|
نفتالي بينت... تجربة مثيرة
نشر بتاريخ: 03/07/2022 ( آخر تحديث: 03/07/2022 الساعة: 11:25 )
من غير المفاجئ انهيار الحكومة الإسرائيلية التي كان يتراسها نفتالي بينت بالتناوب بعد مضي حوالي عام واحد على تشكيلها ، فالتناقض الحاد والصارخ بين مختلف مركباتها الحزبية لعب دورا هاماَ في ذلك ، بالإضافة الى العديد من العقبات والصعوبات التي لم تستطع الحكومة تجاوزها . ولربما ان تلك التناقضات ليس مرتبطة بالتركيبة الحزبية فقط ، بل ان شخصية نفتالي بينت جمعت أيضا في طياتها العديد من التناقضات فهو يهودي متدين عمل في قطاع التكنولوجيا الفائقة الذي يغلب علية الطابع العلماني وحقق ملايين الشواقل . ليس ذلك فحسب بل ان بينت زعيم مجلس المستوطنين الرئيسي في الضفة الغربية المحتلة ، وظل معارضًا للدولة الفلسطينية ،يعيش في إحدى ضواحي تل أبيب ، حليف سابق لبنيامين لنتنياهو وعمل على انهاء حكم الأخير الذي استمر 12 عاما، عبر ترأس حكومة مكونة من أحزاب اليسار واليمين وبالإضافة الى مكون عربي تمثل في الحركة الإسلامية الموحدة. سعى بينت الى انهاء حالة الاستعصاء والجمود السياسي في إسرائيل وتوحيد بلادة ولكن هذه التجربة لم يكتب لها النجاح حيث لم تصمد لأكثر من عام وها هي إسرائيل تدخل جولة انتخابية خامسة خلال السنوات الأربعة الماضية. الأكثر إثارة ان حزب يميناه الذي يتزعمه بينت والذي حصد سبعه مقاعد في الانتخابات الأخيرة حصل على منصب رئيس الحكومة مما شكل سابقة في النظام السياسي الإسرائيلي، واليوم يغادر بينت عالم السياسية ولربما بصورة مؤقته بعد ان دخلت المياه الخزان ، حيث بدأت الانشقاقات في الائتلاف الحاكم من رفاقه في الحزب ، عاميحاي شيكلي و عيديت سيلمان ونير أورباخ . تتقدم إسرائيل بخطوات متسارعة نحو صناديق الاقتراع وهي في حالة انقسام وتشرذم في الخارطة الحزبية الى معسكرين الأول يساند ويدعم بنيامين نتنياهو والاخر يناوئ ويرفض وجود نتنياهو بشخصه وليس بسياساته، على أمل ان تنتهي حالة عدم الاستقرار في الحكم. |