وراء حالات الطلاق أصبحت عديدة. فقد لوحظ في الآونة الأخيرة أنّ هناك زيادة كبيرة بمعدّلات الطلاق في المجتمع، والباحث وراء هذه الأسباب يجد أنّ هناك جملة من الأسباب ومنها، عدم التفاهم في العلاقات الزوحية، وايضا الزواج الرومانسي والزواج المبكر الذي كان ومازال يلعب دوراً أساسيًا وراء الأسباب المؤدية إلى الطلاق.

وكما هو معلوم ان العلاقة الزوجية لا تنتهي دائماً بين الرجل و المرأة بموت أحدهم، حيث نصادف العديد من العلاقات الزوجية التي تنتهي بعد سنوات من الزواج أو قبل إتمام إجراءات الزواج بشكل كامل، وتكشف فترة الخطبة بين الرجل و المرأة شخصية كل منهما للآخر، على سبيل المثال تستطيع المرأة أن تدرك شخصية خطيبها و تفكيره و أطباعه و الكثير من الأمور الآخرى لتستطيع الوصول إلى قرار حاسم يتمثل إما بالقبول أو الرفض لأي نوع من أنواع العلاقة بينهما، و كذلك يختبر الرجل شريكته في فترة الخطوبة ليكشف إن كانت مناسبة له أم لا، و قد يواجه الرجل أو المرأة بعض العلامات التي قد تنذر بأن الزواج الفاشل سيكون عنوان علاقتهما، لذلك على كل من الشريكين عدم التسرع في الزواج إن كانا يشعران بوجود بعض الدلالات المبكرة التي تشير إلى فشل الزواج. حيث يعتبر مبدأ التفاهم من الأساسيات لاستمرار العلاقات الزوحية، وفي حال انعدام التفاهم بين الزوجين، فانه غالبا ما تنتهي العلاقة الزوجية بالمشاحنات والمشادات التي قد تؤدي لإنهاء ترابط الزواج.
ومن الناحية الاخرى، فهناك العديد من الأشخاص الّذين تزوجوا في سن مبكر ولم تكتمل مرحلة النضوج عندهم، بل لم تتسع مداركهم ولم يفهموا متطلبات الحياة بشكلٍ صحيح، مما دفعهم إلى مواجهة العديد من المعيقات في رحلتهم الزوجية والتي سرعان ما كُتب لها الفشل. كما ان انعدام تحمل مسؤوليات الزواج تؤدي الى نهاية الزواج بالفشل.
ومن العوامل الهامة التي يجب معرفتها وهو أهمية التعليم والوعي بمفهوم الزواج وتكوين الأسرة، وهذا يتطلب مستوى معين من التعليم والتجربة. ومن هنا كانت ومازالت عملية حرمان المرأة او الرجل من الوعي والثقافة والتعليم الأمر الذي يعتبر من أخطر سلبيات الزواج، حيث أنّه؛ لا يجوز حرمان الفتاة او الشاب من التعليم من أجل الزواج، فلكل مرحلة من مراحل الحياة تحتاج الى قدر معين ومناسب من التعليم؛ مما يساهم و يؤدي إلى زيادة الوعي وأخذ القدر الكافي في الرعاية والإهتمام بشؤون البيت والأسرة وتحديدا التعليم عند المرأة، ويُعدّ التعليم أهم حق أعطي للمرأة من إجل الانخراط والتفاعل والإنتاج في المجتمع خاصة في هذا العصر.

هناك الكثير من العوامل التي تؤدي الى فشل الزواج، ويمكن التعرف على بعض من علامات الزواج الفاشل من خلال ما يلي:

١. عدم الاهتمام بمشاعر الطرف الآخر : لا يجب على الرجل و المرأة إكمال مراسم الزفاف و الزواج إن شعر أحدهما بعدم إهتمام الطرف الآخر، على سبيل المثال تقول ك. س. من مقاطعة اونتاريو إنها عانت كثيراً من عدم اهتمام زوجها بها، فهو كان دائماً منشغل عنها لا يكترث بمشاركتها الأعمال التي تحبها، و تتابع قائلة أنها كانت تبكي مراراً من إهمال زوجها دون أن يكترث لدموعها أو شكواها، مما دفعها إلى التفكير مراراً في الطلاق.

٢. التوقف عن دعم الشريك : يقول أحد الأزواج أن نقطة الإختلاف التي تعرض لها هي اللحظة التي توقفت فيها زوجته عن تقديم الدعم له، و يتابع ج. إن زوجته تبدأ بإلقاء اللوم عليه كلما حاول التكلم معها بالأمر، مما دفعه إلى التوقف عن التواصل معها كالسابق، و من ثم توقفا عن قضاء أوقات ممتعة مع بعضهما البعض.

٣. الشكوى بشكل مستمر : يقولون "إحرصوا على رقي البدايات كي لا تؤلمكم النهايات"، و هكذا يكون الحال قبل الزواج و بعده، حيث يتغزل كلا الشريكين في الآخر في بداية زواجهم، و بعدها تبدأ الأمور بالتغير يوما بعد يوم، على سبيل المثال تذكر ت. ف. أنها في بداية زواجها كانت تقوم بالاتصال بزوجها 5 مرات لتخبره كم مدى حبها له و تفكيرها به، و لكن بعد ذلك تقول: "أصبحت غارقة في أمور المنزل والشؤون المنزلية، بحيث انني أصبحت دائمة الشكوى لزوجي، مما أدى إلى تدهور علاقتنا في النهاية"، إذ يجدر على المرأة أن تتجنب الشكوى المستمرة لزوجها، و لا يعني هذا أنه لا ينبغي للزوجة أن تشتكي لزوجها عما يضايقها و لكن عليها الانتباه كي لا تسرف في شكواها.

٤. تدني الأولويات: تتدهور العلاقة بين الزوج و زوجته عندما تشعر بأنها ليست ضمن أولوياته، إذ نجد الكثير من الرجال يهتم بتحقيق طموحه وأهدافه دون أن يضع المرأة أيضاً ضمن أولوياته.

٥. الجدال حول أمور صغيرة : يدرك كل من الزوجين أن هناك أمراً خاطئاً بعلاقتهما الزوجية عندما يصبح جدالهما قائماً على أصغر الأمور، على سبيل المثال تقول ت ف. ان أطفالها الصغار يحبون شرب الماء في زجاجات مياه معدنية/معبأة، الأمر الذي يؤدي دائماً إلى جدالهما كونه يرى أن في ذلك تبذيراً للمال.

٦. اختلاق الأعذار لتجنب الذهاب مبكراً إلى البيت: تشكو بعض النساء من غياب زوجها المستمر عن البيت، فهو دائم الإنشغال بالعمل و تمضية الوقت مع أصدقائه، مما يشعر المرأة بعدم حب زوجها لها و أكتراثه لها، و خاصة أن المرأة تبقى بانتظار عودة زوجها إلى المنزل حتى لا تشعر بالوحدة.

٧. المزاج السيء : من مشكلات العلاقات الزوجية اختلاف معاملة الرجل للمرأة بعد الزواج، حيث يتغاضى الرجل في فترة الخطوبة عن الكثير من الأمور التي تزعجه، إذا تراه عاشقاً لها و ملهوفاً للتحدث معها في الليل و النهار، و لكن ما أن يتزوج الرجل المرأة حتى تختلف تصرفاته و معاملته لزوجته، فيزداد غضبه في جميع الأوقات، و يتحول من الرجل المساير إلى الرجل النكدي الذي يدقق على أتفه و أصغر الأمور مما يوتر العلاقة بينهما و يؤدي إلى فشل علاقتهما.

أما بالنسبة لأسباب الفشل التي تأتي بعد فترات زمنية من الزواج فهي:

١. الخيانة الزوجية: حيث تعتبر من الاسباب التي تؤدي لفشل العلاقات الزوحية. ان الخيانة الزوجية لا تعني فقط وجود شريك ثالث في حياة أحد الشريكين، بل إنها تتعلق أيضاً بالخداع، والغش أوالتآمر مع أحد الأشخاص، وإخفاء أمور مهمة عن الشريك، والعيش في كذبة كبيرة وخطيرة.

٢. إستخدام العنف والاعتداء باشكاله المتنوعة (الجسدي أو النفسي/الاجتماعي): إستخدام القوة والعنف عند حدوث الانتهاكات الزوجية (من قبل الزوج أو الزوجة) هي نوع من أنواع التعنيف الأسري التي ينبغي أن تعلم بها الجهات المختصة للمساعدة ومعاقبة الفاعل. وفي الأغلب تأخذ الأشكال الآتية: الضرب، الشتم، إجبار الشريك/ة للقيام باعمال مرفوضة من الشريك/ة الاخر، إخبار الشريك بأنه غير مرغوب فيه، تجاهل الشريك، والتهديد والترغيب والترويع والحرمان العاطفي أو الجسدي، المراقبة والملاحقة والتنسط على المكالمات الهاتفية.

٣. إنعدام ثقافة الاختلاف بين الشريكين: إن اختلافات وجهات النظر والمجادلات المستمرة، غير المجدية ينتج عنها عدم الاتفاقات، والصراعات بين الازواج، حيث يتسرع الشريكين في وضع الاحكام بسبب "عدم الاتفاق حول مسائل محددة" أو ما يسمى "الخلاف في الرأي والطريقة ووجهه النظر"، ظناً منهما أن القاعدة السليمة للزواج تقضي باتفاق الشريكين على كل الأمور الحياتية، فيكون سبب الخلاف "أنهما لا يملكان رأياً واحداً، ولا يتوافقان على رأي محدد، بل لكل منهما رأيه الخاص"، وبالتالي يبتعد الشريكان عن أي تحاور او تفاهم او تعاون لنقاش ما، بغض النظر عن اختلاف الراي، وتبدأ العلاقة بالتوتر، ثم تنقطع، وبالنتيجة ينقطع التواصل ويقرران الانفصال والطلاق.

٤. الصراع بسبب القضايا المالية: أحياناً يكون المال مصدر سعادة وأحياناً سبب التعاسة، وتحديداً في الحياة الزوجية حيث ان الأزمات المالية بين الأزواج تأخذ أشكالاً مختلفة؛ أهمها اختلاف الراتب بين الزوجين، وقلة المال والفقر، وعدم التكافؤ في المصروف بينهما، والمسؤوليات المادية الكبيرة أو الديون، وعدم الالتزام بالبرامج المالية المتفق عليها بين الشريكين، والتبذير بالمصروفات. و يساهم المال بقوة في حدوث الطلاق، حيث أن عدم القدرة على الإنفاق وتوفير متطلبات الاسرة ومستلزمات البيت شيء مهم وخطير جداً، ولذلك فيجب على الزوج أن يعمل على توفير الحياة الكريمة لأسرته ويجب على الزوجة أيضا ان لا تكون مسرفة، وأن تساهم في إضافة مصادر دخل مالية للأسرة قدر استطاعتها وخصوصا في بلدان المهجر، لأنه بدون ذلك لن تستطيع العلاقة الزوجية أن تستمر وسوف تنشأ من جراء الأزمة المالية مشاكل أخرى أكبر وأخطر تؤدي للطلاق.

٥. مشاكل التوافق العاطفي والانسجام النفسي الاجتماعي: إن الكثير من الحالات التي تصل لفشل العلاقة الزوجية بسبب انعدام التوافق والمودة او أبسط علاقات الانسجام النفسي الاجتماعي في العلاقة الزوجية الحميمة، وهي مسألة في غاية الأهمية في الحياة الزوجية، حيث يعتبر أي نوع من أنواع عدم الرضى أو الانزعاج، مؤشراً على مشكلة زوجية أساسية وعميقة تستدعي حلاً، وغالباً ما يقرر الشريكان أن يكون الحل هو الطلاق.
إن العلاقات الناجحة هي التي تقوم على الاحترام المتبادل والتقدير الواجب على كل طرف تجاه الطرف الآخر، وسوء المعاملة والاعتداء البدني والسلوكي بين الزوجين يؤدي لعدم الانسجام ويساهم في خلق بيئة غير صحية للعلاقة الزوجية، فالاعتداء البدني أو العاطفي أو النفسي سواء من الزوج أو الزوجة هو أمر سيء للغاية ويترك آثار نفسية سيئة جدا ويولد الشعور بالاحباط والاكتئاب ويسبب شرخ داخلي يصعب إصلاحه أو ترميمه مما يجعل الحل النهائي هنا الطلاق.

٦. الاختلاف في تربية الأطفال وتنشئتهم: ويعتبر موضوع الاختلاف في تنشئة الاطفال من القضايا التي تؤثر على العلاقات الزواجية، وغالباً ما تنتهي بتسويات من الطرفين أو من طرف على حساب آخر، خاصة في ظل تدخلات كثيرة من المقربين والأصدقاء حول تربية الأطفال والتعامل مع قضاياهم، وكل منهما يرغب في امتلاك القرار، ثم مسألة التربية وعلى أي أسس تتم، وغيرها من الأمور التي تبقى محور خلافات الأزواج حتى بعد أن يكبر الأبناء ويتزوجوا.

٧. مشاكل الإدمان بصوره المتنوعة: إن الإدمان بجميع أشكاله (المخدرات، الكحول، السجائر، وغيره ا)، يؤثر سلباً على العلاقات الزوجية مما يؤدي للمشاكل، فإدمان المخدرات والكحول والسجائر يستدعي حلولاً طبية ونفسية ومساعدات من ذوي الاختصاص.
إن للإدمان مخاطر كثيرة تساهم في إفساد الحياة الزوجية ويسبب آلاماً نفسية للزوج/ة و للأطفال، والمدمن لا يستطيع أن يسيطر على نفسه وبالتالي لا يتوقع منه/ا السيطرة والتحكم بشكل جيد في سير الحياة الزوجية، كما أن المدمن/ة يخلق مشاكل مع المجتمع الاكبر ومع سلطة القانون، مع الاهل والأصدقاء والأبناء، وبالتالي تتعكر طبيعة العلاقات الزواجية وتصبح في خطر اذا لم يتم الإقلاع عن الإدمان.

٨. تباين الأولويات والتطلعات: يتوقع الشريكان قبل الزواج أن تكون أولوياتهما وآمالهما واحدة بعد الزواج بسبب الحياة المشتركة التي سيعيشانها، ليكتشفا بعد الزواج أن أولوياتهما وآمالهما ليست واحدة.. وهذا أمر طبيعي لأنهما لم يتحولا إلى شخص واحد بعقل واحد أو نظرات واحدة لكافة زوايا وأمور الحياة، ما يجعلهما غير قادرين على تحمل الاختلاف والفوارق في التطلعات والأولويات، على الرغم من الأهداف المشتركة بينهما، فتصبح اختلافات الأولويات سبباً من أسباب الطلاق.

٩. الملل وعدم وجود الانسجام الثقافي والاجتماعي: تساهم الخلافات الثقافية بين الأزواج في خلق بيئة زواج غير صحية. وفي الجانب الاخر غالباً ما يشعر الشريكان بالملل، ربما من بعضهما بعضاً، أو من نمط الحياة التي يعيشانها، ما يؤدي إلى الكثير من الخلافات الزوجية التي تصل إلى حد الطلاق، فيما يمكن حل المشكلة بينهما بإجراء تعديل بسيط أو تغيير ملحوظ في تصرفاتهما وفي نمط حياتهما لكسر الملل بعيداً عن الطلاق والانفصال النهائي، مثل تغيير طريقة الملبس أو المأكل، والتعرف إلى أناس جدد والسفر إلى أحد البلدان المختلفة في إجازة أو رحلة قصيرة.

وفي الجانب الاخر، اذا حصل انقطاع بالتواصل بين الشريكين، فقد يكون للزوجة أو للزوج أسرارًا خاصة يخفونها عن بعضهما وهذا قطعاً أمر غير مستحب في العلاقة الزوجية حيث أنها علاقة مبنية على الصراحة والوضوح، وعدم الالتزام بذلك يزيد من الفجوة والبعد فيما بينهما. ومن أجل سد هذه الفجوة يجب أن يحرصا على التواصل والتحاور الدائم وليس أي حوار بل الحوار الذي يعمل على تقليل الفجوات وتقريب المسافات بينهما وزيادة ثقتهما ببعضهما، فعدم العمل على سد تلك الفجوات سوف يزيد من عمق البعد بينهما مما يؤدي للطلاق.

رغم ان مجتمع الجالية العربية يعتبر أقلية مقارنة بالمجتمع الاكبر، الا انه ظهرت زيادة في حالات الطلاق بين افراده، وهذا يعود لسهولة الإنفصال في كندا، وعدم تدخل المجتمع بإطلاق الأحكام التعسفية على أي إمرأة أو رجل حدث الإنفصال أو الطلاق الفعلي بينهما.
ومن هذه الأسباب:
- عدم وعي الزوجين بالزواج وتكوين الاسرة، وذلك لقلة خبرة كل منهما بالحياة الزوجية.
- سوء الاختيار من أحد الطرفين بحيث يكون الاختيار غير مناسب كما ذكرنا قد تكون زواج المصلحة هى الاساس.
- التحدي والندية في العلاقة الزوجية.
- غياب التفاهم، والتعاون والتسامح بين الزوجين، وانعدام تقدير الزوجين أو أحدهما لقدسية الزواج وغياب الصراحة بينهم.

ومن أجل تجنب الطلاق فهذه بعض من النصائح :
- معرفة وعلم كل من الزوجين بطبيعة الطرف الآخر ومحاوله التفاهم والتاقلم والتنازل بعض الشيئ.
- ألا يفرض أحد الزوجين على الآخر تغيير شخصيته.
- التنازل والتسامح بين الزوجين.
- الالتجاء للمتخصصين من أخصائيين نفسيين واجتماعين
العاملين في مجال إستشارات الزواج حال وجود اختلافات.

إنه من المؤلم أن يحدث الطلاق بعد فترة قصيرة من الزواج. فالطلاق لا يعني أن كل المشكلات قد حُلت، بل بالعكس فقد يكون الطلاق سبب في تفاقم الأزمات واستحداث أزمات ومشاكل أخرى إضافية خصوصا إذا كان بين الزوجين أطفال، ولذلك فيجب على كل زوج وزوجة النظر إلى الطلاق من منظور أوسع وأشمل، فقد كان الزواج قديما يقوم على أساس الحب والإخلاص المتبادل ولكن مع مرور الوقت وتغير الزمن تدريجياً أصبحت المادة تطغى على أي شيء فأصبح الزواج إما يقوم على وجود مصالح لعلاقات أسرية بين أسرة الزوج وأسرة الزوجة، أو الزواج طمعاً في ثروة الطرف الآخر وهكذا، ولذا فإن معظم الزيجات القائمة على المصلحة في أوقاتنا الحالية قد تنتهي نهاية سريعة بالمشاكل التي تؤدي للطلاق نتيجة لعدم وجود التوافق الفكري والسلوكي بين الزوجين.

في النهاية نستخلص أهمية وضرورة الحب والتفاهم في الحياة الزوجية، وما هو أهم منه هو الإحترام الذي يجمع بين الطرفين، لذلك دعونا لانفقد هذا الإحترام أو نقلل من شأنه فهو من أهم الأساسيات في الحياة الزوجية، ودعوة أخيرة للتسامح بين بعضنا البعض، فالحياة مليئة بصغائر الأمور وكبائرها لذلك يجب أن نتجاوز الأمور الصغيرة لنستطيع أن نحل أمورنا الكبيرة بالحب والتفاهم.
هذا جزء بسيط عن موضوع الطلاق، حيث انه هناك الكثير للحديث عنه. وللحديث بقية.