|
انه خداع وسراب السياسات الأمريكية
نشر بتاريخ: 19/05/2022 ( آخر تحديث: 19/05/2022 الساعة: 16:08 )
لقد فقدت منذ فترة طويلة الولايات المتحدة دورها في رعاية عملية سلام جادة تفضي إلى إنهاء جوهر المشكلة المتمثلة اساسا بالاحتلال ، بعد أن عملت على احتكارها واستبعاد واعاقة اي دور للرباعية الدولية واتاحت المجال أمام استفادة الاحتلال إلاسرائيلي من الوقت بتوسيع الاستيطان الكولنيالي والسيطرة على القدس والاغوار والجولان ، بل وباستدامة الاحتلال وخلق وقائع جديدة على الأرض تخدم سياسات إسرائيل ورؤيتها التوراتية التاريخية المزعومة مستغلة بذلك حديثها عن حل الدولتين الفارغ من مضمون التنفيذ ودون الإشارة لحدوده الجغرافية وفق المعايير الدولية والقرارات الاممية الصادرة بالخصوص التي تعتمد اساسا على القرار ١٨١ بإنشاء دولتين وما تبع ذلك من قرارات دولية ، وما زالت هذه الإدارة الجديدة دون الاقرار بحقنا في تقرير المصير ودون اتخاذ اي تغيير في قرارات إدارة ترامب بشأن القنصلية العامة بالقدس أو بإعادة افتتاح مكتبنا التمثيلي في واشنطن أو بالغاء قرارات الكونغرس الأمريكي المتعلقة بوصفنا بالارهابيين ! فهل من مصلحة حقيقة للولايات المتحدة في إيقاع ضغط جاد على حليفتها دولة الاحتلال ، اذا ادركنا طبيعة من يحكُم السياسة الخارجية للدولة العميقة هنالك وما هي محددات تلك السياسة خاصة في شأن منطقتنا في ظل التحالف الاستراتيجي والتماهي القيمي الاستعماري وخصائص الفوقية الاثنية والدينة البيضاء واليهودية والمصالح المشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة كدولتين راعيتين للإرهاب الدولي في إطار سياسة الهيمنة وإثارة بؤر التوتر والحروب بالوكالة وتهديد السلم والأمن الدوليين ؟ هذا إضافة لرسوخ سياسات الكيل بمكيالين وعدم الجرأة في تنفيذ ما تعهدت به الإدارة الأمريكية الجديدة هنالك خاصة بشأن القدس رغم مطالبات عدد من أعضاء الكونغرس التقدميين من الحزب الديمقراطي بذلك والذين لا يملكون بعد قدرة التاثير للأسف. إن فاقد الشيء لا يعطيه ، والولايات المتحدة فاقدة للمصداقية والحياد السياسي ومفاهيم العدالة والحرية ليس لشعبنا الفلسطيني فقط وانما لكل الشعوب المقهورة ، لأن ذلك يتعارض مع مصالح اصحاب سياسات النيوليبرالية الجديدة المتوحشة و المحافظين ومصالح المجمعات العسكرية وتجمعات المال والاعمال والغاز الواقعة تحت تأثير الحركة الصهيونية العالمية والمال اليهودي المحافظ واليمين الاصولي الديني بالولايات المتحدة من أصحاب رأس المال الجشع . فأي ضغط جاد يمكن للولايات المتحدة ممارسته ، علما بافشالها كل مشاريع القرارات الأممية في مجلس الأمن ضد إسرائيل سوى القرار المتعلق بالقدس زمن أوباما بامتناعها عن التصويت فقط ، ومعارضتها المستمرة لكل قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة في إدانة اسرائيل كذلك في باقي المنظمات الدولية . |