نشر بتاريخ: 26/05/2022 ( آخر تحديث: 26/05/2022 الساعة: 15:30 )
في قراءة سريعة للمشهد عام 2022 ، وقبل مجيء يوم الاحد موعد مسيرة الاعلام الإسرائيلية الاستفزازية التي تشجعها حكومة اليمين الصهيوني . تجد الضفة الغربية نفسها من أسخن الساحات في الإقليم كله . أسخن من ساحة طهران وأسخن من اليمن والسعودية وغزة وبيروت ودمشق . وهي الشغل الشاغل اليوم لتل أبيب والقاهرة وعمّان وجميع الوسطاء الدوليين . بل انها سرقت الأضواء عن أوكرانيا التي انكشفت اسرار اللعب فيها بأسرع مما توقّع المراقبون .
الضفة الغربية بما فيها القدس والتي احتلتها إسرائيل عام 1967 من يد المملكة الأردنية الهاشمية . أصبحت الان هي ميزان القوة لكل القوى . وساحة المواجهة بين جميع الأعداء . وهي التي تقرر بقاء النظام السياسي الإسرائيلي والفلسطيني على شكله القائم أم انها ستنقلب وتقلب الجميع انقلابا غير مسبوق .
حكومة الاحتلال تلعب لعبة خبيثة اذا خلقت منذ نحو عامين ، جهة غير رسمية او شبه رسمية تقتحم الأقصى وتعبث بالملفات النهائية ، ولكن هذه الجهة ( سواء قطعان مستوطنين – او غلاة الحقد العنصري مثل ابن غفير – او مجموعات تدفيع الثمن – او عطيرات كوهنيم – او ... ) وهي تحظى بكل الدعم من البرلمان والمحاكم والقضاة ويحميها الجيش والشرطة والنيابة العامة والكنيست والوزارات بشكل شبه علني أو شبه سري . لتخرج حكومة الاحتلال بعدها وتدّعي كأنها طرف ثالث يدعو الطرفين لضبط النفس ويتحول من عدو الى قاضي وحكم !!!
الضفة الغربية الان مختلفة تماما عمّا تركها الجيش الأردني قبل اربع وخمسين سنة . ديموغرافيا وجغرافيا وتنظيميا وسياسيا واقتصاديا وعلميا ، كل شيء اختلف 180 درجة . وهي معزولة تماما عن قطاع غزة ومعزولة بجدار شارون العنصري عن القدس .
الضفة يصعب تسخينها بخطاب او اغنية ثورية حماسية او كلام عاطفي عابر ، وقد فشلت محاولات تصدير الثورة اليها عبر عقود كثيرة . ولكنها في حال تسخن فعلا تحتاج الى سنوات طويلة لتعود الى طبيعتها . هذا ان عادت الى ما كانت عليه أصلا .
اليوم نكتب ونحن متأكدون مما نراه على الأرض . وميدانيا وسياسيا وبالحصار المالي وبعدوان المستوطنين وبالتطاول على الحرم الابراهيمي وعلى الأقصى وكنيسة القيامة وأراضي الكنائس ، وفي جنين ونابلس ورام الله وكل مدن الضفة . نكتب ونقول ان الضفة سخنت تلقائيا لدرجة "اللاعودة " . سخنت من دون عوامل خارجية لدرجة يصعب تبريدها أو منع الصدام القادم .
يوم الاحد القادم 29 أيار هو تاريخ مهم . سواء مرت مسيرة الاعلام الصهيونية من باب العامود واحياء البلدة القديمة في القدس وسواء لم تمر . سواء اطلقت حماس وفصائل المقاومة الصواريخ او لم تطلق . انه يوم مهم لأنه الامتحان النهائي لجميع اللاعبين وهو اليوم الذي يقرر نوع المرحلة القادمة .
وعلى طريقة الغرب المتوحش ، والعبارة التي يكررها اليهود دوما ، سيكون : الويل للمنتصر .