|
يدٌ تؤيد وأخرى تقوّض... الإصلاح اليمني والانتهازية السياسية
نشر بتاريخ: 09/05/2022 ( آخر تحديث: 09/05/2022 الساعة: 16:20 )
موسى حسن مضى شهرٌ كاملٌ على تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، الذي عُدّ في نظر سياسيين أهم حدثٍ سياسي منذ اندلاع الحرب عام 2015م، واعتبر نقطة تحول تاريخي في مسار الأزمة الصدئة، عندما كان التفاؤل سيّد الموقف أمام سيلٍ من التأييد والترحيب لم يتخلف حزب الإصلاح اليمني عن السباق إليه قبل كل القوى السياسية اليمنية الأخرى المتمترسة في المعسكر المجابه لجماعة الحوثي المدعومة من إيران.
في غضون الشهر، تغيرت القواعد واختلت الموازين، وتحوّل مرحبون إلى معارضون، كما بدأت تظهر ملامح اعتراض ورفض لخطوات مجلس القيادة الرئاسي، الذي وعد بإصلاح كل الاختلالات الراهنة في مؤسسات الدولة ومنظومتي الجيش والأمن وبنية الاقتصاد، وهي اختلالات عميقة تقف وراءها جهات سياسية كانت صاحبة اليد الطولى في هرم السلطة الأعلى إبان إدارة الرئيس السابق عبدربه منصور هادي.
يرى مصدران يمنيان تحدثنا إليهما أن حزب الإصلاح -ذراع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن- وجد نفسه الخاسر الأكبر في هذا المعترك الجديد. وأضاف المصدران: "شبكات المصالح والمحسوبية والفساد التي بناها الإخوان ستتأثر كليا مع الشروع بالتغييرات الجديدة التي يعتزمها المجلس الرئاسي".
وطبقا لأحد المصدرين فإن الإصلاح "تمترس في مؤسسة الرئاسة منذ العام 2012 بعد توقيع المبادرة الخليجية، وظل قابضا على صلاحيات الرئيس السابق، كما استخدم مؤسستي الجيش والأمن في خدمة مشاريعه الخاصة، ويواجه حاليا تحديات صعبة ستقضي إلى خسارته كل هذا النفوذ غير الشرعي".
وذكر المصدر أن الحزب الإسلامي يرفض تماما المساس بمصالحه السلطوية، وقُبيل اتخاذ مجلس القيادة الرئاسي خطوات في هذا الصدد "بدأ الإصلاح توجيه حملات إعلامية ودعائية للتشكيك بالمجلس الرئاسي وتشويه دور التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن".
قال مصدر إعلامي واسع الإطلاع، إن مواقع إخبارية ومنصات على مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات تلفزيونية جميعها تعبر عن سياسيات حزب الإصلاح بشكل مباشر وغير مباشر "تبنت هذه الحملات التي تُنظم عبر شخصيات بارزة في الجماعة مثل القيادية توكل كرمان الذي تقيم خارج اليمن".
وأوضح المصدر أن كرمان وآخرين من أتباع الجماعة بدأوا العزف على وتر "المعارضة والتشكيك" معتبرا الأمر "ردة فعل طبيعية من جماعة تعتقد أن السلطة حكرا عليها وأي تدخل يؤثر على نفوذها تنظر إليه على أنه استهدف لها"؛ لافتا إلى أن الإصلاح "سيذهب نحو افتعال أزمات أخرى في اللحظة التي يبدأ مجلس القيادة الرئاسي مشروع الإصلاحات السياسية".
وبحسب المصدر فإن الدعاية والإعلان بالنسبة لحزب الإصلاح آدتان مهمتان لـ"توجيه الرأي العام وإثارة الفوضى والبلبة"، وعادة ما يبدأ الإصلاح التمهيد لأية أفعال تقوض الاستقرار وتحث على الفوضى من خلال "تنشيط الماكينة الدعائية وبث الشائعات ونقل الرسائل التحريضية ثم تحريك ورقة الشارع وبعدها الشروع فورا بافتعال الفوضى والأزمات". أمام هذا التغير يرى كثيرون أن إخوان اليمن امام مفترق طرق، يتمثل الأول بالانحناء للعاصفة والمضي معها ولو إلى حين، وهو الخيار الأسلم نظرا إلى أن مختلف القوى اليمنية الفاعلة حاليا مشاركة في صناعة القرار وقيادة المرحلة من خلال مجلس القيادة الرئاسي الذي يمثل تلك القوى ومنها شخصة واحدة للإخوان، وإما أن تحذو طريق إخوان مصر من خلال اللجوء الى تحريك خلايا الإرهاب وخلايا التحريض الديني والاعلامي ضد الدولة والقوى السياسية ومحاولة إفشال كل الجهود الرامية للمضي قدما. ومن خلال المؤشرات الأولية يمكن الحكمة باطمئنان بان إخوان اليمن قد اختاروا الطريق الثاني وإن لم يقاطعوا الاول بشكل كامل، ويمكن بسهولة الاستدلال وتبيان الطريق الذي اختارته الجماعة أن ام تعلنه صراحة. فخلال الشهر المنصرم كان يمكن بسهولة رصد ورؤية الكثير من المؤشرات التي تدل على حزب الاصلاح اليمني والجماعة الأم قد فضلا الطريق الثاني سواء من خلال تفعيل ورقة الهجمات الإرهابية وتحريك خلايا الإرهاب أو ظمن خلال حملات التحريض المكثف الذي لايخفى بل يظهر علنا سواء في القنوات الفضائية التابعة لإخوان اليمن، كقناة بلقيس التي تديرها القيادية في الجماعة التنظيم الدجولي للجماعة توكل كرمان، أو في حسابات كبار الاعلاميين المحسوبين على التنظيم ومنهم توكل نفسها التي تواصل حملة مكثفة ليس فقط ضد المجلس الرئاسي والقوى اليمنية الأخري، بل وبشك لأكبر ضد المملكة العربية السعودية التي رعت واحتضنت المشاورات التي اتفقت خلالها القوى اليمنية على معالم مجلس القيادة الرئاسي ومعالم المرحلة القادمة. |