|
جيش الاحتلال يواصل تكثيف تواجده على الجدار والعمال يقولون لا بديل عن الفتحات
نشر بتاريخ: 15/05/2022 ( آخر تحديث: 15/05/2022 الساعة: 11:50 )
بيت لحم - تقرير زينب حمارشة- كثفت قوات الاحتلال الإسرائيلي تواجدها على طول خط جدار الفصل الفاصل والممتد على طول الضفة الغربية، وأوعزت لجيشها بالتشديد على الثغرات البالغ عددها 270 ثغرة والتي غالبًا ما يستخدمها العمال الفلسطينيون الذين يعملون في اسرائيل دون تصاريح عبور رسمي . جاءت سلسلة هذه القرارات ضمن مجموعة من الإجراءات العقابية الجماعية التي أقرها المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر في الثلاثين من آذار الماضي بعد العملية التي نفذها الفلسطيني ضياء حمارشة من بلدة يعبد شمال الضفة الغربية في منطقة بني براك في تل أبيب والتي أدت إلى مقتل خمسة إسرائيليين.
تروى شهادات حية للعمال الفلسطينيين الملاحقات اليومية التي يتعرضون لها إثر اقترابهم من جدار الفصل العنصري حيث تطلق النار عليهم باستخدام قناصات الاحتلال الإسرائيلي المنتشرة على طول الجدار البالغ 670 كم، إضافة إلى تعرضهم لملاحقات أمنية شديدة تفرضها شرطة الاحتلال الإسرائيلي في داخل الأراضي المحتلة للبحث عن العمال الفلسطينيين.
يروي أحد العمال في الأراضي الفلسطينية والذي يعمل في قطاع البناء، - وقد فضل عدم ذكر اسمه في وسائل الإعلام – أن قوات الاحتلال تفتح عليهم الرصاص بمجرد اقترابهم من الجدار وأنه لم يتمكن من الوصول إلى عملهِ منذ أكثر من شهر سوا مرتين فقط، لكن لا خيار لديه سوا المحاولة بشكل يومي بحثًا عن لقمة العيش. ويعمل في قطاع البناء حوالي 70٪ من العمال الفلسطينيين الذين يجازفون بأرواحهم يوميًا بحثًا عن لقمة العيش، ورغم المخاطرة الكبيرة التي يقومون بها في سبيل ذلك إلا أنه لا خيار لديهم بحسب قولهم، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها أبناء الشعب الفلسطيني تزامنًا مع موجات غلاء الأسعار. وبحسب الإحصاء الفلسطيني فإن عدد العمال غير الحاصلين على تصاريح دخول اسرائيل يزيد عن 39 ألف، ولكن اتحاد نقابات العمال يرجح أن العدد يزيد عن مائة ألف خلال العام الأخير.
توضح قراءات تحليلية للمراقبين إزاء التشديد الذي تقوم حكومة به الاحتلال الإسرائيلي بأنه يأتي في سياق امتصاص غضب المجتمع الإسرائيلي عقب سلسلة العمليات التي قام بها عدد من الشبان الفلسطينيين وأدت لمقتل حوالي أحد عشر اسرائيليا خلال شهر نيسان. بينما يشير مسؤول الدائرة القانونية في اتحاد نقابات العمال محمد البدري، أن لا علاقة بين العمليات وإغلاق فتحات الجدار والتضييق على العمال لكنها أساليب للتضييق على الفلسطينيين ومحاربتهم في رزقهم وأرضهم. موضحًا، أن العمال لن يوقفوا البحث عن بدائل وفتحات جديدة لأن لا خيار أمامهم حتى لو كانت هذه البدائل تشكل خطرًا على حياتهم، حيث أن دولة الاحتلال ترفض إعطاء العمال تصاريح قانونية بدواع أمنية.
بشكل عام تستفيد دولة الاحتلال من وجود الثغرات في جدار الفصل العنصري، حيث قال القائم بأعمال الإدارة العامة لتنظيم العمل الخارجي في وزارة العمل عبد الكريم مرداوي في حديث سابق للجزيرة، أن التراخي في التعامل مع الفتحات إجمالًا كان يدخل ضمن التسهيلات الاقتصادية للفلسطينيين التي تستخدمها إسرائيل إعلاميًا كل حين.
وأوضح مرداوي أن هناك حاجة كبيرة للأيدي العاملة الفلسطينية في السوق الإسرائيلية، وخاصة في قطاع البناء، وهذه الفتحات توفر قرابة نصف عدد العمال دون أية التزامات مادية من أصحاب الأعمال والتي سيتحملونها حال دخول العمال بشكل قانوني والمتعلقة بالتأمين الصحي وتعويضات الفصل والتقاعد.
تعيش الأراضي الفلسطينية في هذه الفترة حالة من التوتر والصراع الدائم عقب الاقتحامات المتكررة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي للقرى والبلدات الفلسطينية، حيث يشن الاحتلال اقتحامات ليلية واعتقالات عديدة، يأتي هذا بالتزامن مع الأصوات الإسرائيلية السياسية المتطرفة التي تدعو إلى مزيد من التشديد والقمع للفلسطينيين ولا شي يلوح بالأفق سياسيًا عن أي تهدئة للأوضاع إبان هذا التصعيد الإسرائيلي الأخير والمستمر منذ شهر آذار الماضي حتى اللحظة.
|