|
الفدائي الصامت..
نشر بتاريخ: 05/06/2022 ( آخر تحديث: 05/06/2022 الساعة: 11:36 )
صباحاً بطريقي من رام الله الى قريتي شويكة قضاء طولكرم، أشاهد جيش الإحتلال منتشر بشكل كثيف يقوم بعربدته المعروفة على الطرقات، والأعلام الإسرائيلية متواجدة في كافة الشوارع، ما أن وصلت الشارع الرئيسي لقرية حوارة، حتى أشرق أمامي علمنا الفلسطيني خفاقاً معلقاً على أحد أعمدة الإضاءة؛ وعلى الجهة المقابلة له كان هناك دورية لجيش الإحتلال تمارس نشاطها التخريبي لكن علمنا صامد!! تكمن أصول الأعلام في التاريخ القديم أنها كانت مجرد شرائط زخرفية، أو ربما صورًا احتفالية. كانت متفوقة على العديد من الشعارات الأخرى: رخيصة وسهلة الصنع .. يسهل حملها وعرضها ...وجذب الانتباه بحركتها الواقعية في مهب الريح. جاءت الأعلام لترمز بشكل مختلف إلى القادة والمجتمعات والآلهة والتجار والنقابات الحرفية والسفن والبلدات. غالبًا ما اكتسب العلم نفس الاحترام الذي يُمنح للشخص أو الشيء الذي يمثله. في المعركة ، كان فقدان العلم بمثابة ضربة قاسية. قد يكون الاستيلاء على علم الخصم هو نقطة التحول في المعركة. غالبًا ما كانت الأعلام تحمل رموزًا دينية، وكانت تستخدم في المناسبات الدينية وكذلك المناسبات الرسمية، يمثل العلم فكرة وليس مجرد قطعة زينة، تحظى العديد من الأعلام بتقدير كبير لتاريخها؛ فعلمنا الفلسطيني مشبع بدماء تضحيات أبنائه. لا يعتمد هذا الاحترام على المظهر الجمالي للتصميم، أو على محاولته تمثيل الشعب أو السياسة في بلد ما بصريًا. إذا كانت تمثل أي شيء ملموس ، فإن الأعلام الوطنية ترمز عمومًا إلى الخصائص الثابتة للأمة. يمكن أن تشمل الموقع الجغرافي، أو ربما سمة مادية مميزة، أو أساس تاريخي. احترام العلم هو أحد مؤشرات حب الوطن. يعتبر الإهانة العلنية للعلم شكلاً متطرفًا من أشكال المعارضة في معظم البلدان، ويعاقب وفقًا لذلك. تجعل بعض البلدان، التأكيد العلني على الولاء للعلم والدولة واجبًا مدنيًا. علم فلسطين الفدائي الصامت في جميع المواجهات، يقول بصمت نحن باقون صامدون، الفدائي الذي يعلن أن هذا الشعب لم ينحنِ يوماً، ولم يضعف، ولم يطأطىء رأسه خجلاً أو إنكساراً، أوتراجعاً وتقهقراً من أحد، إن رفع العلم الفلسطيني هو علامة على الفخر والوطنية. إنه تأكيد إيجابي على الولاء والالتزام. إنه يمثل دولة تثق بنفسها وترتاح لمكانتها في العالم وتاريخها ومستقبلها. بإختصار علينا أن نرفع العلم في كل أماكن تواجدنا فهو الفدائي الصامت.... |