|
خليل عواودة وخزّان الاعتقال الإداري الأسود؟!
نشر بتاريخ: 11/05/2022 ( آخر تحديث: 11/05/2022 الساعة: 00:10 )
خارت قواه وزاغ بصره وتداعت أعضاء جسده للسهر والحمّى مع ما تبقى من إرادة وايمان، نحن نتحدّث عن ثمانية وستين يوما والحرب ترمي بكلّ ثقلها وميدان الرماية هو هذا الصدر الذي لم يعد فيه متسع لأية قذيفة جديدة، رمى الأعداء كلّ أحقادهم وغلّف صلفه وغطرسته وسخائم روحه الشريرة في قذائف مميتة وألقى بها على هذه الروح التي تسكن هذا الجسد الذي يقترب من الموت يوما بعد يوم وببطء شديد، لم تعد طريق الالام تحتمل رؤية المشهد، لم يعد في خليل الا نبضات قلب مفعم بالايمان وروح عالية تتجاوز قهر الجسد وعربدة السجان. إنه هناك في خزان الحقد الصهيو ني الأسود، يضرب بيديه الواهنتين جدران الخزان، الضمير العالمي فقد حاسة السمع وحتى نحن قد طال علينا الأمد فقست قلوبنا، نحن الجبهة الخارجية لهذه الملحمة البطولية قد باتت متصدّعة ومشتّتة ولا تركّز على شيء، ماذا تنتظر؟ هل نقول ليت كان طرقه للجدران أقوى وأعلى حتى يسمع قلوبا قد قست؟ أم أن على قلوبنا أن تستعيد حيويتها مع قضية الانسان فيها وتتحرّك ولا تنتظر الاصطدام المريع مع المقولة الشهيرة: أكلت يوم أكل الثور الأبيض؟ ومن المعروف أيها السادة أن معركة خليل عواودة ورائد ريان وكل من يفتح هذا الملف الأسود هي معركة الجميع، خاصة كلّ من يعنيه الشأن العام الفلسطيني أو مخالفة هوى الاحتلال وارادته فينا، كلّ من خرج عن رضى الاحتلا ل عنه وكل من أراد الخروج عن حالة القطيع الذي يساق للذبح متى أراد المحت لّ فإن هذه المعركة هي معركته. نحن لا نتضامن أيها السادة مع مضرب عن الطعام في السجون الصهي ونية بل نحن نقف مع أنفسنا في معركتنا مع المح تل في سياسة الاعتقال الإداري، لأنه يعتقلنا جميعا بهذه السياسة اللئيمة ويزجّ بنا في هذا الخزّان، كلّنا في خزّان الاعتقال الإداري ولكن هناك من يرضى به ويوفّر على الاحت لال مشقّة اعتقاله وتحمّل تبعات هذا الاعتقال فيعتقل نفسه بنفسه فيصبح معتقل الخوف من الاعتقال الإداري! لقد أصبح الاعتقال الإداري الفزّاعة والغول الذي يرهب رجال ونساء النخبة التي تلعب دورا ما في الحياة السياسية أو الثقافية او حتى الاجتماعية، فتعمل سياسة المح تل في الاعتقال الإداري الى دفع هذه النخبة الى الانتحار بمعنى تهميش دورها وتقزيمه من الحياة العامة لينكفأ على نفسه ويدور حول الأشياء الصغيرة التي لا تؤثر على المح تلّ في شيء بل تنعشه وتؤدي الى رضاه وراحة باله، إذ نجح بإبعاد نسبة عالية من هذه النخبة التي كانت في يوم من الأيام ذات أثر كبير في الحياة الفلسطينية العامة. إذا فمعركة خليل هي معركتنا جميعا والفرق أنه تقدّم الصفوف واستعدّ ليشتبك بمفرده هذا الاشتباك المريع بكلّ ما أوتيت أمعاؤه الخاوية من قوة وبوضع ارادته على خط المواجهة الملتهبة، جبهة خليل المكوّنة من جسد هزيل وامعاء خاوية وبقايا إرادة تصرّ على الانتصار تعترك مع جبهة عصابة تملك سجونا وحديدا ونار وجيشا وفرقا متعددة للقهر والموت واعلاما قويّا وترسانة من الحقد المتوارث والغطرسة التي لا حدود لها. ليس لخليل الان الا الله وأن يتحرّك على الاقلّ كلّ من هو عرضة للاعتقال الإداري ومكان وجوده هو الخزان الوهمي الذي وضعنا أنفسنا فيه طواعية، ليس لخليل الا أن نطرق جدران خزاننا لتتجاوب طرقاتنا الحرة القوية مع طرقاته السجينة الضعيفة، ولكلّ خزانه وطرقاته كي تحرّك شارعا فلسطينيا حيّا له ماض عريق بالضغط على المحت لّ والوقوف مع أسراه، ولن يحرّك المحت لّ لوقف غطرسته وعربدته على أسرانا وخليل الا بحركة الشارع القوية ذات الإرادة الحرّة والابيّة والتي عودتنا الوقوف مع اسراها الابطال وعدم ترك ظهورهم مكشوفة للمحتلّ أبدا. |