|
منصة التنقيب في "كاريش".. كيف بدأت القصة وما علاقة مالكيها بـ"إسرائيل"؟
نشر بتاريخ: 11/06/2022 ( آخر تحديث: 11/06/2022 الساعة: 18:56 )
القدس- معا- "على الشركات المالكة لسفينة التنقيب في كاريش أن تسحبها سريعاً، وعليها تحمل مسؤولية ما سيلحق بها من أضرار مادية وبشرية". هذا ما جاء في كلمة الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، الخميس الماضي، حين وصف تنصيبَ الشركة البريطانية اليونانية منصة في حقل "كاريش" لاستخراج الغاز خلال 3 أشهر، بأنّه اعتداء على لبنان. بدأت حكاية شركة "Energean" اليونانية - البريطانية مع مياه البحر الفلسطيني قبل 3 أعوام، تحديداً في العام 2019، بعد أن جذبتها رائحة الغاز من السواحل اليونانية نحو سواحل الشرق الأوسط، ولا سيما حقل "كاريش" الشمالي، على بعد 90 كم من حيفا. ويقع جزء من حقل "كاريش" ضمن الخط الحدودي رقم 29 الذي يعدّه المفاوضون اللبنانيون حدوداً لبنانية، وبالتالي فإنّ الأعمال التنقيبية التي تقوم بها هذه الشركة بتوصية من "إسرائيل" غير شرعية. من هي شركة "إنرجيان باور" مالكة باخرة التنقيب؟ أنشأت شركة "إينرجيان باور" في أوائل العقد الأول من القرن الحالي، وهي شركة لاستخراج وتنقيب النفط والغاز تركز على منطقة شرقي البحر الأبيض المتوسط، وتنشط حالياً في اليونان و"إسرائيل"، وتتوسع إلى مواقع جديدة في أوروبا وشمال أفريقيا. أسسها رجلا الأعمال اليونانيان ماتيوس ريجاس وستاثيس توبوزوغلو، وتم تسجيلها في قبرص، وفي العام 2018 أصبحت شركة عالمية محدودة مقرها المملكة المتحدة، ومدرجة في بورصتي لندن و"تل أبيب". نمت الشركة بشكل كبير في بضع سنوات، بفضل ضخ السيولة من عدد من المستثمرين العالميين الأميركيين والبريطانيين والإسرائيليين، وأكبر مساهم فيها هو صندوق "Third Point"، الذي يملكه الملياردير الأميركي دان لوب الذي استفاد بشكل كبير من المقامرة على السندات اليونانية خلال أزمة الديون في البلاد. وتمتلك الشركة مكاتب في اليونان (أثينا وكافالا) والمملكة المتحدة (لندن وأبردين) و"إسرائيل" ("تل أبيب" وحيفا) وقبرص ومصر والجبل الأسود، وفي بداية العام 2019، كان لديها 416 عاملاً، حوالى 80% منهم يعملون في مكاتب كافالا. وتعتمد آلية عملها على امتيازات النفط والغاز التي تخولها البحث عن مصادر الطاقة في مناطق محددة، ويتم منح عقود "الامتياز" من قبل الحكومات، وتستمر لعقود، وقد تدفع الشركة رسوماً ثابتة مقابل الامتياز، و نسبة مئوية مما تنتجه أيضاً. يأتي عمل الشركة على ثلاث مراحل: -التنقيب: البحث عن النفط والغاز، باستخدام أدوات مثل المسوحات الزلزالية (التي تشمل الانفجارات وغيرها من التقنيات المدمرة)، ثم اختبار الحفر. -التطوير: وضع البنية التحتية من منصات الحفر، وخطوط الأنابيب، وما إلى ذلك لاستخراج النفط والغاز. -الإنتاج: حفر وضخ النفط أو الغاز، ويمكن أن تستغرق كل من مرحلتي الاستكشاف والتطوير وقتاً طويلاً، لذلك قد لا يبدأ الامتياز فعلياً في الإنتاج لعدة سنوات، وبعض الحقول قد لا تنتج أي شيء على الإطلاق. وبمجرد استخراج النفط والغاز، يتم نقله باستخدام الشحن أو الأنابيب إلى العملاء، وتكريره إلى منتجات مختلفة، وهنا لا تشارك "Energean" في هذه المراحل النهائية، فهي تبيع منتجها مباشرة إلى شركات أخرى مسؤولة عن "offtake"، حتى خلال المراحل الأولية، لا تمتلك "Energean" الموارد للقيام بكل العمل بنفسها، بل تتعاقد مع شركات شريكة ومساهمين ومستثمرين لإتمام عملياتها. أين بدأت العمل؟ كانت صفقة "Energean" الأولى، ضمن آبار في حوض برينوس قبالة الساحل اليوناني الشمالي الشرقي في كافالا، ويتضمن الموقع 3 حقول نفط تسمى برينوس، وبرينوس نورث، وإبسيلون، إضافة إلى عقد منفصل في حقل غاز مجاور جنوب كافالا. في العام 2018، بلغ حجم مبيعات الشركة حوالى 90.3 مليون دولار كان معظمها من بيع النفط الخام لشركة "بريتيش بتروليوم" من آبار حوض برينوس. ووقعت شركة "Energean" صفقة لشراء أصول النفط والغاز لشركة "Edison" الإيطالية، والتي تشمل آباراً نشطة في مصر والجزائر وإيطاليا وكرواتيا. وتدعي شركة "Energean" أن لديها سجلاً "نظيفاً" في ما يتعلق بالتسريبات النفطية أثناء عمليات الاستخراج والتنقيب، لكن شركاءها في الحفر مسؤولون عن بعض أكثر كوارث النفط شهرة في العالم مثل شركة "Halliburton"، التي كان لها دور في "Deepwater Horizon"، وهو أكبر تسرب نفطي على الإطلاق في مياه أميركا الشمالية. المعروف عن شركة "Energean" أنّ مالكيها ومستثمريها يراهنون على النفط والغاز، لذا كانوا يتطلعون دائماً إلى توسيع نشاطهم بشكل أكبر في حقول البحر الأبيض المتوسط، لذا أخذت الشركة تتطلع إلى مد نشاطها في حقول أكثر عبر البحر المتوسط، مثل حقلي "كاريش" و"تانين" اللذين يحتويان على أكثر من 5 أضعاف احتياطيات الأصول اليونانية الحالية للشركة، حسب تقاريرها. علاقتها بـ "إسرائيل" وقصتها مع "كاريش" تربط شركة "Energean" علاقات وثيقة بالحكومة الإسرائيلية، والشركات الإسرائيلية أيضاً، ويعتبر أكبر مقرض لها هو بنك "HaPoalim" الإسرائيلي، الذي يمول المستوطنات غير القانونية. وأحد مساهميها الرئيسيين هو "IDB Development Group"، وهي شركة قابضة تمتلك العديد من الشركات المتورطة في أعمال غير قانونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وعلى مدى سنوات، كانت هذه الشركة المشغل المحلي الوحيد لحفر آبار النفط في اليونان، ثم انتقل نشاطها إلى "إسرائيل" وفازت بعقود تشغيل حقلي غاز "كاريش" و"تانين". كان هذا بداية لتوسع سريع للشركة، تم تمويله من قبل عدد من المستثمرين العالميين. في العام 2017، استحوذت شركة "Energean" على امتيازات حقلي غاز "كاريش" و"تانين" قبالة السواحل الاسرائيلية، وبدأت حفر الآبار في الحقلين في آذار/مارس 2019، وتوقعت حينها البدء في الإنتاج عام 2021. في نيسان/أبريل 2019، أعلنت "Energean" أنها حققت اكتشافاً جديداً للغاز في شمال "كاريش"، ما أدى إلى زيادة سعة الحقلين بشكل كبير، إذ تقدر إجمالي الاحتياطيات بنحو 297 مليون برميل. وبحسب مخطط الشركة، بعد التنقيب والاستخراج سيذهب الغاز في البداية لتزويد السوق الإسرائيلية، وسيتم نقل الغاز إلى "إسرائيل" عبر خط أنابيب بدأت "Energean" ببنائه بالفعل، لكنه انتقل إلى شركة مملوكة للاحتلال تسمى "خط الغاز الطبيعي الإسرائيلي" (INGL). وتستخدم "Energean" سفينة متخصصة تسمى "السفينة العائمة والإنتاج والتخزين والتفريغ" (FPSO) لاستغلال الحقول، بدلاً من المنصات الثابتة التقليدية أو بجانبها، وقالت الشركة إنّ السفينة المستخدمة في المياه المحتلة تم بناؤها في الصين وسنغافورة ووصلت مياه البحر المتوسط للتنقيب في حقل "كاريش". وبحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فإن "سلاح البحرية الإسرائيلي يقوم بحراسة المنصة"، وقام بتأمين انتقالها منذ خروجها من قناة السويس آتية من سنغافورة، حتى وصولها مياه الحقل.-"الميادين" |