المطلوب من "فتح" الآن .. عملية استنهاض وإعادة بناء واسعـة
نشر بتاريخ: 06/07/2022 ( آخر تحديث: 06/07/2022 الساعة: 14:50 )
"توقفوا قليلاً تنبهوا واخرجوا من حالة الذهول"، نداء أطلقه نائب رئيس حركة فتح والذي يعلم جيداً معنى هذه الكلمات في هذا الوقت بالذات والذي تمر به قضيتنا الفلسطينية بمنعطف خطير يتعلق بوجودنا على الأرض وحقنا فيها.
أرى أن حالة الضعف التي تُعاني منها الحركة الوطنية بشكل عام وحركة فتح على وجه الخصوص يحتم علينا جميعاً النهوض فوراً من هذا السُبات وإعادة لملمت أوراقنا المتُبعثرة نتيجة التأثر الكبير في الحالة التي نعيشها وعلى حركة فتح وابناؤها توحيد الصف وتحصين الجبهة الداخلية كي نتمكن من خوض المعركة الخارجية مع الاحتلال المُتربص بنا والسعيد بضعفنا وفرقتنا، وهذا ليس ببعيد المنال فأبناء هذه الحركة وقيادتها تربوا على البذل والعذاب وتشربوا فكر حركة فتح الهادف دائماً الى مُواجهة المُحتل وطرده من أرضنا وبناء دولة مُستقلة ومُجتمع مُتماسك يعيش في حرية واستقلال.. نعم ضُعفت " فتح " ليس من قلة عدد أو إنحراف في فكرها او تغير في فكرتها وإنما ضُعفها نتيجة تحملها أعباء الحُكم الذي يترتب عليه التزامات كبيرة اتجاه شعبنا الذي عانى ويلات هذا المُحتل والذي اسبشر خيراً عند تأسيس السطلة الوطنية كثمرة اولى لتضحياته على طريق
إقامة الدولة التي ناضل من أجل إقامتها وقدم خيرة أبنائه شُهداء وجرحى وأسرى ومُبعدين لكن عقلية المُحتل التي لا تؤمن بالشراكة ولا تؤمن بالعيش الآمن مع المُجاورين وإنما تنتهج نهج القتل والتدمير والحصار ولا تعترف بحق شعبنا بالعيش على أرضه على الرغم من قبولنا بوجود اسرائيل كدولة الأمر الواقع الذي فرضته الهيمنة الغربية على وطننا العربي وبالتالي اوجد هذا الجسم الغريب فوق أرضنا كقاعدة في وسط الوطن العربي كي تبقى دولة في قبضة يد دول الاستعمار تتحكم به كيفما تشاء.
هذه السياسة التي اتبعتها دولة الاحتلال وبغطاء كامل من الولايات المتحدة أغلب كل الآفاق التي يطمح لها شعبنا لا أفق سياسي ولا اقتصادي ولا تنمية وإنما مارست سياسة الحصار والعقاب لإرغام قيادتنا للرضوخ لاملاءات الاحتلال من خلال إضعافها أمام شعبنا.. نعم ضعفت السلطة الوطنية وأصبح هُناك حالة من الترهل أصاب كُل التنظيمات السياسية وعلى رأسها حركة فتح، لكن لا يُمكن لهذه الحالة أن تستمر وإنما نعتبرها استراحة مقاتل وسيعود العمل والفعل الوطني وستعود فتح لقوتها كسابق عهدها.
إن هذا النداء الصادر من نائب قائد الحركة واخوته أعضاء اللجنة المركزية إنما هو بداية للبرنامج الذي أعدوه من أجل استنهاض الحركة وإعادتها الى مكانتها التي تستحق وإعادة إحياء الحالة الوطنية الفلسطينية عند جماهير شعبنا لاننا ما زلنا نعيش تحت الاحتلال ومازالت حركتنا حركة تحرر لم تحقق كامل أهدافها التي انطلقت من أجلها وبالتالي ما زلنا نسير في هذا الطريق الطويل ومازلنا نخوض معركة الخلاص من الاحتلال حتى النصر والتحرير، وستبقى "فتح" بقيادتها وشبابها عنوان لكل الثوار وبوصلة الأحرار التي تُشير فقط الى القدس عاصمة الدولة المستقلة .