|
موتُ "أم كريم يونس".. ووعدُ السنوار واستباحة الأقصى
نشر بتاريخ: 06/05/2022 ( آخر تحديث: 06/05/2022 الساعة: 01:57 )
رحلت أم كريم يونـس وما زلنا ننتظر مُفاجاة الـ ام ١١١١ التي أطلقها يحيى السنوار والذي اعتقد الجميع أن هذا الرقم هو عدد الاسرى الذين سيُفرج عنهم ضمن صفقة جديدة بين "حماس" وحكومة الاحتلال. رقم استبشرنا بـه خيراً كما ام كريم والتي على مدار اربعين عاما إلا عدة شهور فصلتها عن معانقة ابنها كريم الذي ابعدته قضبان الاحتلال عنها هذه المدة . قضاء الله كان أسرع من عيشها لحظات حرية ابنها كريم عميد الأسرى في فلسطين والعالم والذي بدأ بحزم أمتعته استعداداً لحرية تبقى منقوصه لطالما بقي أسيرٌ واحدٌ داخل السجون. أم كريم شأنها شأن عشرات الأمهات والآباء الذين قضوا مُنتظرين عناق فلذات قلوبهم بعد غياب قصري لهؤلاء الأبطال الذين ضحوا بزهرة شبابهم وبعائلاتهم وضحوا بكل الأوقات الجميلة التي كان من المفترض لهم أن يعيشوها، إلا أنهم اختاروا طريق التمرُد والثورة على الواقع وعلى المُحتل من أجل أن ينال شعبهم الحُرية وأن يعيشوا حياة كريمة ، قدموا لنا كل شيء .. عاشوا كل لحظات القسوة والعقاب والتعسف من أجل التخفيف عنا ويلات هذا المحُتل المُجرم . آن الأوان أن نمنح الأسرى وعائلاتهم كل جُهد مستطاع وكل عمل من شأنه تحريرهم من الأســر وارجاعهم الينا والى عوائلهم ليقضوا ما تبقى من عمرهم بيننا ويعيشوا حياةً كريمةً.. هذه الحياة التي منحونا اياها على حساب راحتهم وسعادتهم . نعم .. لا يكفي أن نبقى نُلوح تلويحا بقضـية الاسرى ووضعهم ضمن الثوابت، إن لم يتلازم هذا مع خطوات عملية على الأرض تُجبر المُحتل على إطلاق سراحهم فوراً دون شرط او الانتظار الى موتهم او موت عوائلهم دون وجودهم بينهم. إن حالة الضُعف التي نعيشها اليوم جعلت من المُحتل يزيد من ممارساته بحقهم والتضييق عليهم كما على كل مكان في الوطن وأصبح المُحتل يُدرك تماماً أن أقصى ما نقوم به هو الاستنكار والتوجه الى المنظومة الدولية غير العادلة على أمل إنصاف شعبنا وأسراه ووقف كل ممارسات هدا المُحتل ، إلا أن هذا الانحياز وحالة الضُعف لم تستطع وقف العدوان المُستمر لحقنا، بل على العكس زاد العدوان على البشر والحجر لينتقل الى أقدس الأماكن والتي يُحاول المُحتل تقسيمها مكانياً وزمانياً ليمنح قطعان مستوطنيه الحق في ممارسة شعوذاتهم داخل المسجد الاقصى وساحاته . ان وفاة أم كريم يونس هو جرس إنذار لنا جميعاً كي نصحو من سباتنا وأن نُعيد ترتيب بيتنا الداخلي كي نتمكن من حماية أبناء شعبنا ومقدساته وحماية أرضنا المُستباحة من قُطعان المستوطنين يجب أن نعود وحدة واحدة تجمعنا فلسطين ولا شيء يُفرقنا بدل من "الالتهاء" بمغانم لا قيمة لها ومُناكفات لا تنفع سوى تعكير الصف وشقه كي يتمكن المحتل منا . لنلتف جميعا حول قيادة منظمة التحرير البيت الجامع لكل الفلسطينيين على اختلاف مشاربهم السياسية لنضع برنامج وطني نضالي موحد يُمكننا من دحر الاحتلال عن أرضنا لنعيش معاً في ظل دولتنا المُستقلة وتحرير الأسرى والمسرى.. هذه الدولة الخالية من كل أشكال الاستعمار . • كاتب وسياسي |